
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا زَمـانَ الهَوى وَعَهدَ الوِصالِ
مَن مُعيدٌ تِلكَ اللَيالي الخَوالي
حيـنَ كـانَ الفُـؤادُ حُرّاً طَليقاً
نـاعِمَ البـالِ خـالِيَ البَلبـالِ
طــائِرٌ وَكــرُهُ عَلـى كُـلِّ غُصـنٍ
وَهَــواهُ مِلــءُ الرُبـى وَالتِلالِ
غَيــرُ وَقـفٍ عَلـى غَـرامٍ وَحيـدٍ
أَو أَليـــفٍ فَـــردٍ وَحُــبٍّ حَلالِ
أَو مِثــالٍ مِـنَ الجَمـالِ فَريـد
فَلَـهُ فـي الجَمـالِ أَلـفُ مِثـالِ
شــاعِرٌ هــامَ بِالمَحاسـِنِ حَتّـى
بـاتَ فـي الوَجـدِ مَضرِبَ الأَمثالِ
يَنشـُدُ الحُسـنَ حَيـثُ لاحَ لِعَينَـي
هِ أَفي البيدِ أَو أَعالي الجِبالِ
يَتَصـَدّى لَـهُ وَلَـو صـينَ بِـالبي
ضِ ســـَناهُ وَحُـــفَّ بِـــالأَهوالِ
يَتَصــَدّى لَــهُ عَلــى كُـلِّ صـَدرٍ
كـاعِبِ النَهـدِ غَيرِ سَهلِ المَنالِ
وَعَلــى كُــلِّ مَبســِمٍ يَشــتَهيهِ
أَو قَــــوامٍ مُرَنَّـــحٍ مَيّـــالِ
سـابحٌ فـي الفَضـاءِ يَمرَحُ زَهواً
بَيـنَ حـلٍّ عَلـى الهَوى وَاِرتِحالِ
يَتَغَنّــى عَلــى الأَراكِ طَروبــاً
مَــرِحَ النَفــسِ مُطمَئِنَّ البــالِ
هَمُّـهُ في الحَياةِ أَن يَطرَحَ الهَم
مَ بَعيــداً لِعابِــدي الأَمــوالِ
مُســتَخِفّاً بِــالعَيشِ جـدَّ قَنـوعٍ
فَهـوَ فـي عُسـرِهِ سـَعيدُ الحـالِ
يَشـتَكي الفَقـرَ وَالكَفـافَ سِواهُ
وَهـوَ بِـالفَقرِ وَالكَفـافِ يُغالي
تَملِــكُ الأُفـقَ وَالنُجـومَ يَـداهُ
فَلِمـــاذا يَشــكو مِــنَ الإِقلالِ
كُـلُّ ما في الوُجودِ يَدعوهُ لِلصَف
وِ وَيَحـدو عَلـى الهَوى وَالوِصالِ
فَجَمـالُ الرَبيـعِ وَالزَهرُ وَالدِف
ءُ وَســـِحرُ الأَســحارِ وَالآصــالِ
وَخَريــرُ الغُـدرانِ وَهـيَ شـَوادٍ
وَاِعتِنـــاقُ الأَدواحِ وَالأَدغــالِ
كُـلُّ مـا فـي الوُجودِ مِلكُ يَدَيهِ
مِـــن جَمــالٍ وَرِقَّــةٍ وَكَمــالِ
فَلِمَـن هَـذِهِ النُجـومُ الـدَراري
وَلِمَــن تِلكُـمُ الشـُموسُ اللّآلـي
وَلِمَـن هَـذِهِ الوِهـادُ الزَواهـي
وَلِمَـن تِلكُـمُ الجِبـالُ العَوالي
وَلِمَـن هَـذِهِ السـَواقي الشَواجي
دافِقــاتٍ بِالســائِغِ السَلسـالِ
وَلِمَـن ذَلِـكَ الفَضـا المُتَرامـي
وَمُحَيّــا الضــُحى وَوَجـهُ الهِلالِ
وَلِمَــن هَــذِهِ النَسـائِمُ تَسـري
ســَرَيانَ الحَيـاةِ فـي الأَوصـالِ
وَلِمَـن هَـذِهِ الطُيـورُ الشـَوادي
كُــلُّ هَــذا لَـهُ فَكَيـفَ يُبـالي
هَكَــذا كـانَ فـي عُهـودِ صـِباهُ
ذا خِلالٍ أَعجِــب بِهــا مِـن خِلالِ
ذَهَبِـــيُّ الأَحلامِ غَيـــرُ جَــزوعٍ
رابِـطُ الجَـأشِ عَبقَـرِيُّ الخَيـالِ
كُــلَّ يَــومٍ لَــهُ غَـرامٌ جَديـدٌ
وَجُنــونٌ بِبــارِقٍ مِــن جَمــالِ
وَفَضــاءٌ مِــنَ الأَمــانِيِّ عَــذبٌ
يَتَلاقــى فيـهِ الهُـدى بِالضـَلالِ
وَعُهــودٌ مِــنَ الهَـوى خالِـداتٌ
وَلَيـالٍ أَحبِـب بِهـا مِـن لَيـالِ
وَمَجــالٌ مِــنَ المُجــونِ ظَريـفٌ
أَيــنَ مِنــهُ بَهـاءُ كُـلِّ مَجـالِ
وَرَنيـنُ الأَوتـارِ تَحسـَبُهُ السـِح
رَ وَسـِربُ المَهـا وَوَحـيُ الـدَلالِ
