
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِذا اِفتَخَـرَ الشـَرقُ القَـديمُ بِسـَيِّدٍ
تَميــدُ بِـذِكراهُ اِبتِهاجـاً مَحـافِلُهْ
وَنُصـَّتْ مَـوازينُ الفَخـارِ وَقَـد أَتـى
يُمـــاتِنُ كُـــلٌّ خَصــمَهُ وَيُســاجِلُهْ
فَمَــن كَصـَلاحِ الـدينِ تَعنـو لِـذِكرِهِ
رُؤوسُ أَعــاديهِ وَمَــن ذا يُعــادِلُهْ
يُخـــالِطُ أَعمـــاقَ القُلــوبِ وَلاؤُهُ
وَتفعَــلُ أَفعــالَ الشـَمولِ شـَمائِلُهْ
وَاُقسـِمُ لَـو فـي الحَـيِّ نودِيَ بِاسمِهِ
لَـدى سـَنَواتِ المَحـلِ لاخْضـرَّ مـاحِلُهْ
لَــهُ عــامِلا حَــربٍ وَســِلمٍ كِلاهُمـا
كَفيــلٌ بِــإِذلالِ العَــدُوِّ وَقــاتِلُهْ
مُهَنَّــدُهُ فــي عُنــقِ قَــرنٍ مُسـاوِرٌ
وَمِنَّتُــهُ فــي عُنــقِ خَصـمٍ يُجـامِلُهْ
وَمـا قَتَـل الحُـرَّ الأَبِـيَّ الَّـذي زَكَت
سـَجاياهُ كَـالعَفوِ الَّـذي هُـوَ شامِلُهْ
وَمـا كَـلَّ يَومـاً عَضـبُهُ عَـن كَريهَـةٍ
وَلا مَـلَّ مِـن حِلـمٍ وَلَـو مَـلَّ عـامِلُهْ
تَظَــلُّ طَـوالَ الـوَقتِ تَنـدى سـُيوفُهُ
دِمــاءً وَتَنــدى جانِبَيهـا فَواضـِلُهْ
فَكَــم مِـن عَـدُوٍّ قَـد تَـرَدّى بِحَربِـهِ
قَــتيلاً وَعاشـَت مِـن نَـداهُ أَرامِلُـهْ
وَفـي الحَـربِ قَـد تَخَطي مَراميهِ مَرَّةً
وَفـي كُـلِّ حـالٍ لَيـسَ يُخطِـئُ نـائِلُهْ
تَفيــضُ عَلـى بُـؤسِ العـداةِ دُمـوعُهُ
وَلَـم يُلـفِ يَوماً سائِلَ الدَمعِ سائِلُه
كَـأَنَّ الـوَرى كـانوا أَهـاليهِ جُملَةً
فَمَهمـا يَكُـن مِـن بـائِسٍ فَهوَ كافِلُهْ
وَمَـن فَهِـمَ الإِنسـانَ في الناسِ فَهمَهُ
رَأى أَنَّ كُــلَّ العــالمِينَ عــوائِلُهْ
كَــذَلِكَ مَــن كــان التَمَـدُّنُ دَأبَـهُ
ســـَجِيَّةَ صــِدقٍ مَحضــَةً لا تُزايِلُــهْ
وَلَيــسَ كَمَــن بـاتَ التَمَـدُّنَ يَـدَّعي
مَقــاوِلُهُ قَــد كَــذَّبَتها مَفــاعِلُهْ
تَعَلَّـم أَهـلُ الغَـربِ من يوسفَ العُلى
وإن بهرتْهُـم فـي التلافـي فضـائلُهْ
سـلوا الشـرقَ عـن آثاره في غزاته
علـى حيـن كـلُّ الغـرب صفّاً يقابلُهْ
مشــى الغـربُ طُـرّاً قَضـُّهُ وَقَضيضـُهُ
وَفارِســـُهُ رامَ النِــزالَ وَراجِلُــهْ
مِئاتُ أُلـــوفٍ وَالفَرَنســيسُ وَحــدَهُ
غَـدا أُمَّـةً فـي الأَرضِ أَن صالَ صائِلُهْ
وَريكـارَد قَلـبُ اللَيـثِ في كُلِّ مَوقِفٍ
