
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا جَمــالَ الإِســلامِ وَالإِســلامُ
صــَدَّهُ عَـن هَـوى الجَمـالِ المَلامُ
مِثلَمـا أَنـتَ فـي الحَيـاةِ وَإِلّا
فَحيــاةُ الفَــتى عَلَيــهِ حَـرامُ
هَكَــذا إن يَصـِحَّ فـي الأَرضِ مَجـدٌ
دونَــهُ كُــلُّ مــا نَـرى أَوهـامُ
هِمَــمٌ دونَهــا الكَـواكِبُ مَثـوى
وَمَضـــاءٌ مِــن دونِــهِ الأَيّــامُ
قاذِفــاتٌ عَلـى المَصـاعِبِ عَزمـاً
لَـــو تَبَـــدّى تَدَكـــدَكَ الأَعلامُ
مِثـلَ هَـذا حَـوَيتَ يـا رَجُـلَ الأَر
ضِ فَمـــاذا عَســى يَــدُلُّ الكَلامُ
لَـم تَـزَل تُحـرِزَ المَحامِـدَ حَتّـى
كُــلُّ حَمــدٍ لَــهُ عَلَيــكَ ذِمـامُ
أَنــتَ فَـردٌ فيمـا شـَمَلْتَ وَلَكِـن
فـي اِقتِـدارِ الجَنـانِ أَنتَ لَهامُ
لَــكَ نَفـسُ الأَملاكِ فـي عِـزَّةِ الأَف
لاكِ فـي جـودٍ مَـن يَـداهُ الغَمامُ
لَــكَ طَبــعٌ ســامٍ وَوَجـهٌ وَسـيمٌ
أَدبَــرَ الظُلــمُ مِنهُمـا وَالظَلامُ
وَرُمــوزٌ مِلــءَ الحَقــائِقِ طُـرّاً
وَعُلـــومٌ فَـــوقَ العُلــى أَعلامُ
وَيَــراعٌ كَـالغَيثِ مِنـهُ اِنسـِكابُ
وَذَكــاءٌ كَالنــارِ فيهـا ضـِرامُ
وَمَعــانٍ لَــو أوحِيَــت لِجِمــادٍ
هَــزَّهُ الشـَوقُ نَحوَهـا وَالغَـرامُ
حيّــرَت كُــلَّ ذي حَصـاةٍ إِلـى أَن
قيـــلَ لا شــَكَّ إِنَّهــا إِلهــامُ
كُـلُّ هَـذا حَـوى الجَمـالُ وَأَوفـى
يـا جَمـالَ الـدُنيا عَلَيكَ السَلامُ
كُـلُّ حَـيٍّ لَـم يَحـذُ فَضـلِكَ حَـذواً
كُـــلُّ ســـاعاتِ عُمــرِهِ آثــامُ
فَلَتَطــاوِلْ بِـكَ الكَـواكِبُ وَليَـف
خَـــرْ بِعَليـــاكَ آدَمُ لا ســـامُ
وَنُجِــب مــا تَـدعو إِلَيـهِ وَإِلّا
فَلِحَــقِّ النُفــوسِ مِنّـا اِهتِضـامُ
كُــلُّ نَفــسٍ قَصـد الفَلاحِ عَلَيهـا
طَلقـــاً لَيــسَ تَخلُــقُ الآنــامُ
وَقَبيــحٌ يــا نَفـسُ قَولُـكَ هَـذا
فَـــوقَ هَمّــي وَقُــوَّةٌ لا تُضــامُ
أَبـدَعَ اللَـهُ فـي العِبادِ أُموراً
وَعَلَيهـــا عَلَيهِـــمُ الإقـــدامُ
حَسـبُنا اللَـهُ مِـن وَكيـلٍ وَلَكِـن
لِنَقُــل مِثــلَ ذا وَنَحــنُ قِيـامُ
دونَ نَيــلِ العُلـى رُبـىً وَوَهـادٌ
لا نَنــالُ العُلــى وَنَحـنُ نِيـامُ
نَطلُـبُ المَجـدَ مَـن سـِوانا وَلَكِن
لَــم يُســَوَّدْ عِصــامَ إلا عصــامُ
يــا زَمانــاً أَتـى بِكُـلِّ عَجيـبٍ
أَيُّ يَــومٍ كُنّــا وَخَســفاً نَسـامُ
جِـئ بِمـا شـِئتَ يـا زَمانُ غَريباً
وَتَحكّـــمْ إِذ أَنـــتَ لَســتَ تُلامُ
إِنَّ أَمـــراً أَصـــحابُهُ تَرَكــوهُ
بَعـدَ مـا أَفطَـروا عَلَيهِ وَصاموا
فَغَـدوا مِثلَمـا جَعَلـتَ وَمـا كـا
نَ إِلَهــي مُغَيِّــراً لَــو دامـوا
يـا جَمـالَ الإِسـلامِ إنّي اِمرُؤٌ مِم
مَـن عَلَيهِـم وَاللَـهُ ضاقَ الكظامُ
عَبَثــاً يُجْهِــزُ الزَمـانُ عَلَينـا
مــــا لِجُــــرحٍ بِمَيّـــتٍ إيلامُ
لَيسَ يَخلو الزَمانُ يَوماً مِنَ العِب
رَةِ لَكِــن قَــد شــُلَّتِ الأَفهــامُ
حالَـةٌ عَـن فِصـالِ أَمثالِهـا الأَي
يـامُ قَـد مَسـَّها لَعَمـري العُقامُ
مِنكَ يُرجَى يا سَيِّدي يا جَمالَ الد
ديـنِ وَصـلَ الحِبـالِ وَهـيَ رِمـامُ
