
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَـدِمتُ لَـو يَنفَـعُ الغـاوي تَنَدُّمُهُ
أَو لَــو يُخَفِّـفُ عَنـهُ مـا يُـؤَلِّمُهُ
أوتيـتُ حَظّـاً سـَعيداً ما حَفلتُ بِهِ
وَكُـلُّ مَـن يَـزدَري بِـالحَظِّ يُعـدمُهُ
وَكَــم نُصـِحتُ وَلَكِـنَّ الهَـوى قَـدَرٌ
أَصــَمَّ ســَمعي وَأَعمــاني تَضـَرُّمُهُ
رَمــى بِنَفســِيَ مَرمـىً كُلُّـهُ عَطَـبٌ
وَزاغَ بـي عَـن طَريقِ البُرءِ مَسقَمُهُ
وَبُلبُـلٌ نـاحَ فـي أَفنـانِهِ سـَحَراً
أَثــارَ وَجــدي وَأَشـجاني تَرَنُّمُـهُ
شـَدا عَلـى الغُصـنِ صَدّاحاً فَذَكَّرَني
عَهـداً سـَقاهُ مِـنَ الوَسـمِيِّ أَكرَمُهُ
عَفـا وَمـا زالَ فـي قَلبي لَهُ أَثَرٌ
الشـَوقُ يَبنيـهِ وَالحِرمـانُ يَهدِمُهُ
مـا زِلـتُ أَلهو وَثَغرُ الحَظِّ مُبتَسِمٌ
حَتّــى غَــدَوتُ وَلا يُرجــى تَبَسـُّمُهُ
إِنَّ الَّـذي كـانَ قَبـلَ الآنَ يوصـِلُهُ
مِن أَحبُلِ الصَفوِ باتَ اليَومَ يَصرِمُهُ
رمـى فُـؤادي بِسـَهمٍ صـارِدٍ وَلَقَـد
كـانَت تَقيني عَوادي الدَهرِ أَسهُمُهُ
أَصـابَ جُرحَيـنِ جُرحـاً غَيـرَ مُلتَئِمٍ
وَثانِيــاً كــادَتِ الأَيّـامُ تُلئِمُـهُ
أَيُستَسـاغُ عَـذابي في الوَرى عَطَشاً
وَالمــاءُ مُنبَجِـسٌ حَـولي وَأُحرَمُـهُ
وَتَســتَحِلُّ اللَيــالي أَن تُجَشـِّمَني
مــا يَهــونُ عَلـى مِثلـي تَجَشـُّمُهُ
كَفـى بِقَلـبي شـَقاءً مـا يُسـاوِرُهُ
وَحَســبُهُ أَنَّــهُ قَـد ضـاعَ مُعظَمُـهُ
لَـــولا بَقِيَّــةُ آمــالٍ بِجــانِبِهِ
لَقيـلَ مـاتَ أَسـىً وَاللَـهُ يَرحَمُـهُ
طَغَـت عَلَيـهِ مِـنَ الأَحـزانِ طاغِيَـةٌ
أَودَت بِـهِ وَمَحَـت مـا كـانَ يَرسُمُهُ
وَعَلَّمَتــهُ اللَيـالي وَهـيَ مُـدبِرَةٌ
مـا لَـم يَكُـن زَمَنَ الإِقبالِ يَعلَمُهُ
إِن لَـم يَكُـن لِلفَتى في كُلِّ مُنقَلَبٍ
مِـن نَفسـِهِ عاصـِمٌ لا شـَيءَ يَعصـِمُهُ
فَلا القَريـــبُ بِمَــأمولٍ تَقرُّبُــهُ
وَلا الكَريـــمُ بِمَرجُـــوٍّ تَكَرُّمُــهُ
فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل.أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان،تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م.ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.