يُـــؤازِرُهُ فــي طــولِهِ وَيُمــاثِلُهْ
وَمِــن أُمَّــةِ الأَلمـانِ جَيـشٌ عَرَمـرَمٌ
يَسـيرُ بِـهِ مِـن أَبعَـدِ الأَرضِ عـاهِلُهْ
هِـيَ الأمـمُ الكُـبرى وَمـا ثَـمَّ قَيصَرٌ
سـِواها وَلَـم تَزحَـف إِلَينـا جَحافِلُهْ
فَصــادَمَهُم مِــن نَجـلِ أَيّـوبَ وَحـدَهُ
فَــتىً بِهِــمُ جَمعـاً تَميـلُ مَـوائِلُهْ
حَليـــفُ وَفــاءٍ لا يُضــامُ نَزيلُــهُ
وَلَكِنَّـــهُ أَمســى يُضــامُ مُنــازِلُهْ
لَــهُ ثِقَــةُ بــاللَهِ لَيسـَت بِغَيـرِهِ
وَمَـن يَـرجُ غَيـرَ اللَهِ فَاللَهُ خاذِلُهْ
وَقـالَ وَقَـد تُعيـي الجِبـالَ جُموعُهُم
لِيَفعَـلْ إِلَهـي اليَـومَ ما هُوَ فاعِلُهْ
وَيَصــطَدِمُ الجَمعــانِ حَـولَينِ كُلَّمـا
خَبـتَ نـارُ حَـربٍ أَوقَـدَتْها مَشـاعِلُهْ
ذَرا بِرِجــالِ الشــامِ شـُمَّ جُيوشـِهِم
فَعــادوا كَعَصــفٍ بَــدَّدَتْهُ مَــآكِلُهْ
وَســَخَّرَ هاتيــكَ المَعاقِــلَ كُلَّهــا
وَلَيســَت سـِوى آيِ الكِتـابِ مَعـاقِلُهْ
وَسـَل عَنـهُ فـي حِطيـنِ يَوماً عَصَبْصباً
غَــداةَ لِــواءِ الحَـقِّ عُـزِّزَ حـامِلُهْ
وَعَــن مَلِــكِ الإِفرِنـجِ وَهـوَ أَسـيرُهُ
وَأرنــاطِ إِذ تَبكــي عَلَيـهِ حَلائِلُـهْ
هُنـا اِنتَصـَفَ الشَرقُ الأَصيلُ مِنَ الَّذي
أَغــارَ عَلَيــهِ وَاِسـتَطالَت طَـوائِلُهْ
فَهَـل كـانَ مِثـلُ الشـامِ حِصـناً لِأُمَّةٍ
تَمَشـّى إِلَيهـا الغَـربُ تَغلي مَراجِلُهْ
وَمَــن قَصـَدَ الشـامَ الشـَريفَ فَـإِنَّهُ
لَيَعرِفُــهُ قَبــلَ التَوَغُّــلِ ســاحِلُهْ
فَيـا وَطَنـي لا تَـترُكِ الحَـزمَ لَحظَـةً
بِعَصــرٍ أُحيطَــت بِالزِحـامِ مَنـاهِلُهْ
وَكُــن يَقِظــاً لا تَســتَنِم لِمَكيــدَةٍ
وَلا لِكَلامٍ يُشـــبِهُ الحَـــقَّ بــاطِلُهْ
وَكَيــدٍ عَلــى الأَتـراكِ قيـلَ مُصـَوَّبٌ
وَلَكِــن لِصــَيدِ الأُمَّتَيــنِ حَبــائِلُهْ
تَــذَكَّر قَـديمَ الأَمـرِ تَعلَـمْ حَـديثَهُُ
فَكُــلُّ أَخيــرٍ قَــد نَمَتـهُ أَوائِلُـهْ
إِذا غــالَتِ الجُلَّــي أَخــاكَ فَـإِنَّهُ
لَقَـد غالَـكَ الأَمـرُ الَّـذي هُوَ غائِلُهْ
فَلَيســَت بِغَيــرِ الاتِّحــادِ وَســيلَةٌ
لِمَـن عـافَ أَن تُغشـى عَلَيـهِ مَنازِلُهْ
وَلَيــسَ لَنــا غَيــرَ الهِلالِ مَظَلَّــةٌ
يَنـالُ لَـدَيها العِـزَّ مَـن هُـوَ آمِلُهْ
