
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نـادِ القَريحَةَ ما اِستَطَعتَ نِداءَها
إِنَّ الحُقــوقَ لَتَقتَضــيكَ أَداءَهـا
مهمـا ينـلْ منها الجمودُ فإنّ من
إعجـاز أحمـد مـا يفجّـر ماءهـا
مَهمـا تَراكَمَـتِ الغيـومُ بِأُفقِهـا
فَـاليَومَ عِنـدَكَ مـا يُعيـدُ جَلاءَها
لا تَعتَــذِر عَنهــا بَكــرّ نَـوائِبٍ
ســَدَّت عَلَيهــا نَهجَهـا وَسـَواءَها
فَـأَهَمُّ مـا هَمَـتِ السَحابُ إِذا مَرَتْ
هــوجُ العَواصـِفِ دَرَّهـا وَسـَخاءَها
وَالحَـكُّ يَسـتَوري الزِنـادَ وَإِنَّمـا
تُربـي الصـَوارِمُ بِالصِقالِ مَضاءَها
وَالرُمـحُ يَكسـَبُ بِالثِقـافِ مَتانَـةً
وَالخَيــلُ يُظهِـرُ عَـدوُها خُيلاءَهـا
حاشـا القَـرائِحَ أَن تَضـِنَّ بِوَدقِها
مــا دامَ شـَوقي كـافِلاً أَنواءَهـا
الشــاعِرُ الفَــذُّ الَّـذي كَلِمـاتُهُ
ضـَمِنَ النُبوغُ عَلى الزَمانِ بَقاءَها
أَنســــَتْ فَصـــاحَتُهُ أَوائِلَ وائِلٍ
وَغَـدَت هَـوازِنُ مَـعَ ثَقيـفَ فِداءَها
فــي كُــلِّ كائِنَــةٍ يَـزِفُّ قَصـيدَةً
تـوتي جَميـعَ الكائِنـاتِ بَهاءَهـا
غَـدَتِ المَعـاني كُلَّهـا مِلكَهـا لَهُ
فَأَصــابَ مِنهـا كُـلَّ بَكـرٍ شـاءَها
وَكَسـا اللِسـانَ اليَعرُبِـيَّ مَطارِفاً
هَيهـاتَ يَنتَظِـرُ الزَمـانُ فَناءَهـا
ســَتُخَلِّدُ الأَوطــانُ مِــن تَكريمِـهِ
ذِكــرى تُطَبِّــقُ أَرضـَها وَسـَماءَها
لَـو أَنصـَفَت لُغَـةُ الأَعـارِبِ قَـدرَهُ
صــَلَّت عَلَيــهِ صـَباحَها وَمَسـاءَها
مِــن كَـلِّ مَوضـوعٍ أَصـابَ شـَواكِلاً
بَلَغَـت بِمَقتَلِهـا الصـُدورُ شِفاءَها
يَبكــي شِكِســبيرَ عَلـى أَمثالِهـا
وَيَــبيتُ غَوَتـةُ حاسـِداً عَلياءَهـا
وَلَـوَ اَنَّ آلِهَـةَ الفَصـاحَةِ عِنـدَهُم
أَدرَكــنَ شــَوقي خَفَّفَـتْ غَلْواءَهـا
صــَنّاجَةُ الشــَرقِ الَّـذي نَبَراتُـهُ
تَجلـو المَشـارِقُ عِنـدَها غَمّاءَهـا
فـي كُـلِّ حَـرفٍ مِـن حُـروفِ يَراعِـهِ
وَتَــرٌ يُــثيرُ سـُرورَها وَبُكاءَهـا
مــا حَــلَّ بِالإِســلامِ بَـأسُ مُلِمَّـةٍ
إِلّا وَرَجَّـــعَ شـــِعرُهُ أَصـــداءَها
يُبــدي فَظاعَتَهـا وَيوسـِعُ هَولَهـا
وَصــفاً وَيَـذكُرُ داءَهـا وَدَواءَهـا
كـــانَت قَصـــائِدُهُ لِبَعــثِ بِلادِهِ
صـُوَراً اَرادَ مِـنَ البَلـى إِحياءَها
وَأَرى اللَيــالي لا تَعــزّز أُمَّــةً
إِن لَــم يَكُـن سُوّاسـُها شـُعَراءَها
كَـم اَثبَـتَ التاريـخُ فـي صَفَحاتِهِ
أُمَمــاً غَـدا إنشـادُها إِنشـاءَها
ضـَلَّت لَعَمْـري فـي الحَيـاةِ قَبيلَةٌ
لَــم تَصـطَحِب أَفعالُهـا أَسـماءَها
وَالعُـرْبُ لا تَبـدَا بِجَمـعِ جُموعِهـا
إِلّا ســـَمِعتَ نَشــيدَها وَحَــداءَها
أَكـرِمْ بِأَحمَـدَ شـاعِراً وافـى لَنا
فــي روحِ أحمـد حـامِلاً سـيماءَها
أَتلـــو قَصــائِدَهُ فَتَملَأُ مُهجَــتي
فَرَحــاً يُزيـلُ هُمومَهـا وَعَناءَهـا
وَأَظَــلُّ مُفتَخِـراً بِهـا فَكَـأَنَّ لـي
دونَ الأَنــامِ ثَناءَهــا وَسـَناءَها
نَخَلــت لَــهُ نَفسـي مَـوَدَّةَ وامِـقٍ
وَفّــى عِهــادُ عُهودِهـا إِنماءَهـا
نَعـزو إِلـى لَخـمٍ مِتانَـةَ أَصـلِها
وَتَمُـزُّ مِـن مـاءِ السـماءِ صفاءَها
لا ترتجـي منهـا النمـائمُ ثلمـةً
كلا ولا تــوهي الهنــاتُ بناءهـا
ناشــَدتُ شـِعري أَن يَفـي بِمَـوَدَّتي
وَأَراهُ يَعجَــزُ أَن يَجيـءَ كِفاءَهـا
قَـد صـارَ عَهـدي بِـالقَريضِ كَـأَنَّهُ
دِمَـنٌ تَقاضـَتها الرِيـاحُ عَفاءَهـا
