
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبَــدرٌ بَـدا أَم سـَناً بـاهِرُ
وَعِطــرٌ سـَرى أَم ثَنـىً عـاطِرُ
أَم اِنبَلَجَـت غُـرَّةُ العيدِ حَتّى
تَزاهـى بِهـا وَجهُـهُ السـافِرُ
وَفُتّــقَ فيــهِ نَوافِــجُ مَـدحٍ
أَريــجُ العَطايـا بِـهِ ذافِـرُ
فَــأنعَم بِـهِ عيـدُ يُمْـنٍ جَلا
هُمـومَ الـوَرى بِشـرُهُ الظاهِرُ
وَأَنسـاهُمُ اليَـومَ نُعمـاهُ ما
يُعنِّتُـــهُ أَمســـُهُ الــدابِرُ
فَلا الخَلـقُ في دَهرِهِم ضاجِرونَ
وَلا الـدَهرُ فـي خَلقِـهِ جـائِرُ
فَهَل غَفَلَ الدَهرُ في العيدِ أَم
تَغافَــلَ عَــن أَنَّــهُ داهِــرُ
مَــآثَرَ طـابَت بِهِـنَّ النُفـوسُ
جَميعــاً وَقـرَ بِهـا النـاظِرُ
تَبَــدَّدَ جَيــشُ الهُمـومِ بِهـا
لَـدى كِسـرَةٍ مـا لَهـا جـابِرُ
أَغــارَ عَلَيـهِ سـُرورُ الـوَرى
وَســَعدُ الســُعودِ لَـهُ ناصـِرُ
وَلَيــسَ ســِوى هِــزَّةٍ عامِــلٌ
وَلَيــسَ ســِوى بهجــةٍ بـاترُ
وليــس ســوى نعمــةٍ سـابحٌ
وَلَيــسَ ســِوى مِنَّــةٍ ضــامِرُ
فَـأَينَ النِكـالُ الأَكـولُ الَّذي
توعَّــدنا الزَمَــنُ الفــاجِرُ
إِذا كـانَ يَـأتي عَلـى سـالِفٍ
بَلاهُ وَيَســـطو لَـــهُ غــابِرُ
فَقَـد صـارَ يَـأتي عَلَيهِ الَّذي
جَنــاهُ وَيَعنــو لَــهُ حاضـِرُ
أَلا وَالمَعـالي وَبيضِ العَوالي
لَئِن ناصـَبَ الحـادِثُ القـاهِرُ
فَلَسـنا وَلَسـنا بِمَـن يَحذَرونَ
إِذا الـذِّمرُ مِـن حـادِثٍ حاذِرُ
وَإنّـــا وَإنّــا لَقَــومٌ إِذا
فَخَرنـا فَمـا في الوَرى فاخِرُ
نُبـاهي المَلا كُـلَّ يَـومٍ بِمـا
حَبـاهُ بِنـا السـَيِّدُ الطـاهِرُ
عَــوارِفُ بَحــرٍ لَهــا نـائِلٌ
مَعـــارِفُ عِــضٍّ لَهــا آثِــرُ
فَضــائِلُ بِــرٍّ لَهــا مــادِحٌ
فَواضــِلُ حِــرٍّ لَهــا شــاكِرُ
تَظَــلُّ البَرايــا تُنَـوَّلُ مِـن
نَــداهُ الَّـذي مـا لَـهُ آخِـرُ
مَنــائِحُهُ غَبطَــةُ المُعتَفــي
مَــدائِحَهُ المَثَــلُ الســائِرُ
فَلَيـــسَ لِأَفضـــالِهِ جاحِـــدٌ
وَلَيـــسَ بِنَعمـــائِهِ كــافِرُ
مَديــدُ النُهـى قَـولُهُ كامِـلٌ
طَويــلُ اللُّهـىَ طـولُهُ وافِـرُ
حَقيــقٌ بِتَمديـحِ كُـلِّ الـوَرى
عَلــى أَنَّ كُــلَّ ثَنــاً قاصـِرُ
فَكَـم بِـتُّ أُنضـي لَـهُ خـاطِري
فَمـا ظَـلَّ أَن خـانَني الخاطِرُ
وَمـا زِلـتُ عَـن وَصـفِهِ عاجِزاً
عَلـى أَنَّنـي المِـدْرُهُ الشاعِرُ
ألا دُمــتَ بِـالخَيرِ مُستَمسـِكاً
يَنــارُ بِـكَ الـوَطَنُ العـامِرُ
سـَعيدَ الجُـدودِ جَديدَ السُعودِ
يَغـارُ لَـكَ الفَرقَـدُ الزاهِـرُ
شكيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.من سلالة التنوخيين ملوك الحيرة، عالم بالأدب والسياسة،مؤرخ من أكابر الكتاب، ينعت بأمير البيان.من أعضاء المجمع العلمي العربي، ولد في الشويفات (بلبنان) وتعلم في مدرسة (دار الحكمة) ببيروت، وعين مديرأً للشويفات سنتين فقائم مقام في (الشوف) ثلاث سنوات وأقام مدة بمصر وانتخب نائباً عن حوران في مجلس (المبعوثان) العثماني وسكن دمشق في خلال الحرب العالمية الأولى ثم (برلين) بعدها وانتقل الى جنيف (بسويسرا) فأقام فيها نحو 25 عاما وعاد إلى بيروت فتوفي فيها ودفن بالشويفات.عالج السياسة الإسلامية قبل انهيار الدولة العثمانية وكان من أشد المتحمسين من أنصارها.واضطلع بعد ذلك بالقضايا العربية فما ترك ناحية منها إلا تناولها تفصيلاً وإجمالاً وأصدر مجلة باللغة الفرنسية (La Nation Arabe) في جنيف للغرض نفسه وقام بسياحات كثيرة في أوربة وبلاد العرب وزار أميركا سنة 1928 وبلاد الأندلس سنة 1930 وهو في حله وترحاله لا يدع فرصة إلا كتب بها مقالا أو بحثا.جاء في رسالة بعث بها إلى صديقه السيد هاشم الأتاسي عام 1935 م، أنه أحصى ما كتبه في ذلك العام فكان 1781 رسالة خاصة و176 مقالة في الجرائد و1100 صفحة كُتُب طبعت.ثم قال:وهذا (محصول قلمي في كل سنة) وعرفه (خليل مطران) بإمام المترسلين وقال: (حضريّ المعنى،بدويّ اللفظ، يحب الجزالة حتى يستسهل الوعورة، فإذا عرضت له رقة وألان لها لفظه، فتلك زهرات ندية ملية شديدة الريا ساطعة البهاء كزهرات الجبل).من تصانيفه (الحلل السندسية في الرحلة الأندلسية-ط) ثلاثة مجلدات منه، وهو في عشرة، و(غزوات العرب في فرنسة وشمالي إيطالية وفي سويسرة -ط) و(لماذا تأخر المسلمون -ط) و(الارتسامات اللطاف -ط) رحلة إلى الحجاز سنة 1354ه،1935م، و(شوقي، أو الصداقة أربعين سنة-ط)، و(السيد رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة-ط)، و(أناطول فرانس في مباذله -ط)خ لبنان-خ)، و(ملحق للجزء الأول من تاريخ ابن خلدون-ط).وغيره الكثير.وله نظم كثير جيد، نشر منه (الباكورة- ط) مما نظمه في صباه، و(ديوان الأمير شكيب أرسلان- ط).