
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ملأتْ مكارمُــكَ البســيطة أنعمــا
فلــذلك انعقــدت لـرزئك مأتمـا
ولئن غـدا فـذاً مصـابك في الورى
فـالغيثُ كـانَ لـه وجـودك توأمـا
بــالأمس قـد رضـعت بنانـك درَّهـا
واليــوم تحلبهـا محاجرُهـا دمـا
مـا غُمِّضـت أجفـان عينـك عـن ردًى
إلاَّ وجفــنُ الـدهر غُمِّـض عـن عمـى
حلـب الحمام أبا الأمين بك الجوى
شـطرين صـاباً فـي الزمان وعلقما
فــأغصَّ فـي شـطرٍ فمـاً مـن هاشـمٍ
وأغــصَّ فــي شـطرٍ لجعفرهـا فمـا
قسـم الرزيَّـة فـي السـويَّة فيهما
فغــدا كلا العبــأين ثقلاً أعظمـا
أمــا وســاعتك الــتي بيلملــمٍ
زالـت ومـا أعنـى سـواك يلملمـا
مــا خلــتُ فقـدَك يسـتقلُّ بثقلـه
ركنــا زمانــك ثـم لـم يتهـدَّما
فلقــد أطــلَّ غـداة يومـك فـادحٌ
هو منه في الأرضين أعظم في السما
فـي نـاره استوت الأنامُ فما دروا
أيُّ القلـــوب أحــقُّ أنْ تتضــرَّما
يـا مَـن أضـاء بنـوره أُفقَ الهُدى
أعلمــت بعــدك كـل أُفـقٍ أظلمـا
مــن ردَّ طرفـك عـن فتـور مغضـياً
ولكـم لحظـتُ بـه الحواسـدَ أرقما
أبكيــك للإحســان غــاضَ نميــرُه
قســـراً وللآمــالِ بعــدك حوّمــا
ولطــالب المعــروف ألقـى رحلـه
وأقــامَ ميــتَ العـزم لا متلوِّمـا
قطعــت بـك الأيـامُ آمـالَ الـورى
قطعــت ولا وصــلت لكفِّــك معصـما
ولقــد سـددت فـمَ النعـيِّ بأنمـلٍ
رجفـت ولـم أملـكْ بهـنَّ لـه فمـا
فــأقرَّ فــي ســمعي أمـضُّ قـوارعٍ
نفـذت فكـانت فـي فـؤادي أسـهما
وأنــاملاً منهــا بــأعظم كلفــةٍ
عـبر الحمـامُ إليـك بحـراً مفعما
رفعـوك والبركـات عـن ظهر الثرى
وطـووك واللمعـات عـن وجه السما
دفنــوك وانقلبـوا بـأعظم حيـرةٍ
فكأَنَّمـا دفنـوا الكتـابَ المحكما
لـــولاك يـــا مهــديُّ آل محمــدٍ
ظلُّـوا بمجهلهـا الطريـقَ الأقومـا
أشـرقتَ شمسـاً في بروج سما الهُدى
فأضــأتها وولــدت فيهـا أنجمـا
لــولاك مــا وجــدت ولـولا جعفـرٌ
مــن مــذهبٍ للحـقِّ يرغـم مجرمـا
أقسـمتُ بالشـرف الـذي هـو طبعـه
وعلمـت ذلـك جهـدَ مـن قـد أقسما
لقـد احتمـت منك الشريعة في فتًى
لا تسـتبيح يـد النـوائبِ مـا حمى
وإذا ذوو الفضـل اسـتوت أقدامُهم
وجـدوه أحـرى القـوم أن يتقـدَّما
ومــن السـكينة والوقـار سـكوتُه
وإذا تكلَّــم لــم تجــدْ متكلّمـا
هــو خيـرُ مـن نمـتْ العلاءُ وآلـهُ
مـن ذروة الجـوزاء أشـرف منتمـى
الجعفرييـــن الـــذين بمجــدهم
ركبـوا مـن الشرف السنامَ الأعظما
رفعـوا علـى أُولي الزمان رواقهم
وتوارثــوا فيــه العلاءَ الأقـدما
بالســيد المهــديِّ ثــمَّ بجعفــرٍ
وبهـم أنـارَ اللـهُ مـا قد أبهما
يــا موصـلاً منِّـي رسـالة ذي حشـاً
ظمئت إلــى ذاك الـرواء ولا ظمـا
بلِّــغ بلغــت الخيـرَ خيـرَ موسـَّدٍ
جـدثاً بـه دفنـوا الصراطَ الأقوما
يـا بـدرُ إن تـكُ قد أفلت فلا تخلْ
بـرجَ الهدايـة منـك بعـدك أبهما
فلقـد ولـدت بـه كـواكب لـم تلدْ
مثلاً لهـا أمُّ الكـواكب فـي السما
لـو عـدتَ للـدنيا ومـن لزمانهـا
بــك أن تعــود فيغتـدي متبسـِّما
لرأيــت صــالحها معينـاً للعُلـى
مـولًى لـه الـدهرُ اغتدى مستخدما
وتلطَّفــت وطفـاءُ تحلبهـا الصـبا
بــثرًى حـواكَ فضـمَّ عضـباً مخـذما
أفصــحتُ عـن وجـدي إليـك بـدعوةٍ
رُبَّمـا ذممـت بهـا الزمان الأعجما
قـد كنـتَ لـي بجميـل ذكرك مالكاً
فلئن بقيـــتُ لأنســـين متممـــا
حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط)،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ)، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ).