
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
آفَـةُ الشـَرقِ اِهتِضـامُ الضـُعَفاءِ
وَهَـوى الظُلـمِ وَإِرهـاقُ العِبـادِ
وَبَلاءُ الشــَرقِ خُلــفُ الزُعَمــاءِ
وَاِنقِسـامُ الرَأيِ في ساحِ الجِهادِ
وَبَنــوا الشــَرقِ أُنـاسٌ نَبَـذوا
خَشـــيَةَ اللَــهِ وَحُــبَّ الــوَطَنِ
وَيحَهُـــم أَيَّ تُـــراثٍ أَنقَــذوا
مِــن يَــدِ المُغتَصــِبِ المُمتَهِـنِ
تَرَكــوا نَهـجَ التُقـى وَاِتَّخَـذوا
ســُبُلَ الكُفــرِ وَطُــرقَ الفِتَــنِ
وَتَبــاهَوا بِالمَخـازي بِالرِيـاءِ
بِالمَعاصــي بِأَفــانينَ الفَسـادِ
فــاتَهُم أَنَّ العُلا بِنــتُ الإِبـاءِ
وَبُلــوغُ المَجــدِ رَهـنُ الإِتِّحـادِ
غُلِــبَ الشــَرقُ عَلـى نَيـلِ الأَرَب
وَأَبـــى التَفريــقُ أَن يَنصــُرَهُ
وَلَـــوَ اِنَّ الشــَرقَ ضــَحَّى وَدَأَب
كــانَ لُطــفُ اللَـهِ قَـد أَظهَـرَهُ
إِنَّمـــا أَهلـــوهُ زادوهُ نَصــَب
قُتِـــلَ الإِنســانُ مــا أَكفَــرَهُ
لا يَميلــونَ إِلـى غَيـرِ الهُـراءِ
أَو يَهيمــونَ بِغَيــرِ الإِنتِقــادِ
شـَأنُهُم فـي العَيشِ شَأنُ الجُبَناءِ
خـامِلو الـذِكرِ قَليلـو الإِعتِدادِ
أَيُّهَــذا الشــَرق يَكفيــكَ عَمـى
فَــاِتَّقِ الغَــربَ وَكُـن فـي حَـذِرِ
لا يَغُرَّنَّــــكَ إِمّـــا اِبتَســـَما
بَســمَةَ البَــرقِ قُبَيــلَ المَطَـرِ
فَهــوَ لَــم يَعشــَقكَ إِلّا مِثلَمـا
يَعشــَقُ الجَــزّارُ ســِربَ البَقَـرِ
سـائِلِ السـِكّينَ عَـن هَـذا الوَلاءِ
وَسـَلِ المَسـلَخَ عَـن ذاكَ الـوِدادِ
وَاِحــذَرِ الســُمَّ بِمَعسـولِ الطِلاءِ
وَاِجتَنِـب فـي وَردِهِ شـَوكَ القَتادِ
لا تَظُــنَّ الغَــربَ صــَبّاً مُفتَتِـن
بِــكَ فَــالغَربُ وَلــوعٌ بِفَناكـا
أَو تَخَلـهُ خِـدنَكَ الكاسـي المَرِن
فَهـوَ مِـن جِلـدِكَ يـا شَرقُ كَساكا
وَهــوَ مِــن لَحمِــكَ غَـذّاكَ وَمِـن
دَمِـكَ المَسـفوكِ عُـدواناً سـَقاكا
مُســتَبِدّاً جـائِراً بِاِسـمِ الإِخـاءِ
شــائِقَ الأَقـوالِ شـِرّيرَ المُـرادِ
قَــدَّسَ الغَـدرَ وَنـادى بِالوَفـاءِ
وَيلُ هَذا الشَرقِ مِن ذاكَ المُنادي
فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل.أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان،تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م.ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.