أَنـتَ لِلمُسـلِمينَ فـي دنيِهِـم حُجْ
جَـــةُ حَـــقَّ لِغَيرِهِــم إلــزامُ
عَطِّـفْ النَفـسَ مـا اِستَطَعتَ عَلَينا
نَحـنُ لَـولاكَ فـي الـوَرى أَيتـامُ
مـا شـَكَكنا في أَن تَنالَ الأَماني
ســـَيِّدٌ أَنـــتَ وَالزَمـــانُ غُلامُ
مـا عَجِبنا لِلفَرَسِ إِذ بِصَنيعِ الد
دولَــةِ اليَــومَ حَفَّــكَ الأَعظـامُ
اظهَـرْ اليَـومَ يـا مُحَمَّـدُ وَابهَرْ
أَنـتَ فـي المَشـرِقَينِ بَـدرٌ تَمامُ
وَتَغلَّــبْ عَلـى العَـوائِقِ وَاِجعَـل
كُــلَّ مــا لا يُـرامُ مِمّـا يُـرامُ
قـاطِعٌ رَأيُـكَ المُسـَدَّدُ فـي الدَه
رِ الَّــذي لَيـسَ يَقطَـعُ الصَمصـامُ
فيـكَ يَـأتي القَريـضُ مُنتَظِماً عَف
واً وَتَنســــابُ وَحـــدَها الأَقلامُ
ذا مَجــالٌ إن تَجتَنِبْــهُ خَنـاذي
ذُ القَــوافي فَــإِنَّني الضـِرغامُ
فَـاِمْهَرِ اليَـومَ مـا زَفَفْتَ قُبولاً
يــا جَمــالاً أَنـا بِـهِ مُسـتَهامُ
خَــدَمَ الـدَهرُ بـابَ عِـزِّكَ بِـالإِخ
لاصِ مــا واصـِلَ اِفتِتاحـا خِتـامُ
شكيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.من سلالة التنوخيين ملوك الحيرة، عالم بالأدب والسياسة،مؤرخ من أكابر الكتاب، ينعت بأمير البيان.من أعضاء المجمع العلمي العربي، ولد في الشويفات (بلبنان) وتعلم في مدرسة (دار الحكمة) ببيروت، وعين مديرأً للشويفات سنتين فقائم مقام في (الشوف) ثلاث سنوات وأقام مدة بمصر وانتخب نائباً عن حوران في مجلس (المبعوثان) العثماني وسكن دمشق في خلال الحرب العالمية الأولى ثم (برلين) بعدها وانتقل الى جنيف (بسويسرا) فأقام فيها نحو 25 عاما وعاد إلى بيروت فتوفي فيها ودفن بالشويفات.عالج السياسة الإسلامية قبل انهيار الدولة العثمانية وكان من أشد المتحمسين من أنصارها.واضطلع بعد ذلك بالقضايا العربية فما ترك ناحية منها إلا تناولها تفصيلاً وإجمالاً وأصدر مجلة باللغة الفرنسية (La Nation Arabe) في جنيف للغرض نفسه وقام بسياحات كثيرة في أوربة وبلاد العرب وزار أميركا سنة 1928 وبلاد الأندلس سنة 1930 وهو في حله وترحاله لا يدع فرصة إلا كتب بها مقالا أو بحثا.جاء في رسالة بعث بها إلى صديقه السيد هاشم الأتاسي عام 1935 م، أنه أحصى ما كتبه في ذلك العام فكان 1781 رسالة خاصة و176 مقالة في الجرائد و1100 صفحة كُتُب طبعت.ثم قال:وهذا (محصول قلمي في كل سنة) وعرفه (خليل مطران) بإمام المترسلين وقال: (حضريّ المعنى،بدويّ اللفظ، يحب الجزالة حتى يستسهل الوعورة، فإذا عرضت له رقة وألان لها لفظه، فتلك زهرات ندية ملية شديدة الريا ساطعة البهاء كزهرات الجبل).من تصانيفه (الحلل السندسية في الرحلة الأندلسية-ط) ثلاثة مجلدات منه، وهو في عشرة، و(غزوات العرب في فرنسة وشمالي إيطالية وفي سويسرة -ط) و(لماذا تأخر المسلمون -ط) و(الارتسامات اللطاف -ط) رحلة إلى الحجاز سنة 1354ه،1935م، و(شوقي، أو الصداقة أربعين سنة-ط)، و(السيد رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة-ط)، و(أناطول فرانس في مباذله -ط)خ لبنان-خ)، و(ملحق للجزء الأول من تاريخ ابن خلدون-ط).وغيره الكثير.وله نظم كثير جيد، نشر منه (الباكورة- ط) مما نظمه في صباه، و(ديوان الأمير شكيب أرسلان- ط).