
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قُـم حَـيِّ فـي ذِكـراهُ خَيـرَ مُجاهِد
وَقُـلِ السـَلامُ عَلى الزَعيمِ الخالِدِ
أَمُحَــرِّرَ الــوادي وَمُنقِـذَ شـَعبِهِ
النيــلُ بَعــدَكَ لا يَطيـبُ لِـوارِدِ
أَسـوانُ يَختَـرِقُ البِطـاحَ مُضَعضـَعاً
خَلَسـَتهُ أَيـدي المَـوتِ أَزخَرَ رافِدِ
جَـلَّ المُصـابُ عَلـى تَقـادُمِ عَهـدِهِ
فَكَــأَنَّهُ مــا كــانَ بِالمُتَباعِـدِ
ذابَــت لِمَصـرَعِهِ القُلـوبُ تَحَسـُّراً
مَـن لِلقُلـوبِ بِمِثـلِ ذاكَ الوالِـدِ
لَيــسَ المُصـابُ بِواحِـدٍ فـي أُمَّـةٍ
مِثــلَ المُصـابِ بِأُمَّـةٍ فـي واحِـدِ
قَبَـسٌ مِـنَ الـرَأيِ السـَديدِ وَبَسمَةٌ
مِـن بـارِقِ المَجدِ الطَريفِ التالِدِ
نـورٌ مِـنَ الحَـقِّ الصُراحِ قَضى عَلى
لَيـلِ التَفَـرُّقِ وَالنِـزاعِ السـائِدِ
دُنيـا مِـنَ المُثُـلِ الَّتي لَم تَتَّخِذ
غَيـرَ التَعَفُّـفِ وَالتُقـى مِـن رائِدِ
لَـم يَطـوِ مِنهـا المَوتُ غَيرَ بَقِيَّةٍ
مِــن جِســمِ مَنهـوكٍ وَجُثَّـةِ هامِـدِ
أَمّــا مَــآثِرُهُ العِظــامُ فَإِنَّهـا
مَوفـــورَةُ الإِجلالِ غَيــرُ بَــوائِدِ
مِـن كُـلِّ مَكرُمَـةٍ إِذا اِستَعرَضـتَها
أَلفَيــتَ بَحــرَ مَكــارِمٍ وَمَحامِـدِ
مِنهــا فَـرائِدُ كَالفَراقِـدِ رَوعَـةً
تَجلـو الـدُجى وَتَغُـضُّ طَرفَ الحاسِدِ
فَاِستَشـهِدوا التاريـخَ عَـن آثارِهِ
فَرِوايَــةُ التاريـخِ أَصـدَقُ شـاهِدِ
أَمُحَطِّــمَ الأَصـفادِ أَصـفَدَكَ الـرَدى
وَغَفَـوتَ بَعـدَ السـُهدِ غَفـوَةَ راقِدِ
وَثَـوَيتَ فـي بَطنِ الثَرى فَزَها بِما
يَحــويهِ مِـن فَضـلٍ وَنُبـلِ مَقاصـِدِ
مـاذا لَقيـتَ مِـنَ الحَياةِ وَصَفوِها
إِلّا شـــَدائِدَ تَلتَقـــي بِشــَدائِدِ
يا يَومَ سيشِلَ هَل شَهِدتَ عَلى المَدى
فـي الحَـقِّ أَمضـى مِنهُ عَزمَ مُجاهِدِ
نــاوَءتَهُ فَبَلَــوتَ فيــهِ قـائِداً
لِلـرَأيِ لَـم يُعـطِ القِيـادَ لِقائِدِ
صــَعبَ الشــَكيمَةِ لا يُشـَقُّ غُبـارُهُ
مـا كـانَ بِـالواني وَلا المُتَقاعِدِ
مُتَحَفِّـــزاً أَبَــداً لِكُــلِّ مُلِمَّــةٍ
مـاذي العَزيمَـةِ مِثـلَ سـَهمٍ صارِدِ
مُتَوَثِّبــاً يَمشــي إِلــى غايـاتِهِ
بِجَنــانِ ذي جَلَــدٍ وَعِفَّــةِ زاهِـدِ
حَتّـى إِذا بَلَـغَ القَصـِيَّ مِنَ المُنى
ولّــى وَمــا وَلّـى فَلَيـسَ بِعـائِدِ
يـا أَيُّها اللَيثُ الَّذي تَرَكَ الشَرى
لَـكَ فيـهِ مِـن ذِكـراكَ صَولَةُ ذائِدِ
نَـم عَنـهُ مَحمـودَ المَـآثِرِ وَاِرعَهُ
بِــالروحِ وَاِكلَأهُ بِعَينَــي ســاهِدِ
فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل.أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان،تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م.ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.