أَدعـو فَلا يَـأتي الَّـذي أَرضـى بِهِ
وَالشـِعرُ أَن تَجِـدَ النُفوسُ رِضاءَها
وَالشـِعرُ مـا رَسَمَ الضَمائِرَ ناثِلاً
مِنهـا الكَنـائِنَ نافِجـاً أَحناءَها
وَالشـِعرُ مـا تَـرَكَ المَعاني مُثَّلاً
فَتَكــادُ تَلمِــسُ بِـالأكُفِّ هَباءَهـا
وَالشـِعرُ حَيـثُ يُقالُ مَن ذا قالَها
ما الشِعرُ حَيثُ يُقالُ مَن ذا قاءَها
وَهُنــاكَ نَفــسٌ مـرَّةٌ مـا تَـأَتَلي
تُملــي عَلَـيَّ مِـنَ العُلا أَهواءَهـا
إِن لَـم تَجِـدني في العَجاجَةِ أَوَّلاً
نَكَــرتَ عَلَــيَّ ثَلاثَهــا وَثَناءَهـا
وَفَّرتَ يا شَوقي السِباقَ عَلى الوَرى
بِرِياســَةٍ بـاتَ السـِباقُ وَراءَهـا
تَتَقَطَّــعُ الأَعنــاقُ عَـن غاياتِهـا
حَتّــى الأَمـاني لا تَحـومُ حِـذاءَها
تَــاللَهِ أَعطَيـتَ الرِياسـَةَ حَقَّهـا
وَعَقَــدتَ حَبوَتَهـا وَنِلـتَ حباءَهـا
وَبَــذَذتَ أَهــلَ العَبقَرِيَّـةِ كُلَّهُـم
وَبَــزَزتَ جَنَّــةَ عَبقَــرٍ أَشـياءَها
لَمّـا رَأَيتُـكَ قَـد نَزَحـتَ قَليبَهـا
أَلقَيــتُ عَنّــي دَلوَهـا وَرِشـاءَها
فَاِسـعَدْ بِعَـرشِ إِمارَةِ الشِعرِ الَّتي
أَلقَــت إِلَيــكَ لِواءَهـا وَوَلاءَهـا
وَتَهَـــنَّ وَاِبـــقَ لِأُمَّــةٍ عَرَبِيَّــةٍ
لا زِلــتَ قُــرَّةَ عَينِهـا وَضـِياءَها
شكيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.من سلالة التنوخيين ملوك الحيرة، عالم بالأدب والسياسة،مؤرخ من أكابر الكتاب، ينعت بأمير البيان.من أعضاء المجمع العلمي العربي، ولد في الشويفات (بلبنان) وتعلم في مدرسة (دار الحكمة) ببيروت، وعين مديرأً للشويفات سنتين فقائم مقام في (الشوف) ثلاث سنوات وأقام مدة بمصر وانتخب نائباً عن حوران في مجلس (المبعوثان) العثماني وسكن دمشق في خلال الحرب العالمية الأولى ثم (برلين) بعدها وانتقل الى جنيف (بسويسرا) فأقام فيها نحو 25 عاما وعاد إلى بيروت فتوفي فيها ودفن بالشويفات.عالج السياسة الإسلامية قبل انهيار الدولة العثمانية وكان من أشد المتحمسين من أنصارها.واضطلع بعد ذلك بالقضايا العربية فما ترك ناحية منها إلا تناولها تفصيلاً وإجمالاً وأصدر مجلة باللغة الفرنسية (La Nation Arabe) في جنيف للغرض نفسه وقام بسياحات كثيرة في أوربة وبلاد العرب وزار أميركا سنة 1928 وبلاد الأندلس سنة 1930 وهو في حله وترحاله لا يدع فرصة إلا كتب بها مقالا أو بحثا.جاء في رسالة بعث بها إلى صديقه السيد هاشم الأتاسي عام 1935 م، أنه أحصى ما كتبه في ذلك العام فكان 1781 رسالة خاصة و176 مقالة في الجرائد و1100 صفحة كُتُب طبعت.ثم قال:وهذا (محصول قلمي في كل سنة) وعرفه (خليل مطران) بإمام المترسلين وقال: (حضريّ المعنى،بدويّ اللفظ، يحب الجزالة حتى يستسهل الوعورة، فإذا عرضت له رقة وألان لها لفظه، فتلك زهرات ندية ملية شديدة الريا ساطعة البهاء كزهرات الجبل).من تصانيفه (الحلل السندسية في الرحلة الأندلسية-ط) ثلاثة مجلدات منه، وهو في عشرة، و(غزوات العرب في فرنسة وشمالي إيطالية وفي سويسرة -ط) و(لماذا تأخر المسلمون -ط) و(الارتسامات اللطاف -ط) رحلة إلى الحجاز سنة 1354ه،1935م، و(شوقي، أو الصداقة أربعين سنة-ط)، و(السيد رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة-ط)، و(أناطول فرانس في مباذله -ط)خ لبنان-خ)، و(ملحق للجزء الأول من تاريخ ابن خلدون-ط).وغيره الكثير.وله نظم كثير جيد، نشر منه (الباكورة- ط) مما نظمه في صباه، و(ديوان الأمير شكيب أرسلان- ط).