وَنُــزولٌ فــي كُـلِّ يَـومٍ بِـرَوضٍ
عَطِــرِ الزَهــرِ سُندُســِيِّ الظِلالِ
وَفُـــؤادٌ بِمــا يُكِــنُّ ســَعيدٌ
صــادِقُ الوَجــدِ باسـِمُ الآمـالِ
وَاِصـطِحابُ الكِعـابِ مِـن كُلِّ خَودٍ
جَمَّـةِ اللُطـفِ مِـن ذَواتِ الحِجالِ
يَتَنـــاقَلنَ شـــِعرَهُ هَزِجـــاتٍ
هَـزَجَ الـوُرقِ فـي ظِلالِ الدَوالي
وَكُــؤوسُ الطِلا تُــدارُ عَلَينــا
مُشــرِقاتٍ بِالبــابِلِيِّ الــزُلالِ
وَعُيـــونٌ صـــَوامِتٌ ناطِقـــاتٌ
وَقُــدودٌ مَيّاســَةٌ فـي اِعتِـدالِ
وَنُهــودٌ وَلا تَســَل عَـن جَناهـا
مُثقَلاتٌ بِالحُســنِ غَيــرُ ثِقــالِ
ذاكَ عَهــدٌ مِـنَ الشـَبابِ تَـوَلّى
لَيتَــهُ لَــم يَكُـن رَهيـنَ زَوالِ
وَفَــتىً صـيغَ مِـن شـُعاعٍ وَنـورٍ
فَبَغــى فَاِغتَـدى مِـنَ الصَلصـالِ
وَإِذا بـي قَـدِ اِسـتَحَلتُ إِلى غَي
ري وَجُــرِّدتُ مِــن قَـديمِ خِلالـي
أَنكَرَتنـي نَفسـي وَأَنكَرتُ ما بي
مِــن جَفــاءٍ وَغِلظَـةٍ وَاِختِيـالِ
لَـم أَعُد ذَلِكَ القَنوعَ عَلى الحب
بِ وَلا ذَلِــكَ الطَــروبَ الخـالي
وَإِذا بــي وَقَـد غَـدَوتُ غَريبـاً
عَـن شـُعوري وَعَـن رَقيـقِ خِصالي
وَإِذا المــالُ لا يُعيـدُ قُنـوعي
مِثلَمــا كـانَ أَو يُزيـلُ مَلالـي
وَإِذا الــدَهرُ لا يَــرُدُّ صـَفائي
وَاِنقِيــادي لِصـَرفِهِ وَاِمتِثـالي
وَإِذا الكَسـبُ لا يُخَفِّـفُ مـا بـي
وَإِذا اليُســرُ لا يُحَقِّــقُ فـالي
وَإِذا النَهــرُ لا يَبُــلُّ غَليلـي
لا وَلا الكَـونُ كُلُّـهُ لَـو غَدا لي
وَإِذا الهَــمُّ يَحتَـويني وَيَـأبى
طَمَعــي الجَـمّ أَن يَفُـكَّ عِقـالي
وَإِذا الـرَوضُ قَد تَعَرّى مِنَ الحس
نِ فَلا يَرتَــدي ســِوى الأَســمالِ
وَإِذا الفَجرُ لَم يَعُد فيهِ ما كُن
تُ أَراهُ مِــــن رَوعَــــةٍ وَجَلالِ
وَإِذا الأُفـــقُ ضـــَيِّقٌ مُكفَهِــرٌّ
وَإِذا البَـدرُ شـاحِبٌ فـي هُـزالِ
وَإِذا الزَهـرُ وَالخَمـائِلُ وَالوُر
قُ تَنَكَّــرنَ لِلفُــؤادِ الســالي
وَإِذا الكَـــونُ خِســَّةٌ وَرِيــاءٌ
وَمَيـــادينُ شــَهوَةٍ وَاِحتِيــالِ
وَإِذا لَــم يَعُــد يُشـَنِّفُ سـَمعي
مِـن غِنـاءٍ سـِوى رَنيـنِ الرِيالِ
وَإِذا بـي وَقَـد رَجَعتُ إِلى الطي
نِ وَأَصـبَحتُ مِثـلَ بـاقي الرِجالِ
حَــدّثونا عَـنِ الـزَواجِ حَـديثاً
حَســَنَ الســَبكِ شـائِقَ الأَقـوالِ
فَأُخِــذنا بِبــارِقٍ مِــن سـَناهُ
وَســــُحِرنا بِمَنطِـــقٍ خَتّـــالِ
وَبُهِرنــا بِمَظهَــرٍ مِنــهُ عَـذبٍ
وَمُنينــــا بِمَخبَـــرٍ قَتّـــالِ
فَوَقَعنــا فيمـا خَشـينا وَكُنّـا
عَـن مَراميـهِ فـي غِنىً وَاِعتِزالِ
فَاِضـطُرِرنا إِلـى الخُضوعِ وَبُؤنا
مِنـهُ بِـالهَمِّ وَالأَسـى وَالنكـالِ
قَـد طَمِعنـا فـي كُـلِّ شَيءٍ رَخيص
فَفُجِعنـــا بِكُــلِّ شــَيءٍ غــالِ
فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل.أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان،تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م.ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.