وَلَـو لَـم يُفـدِنا عِـبرَةً خَطَبُ غَيرِنا
لَهــانَ وَلَكِـن عِنـدَنا مَـن نُسـائِلُهْ
ســَيَعلَمُ قَــومي أَنَّنــي لا أَغشــُّهُم
وَمَهما اِستَطالَ اللَيلُ فَالصُبحُ واصِلُهْ
شكيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.من سلالة التنوخيين ملوك الحيرة، عالم بالأدب والسياسة،مؤرخ من أكابر الكتاب، ينعت بأمير البيان.من أعضاء المجمع العلمي العربي، ولد في الشويفات (بلبنان) وتعلم في مدرسة (دار الحكمة) ببيروت، وعين مديرأً للشويفات سنتين فقائم مقام في (الشوف) ثلاث سنوات وأقام مدة بمصر وانتخب نائباً عن حوران في مجلس (المبعوثان) العثماني وسكن دمشق في خلال الحرب العالمية الأولى ثم (برلين) بعدها وانتقل الى جنيف (بسويسرا) فأقام فيها نحو 25 عاما وعاد إلى بيروت فتوفي فيها ودفن بالشويفات.عالج السياسة الإسلامية قبل انهيار الدولة العثمانية وكان من أشد المتحمسين من أنصارها.واضطلع بعد ذلك بالقضايا العربية فما ترك ناحية منها إلا تناولها تفصيلاً وإجمالاً وأصدر مجلة باللغة الفرنسية (La Nation Arabe) في جنيف للغرض نفسه وقام بسياحات كثيرة في أوربة وبلاد العرب وزار أميركا سنة 1928 وبلاد الأندلس سنة 1930 وهو في حله وترحاله لا يدع فرصة إلا كتب بها مقالا أو بحثا.جاء في رسالة بعث بها إلى صديقه السيد هاشم الأتاسي عام 1935 م، أنه أحصى ما كتبه في ذلك العام فكان 1781 رسالة خاصة و176 مقالة في الجرائد و1100 صفحة كُتُب طبعت.ثم قال:وهذا (محصول قلمي في كل سنة) وعرفه (خليل مطران) بإمام المترسلين وقال: (حضريّ المعنى،بدويّ اللفظ، يحب الجزالة حتى يستسهل الوعورة، فإذا عرضت له رقة وألان لها لفظه، فتلك زهرات ندية ملية شديدة الريا ساطعة البهاء كزهرات الجبل).من تصانيفه (الحلل السندسية في الرحلة الأندلسية-ط) ثلاثة مجلدات منه، وهو في عشرة، و(غزوات العرب في فرنسة وشمالي إيطالية وفي سويسرة -ط) و(لماذا تأخر المسلمون -ط) و(الارتسامات اللطاف -ط) رحلة إلى الحجاز سنة 1354ه،1935م، و(شوقي، أو الصداقة أربعين سنة-ط)، و(السيد رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة-ط)، و(أناطول فرانس في مباذله -ط)خ لبنان-خ)، و(ملحق للجزء الأول من تاريخ ابن خلدون-ط).وغيره الكثير.وله نظم كثير جيد، نشر منه (الباكورة- ط) مما نظمه في صباه، و(ديوان الأمير شكيب أرسلان- ط).