
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـل عيونُ العينِ أَم حور السما
أيقظتنــا بــالعيون النُعَّــسِ
أَم ظُـبيٌّ مـن ظَبـا الإنـس سـما
فـأراش السـهم مـن غيـر قِسـي
سـحر حـور العيـنِ هَذا أَم حَوَر
أَم سـيوفٌ قـد تَبَـدَّت مـن جفون
أَم لحـــاظٌ بانكســار وَســَكَر
صـيَّرت كـل النُهى أَسرى العيون
عــن قســيٍّ عاريـاتٍ مـن وَتَـر
غَـزَت الألبـاب فـي سَهمِ الجفون
وَفتــون الجفــن يـوجي سـَقَما
مـن كحيـلٍ صـال بالغنـج قَسـي
إن رأَى شــزراً وإمّــا ســلما
فَلَـــدَيهِ فعلـــة المفـــترس
أَخجَــل الخطـيَّ ميـاس القـدود
ليـن غصـنٍ ينثنـي تحت الخِمار
وإبـان البـان رمـان النهـود
زاهيـاً بيـن عثاكيـل البهـار
صـافح النسـرينُ جـوريَّ الورود
فـي خـدودٍ جُـلَّ فيهـا الجلنّار
صــاح للظمـآن معسـول اللَمـا
راق راووقـــي بثغــرٍ أَلعَــسِ
وصــفهُ لمــا بــدا مبتســما
عقــد مـاسٍ بُـرد يـاقوتٍ كُسـي
مــذ رأَت عينــاي لَيلاً وصـباح
فــي أوانٍ واحــدٍ قُلــتُ مِـرا
قيـل لـي جعـدٌ وفـرقٌ في رداح
معجــزاتٌ أدهشــت كـل الـورى
صـاح رَ الوضـّاح فيهِ النورُ لاح
قــد تَجَلّــى بـدر تـم أنـورا
وَحســامُ اللحــظ حـامٍ للحِمـى
حــافظ الـورد وزهـر النرجـسِ
وَهــدوبُ الجفـن قـامت أسـهما
تحــرس الخــدين خيـر الحـرس
هل أريج العطر وافى في الصَبا
أَم عَـبيرٌ مـن شذا التفاح فاح
عنــبريُّ المســك للخـال صـبا
مـذ أتـى في طيب أنفاس الملاح
غنَّـت الأوطـار فـي لحـن الصِبا
وغناهـا صـاحَ صـاح الراحُ راح
فَعَليكــم نشــوة الريـق فمـا
غيرهــا يجلــي غمــوم اليَئِسِ
إن للغـــادات ريقــاً وفمــا
أعلنــا حكمــاً بنطـق الأخـرسِ
حَيهَّـل بـاهي المحيّـا قُـم وَحي
وأَدِر كــأس الحُميّـا والرحيـق
مــن رضـابٍ يرجـع الميّـتَ حَـي
إذ بَـدا بين اللئالي والعقيق
يـا منـادي قـم ونـادي كل حَي
راق ورد الريق من كاس الشَقيق
مـا ابنةُ العنقود بالسكر كما
خمــرةٍ طــابَت بطيــب النَفـسِ
إنهــا مــاءُ حيــاة النُـدَما
ومـا السـاقي حيـاة المحتسـي
معشـر العشـّاق ذا امـرٌ غَريـب
ذرَّت الأبـدار فـي رأَس الغصـون
هيـج الأطيـار صـوت العَنـدَليب
وعلـى الأفنـان دارَت بـالفنون
وَخَريـر المـاءِ سـلوى للغَريـب
فـي جنـات أينعـت دفع الشجون
ومــن الزُهــر علينــا خُيّمـا
بِنَســيج النــور فــوق الأرؤُسِ
ومــن الزَهــر وشــاحٌ رُقِمــا
بطــرازٍ فــي بــديع السـُندُسِ
نـازع المـرآة لـوحَ الفرق في
أخــذ تشـخيص لكـل الشاخصـينَ
وَرضـاب الثغـر فـاق القرقَفـي
والمحيّـــا جنَّــةٌ للنــاظرين
واه لـو رضـوان نـادى مكتفـي
ادخلوهـــا بســـلامٍ آمنيـــن
لَجنينــا مــن جَناهــا كلمـا
فيــهِ مـن طهـرٍ حيـاة الأنفـس
وَنَــرى الأنهـار تجـري أنجُمـا
كحَبــاب الــراح ضـمن الأكـؤُس
فلكــيٌّ لا تُطِــل أمـرَ الخسـوف
لَيــسَ للبـدر مـن الأرض حجـاب
بـل شـموس الإنس إذ ترخي سحوف
مــن شــعورٍ مسـدلاتٍ كالنقـاب
يُرتــأى أمــر خســوفٍ وكسـوف
مـن تغشـي نـور غادات العِراب
وَيَــبيتُ الكــون طُـرّاً مظلمـا
يَرتَــدي رغمــاً رداءَ الحَنـدَسِ
وَمَــتى الشــرق عليهـا نسـّما
تَزهــر الــدنيا بنـور الأَنَـسِ
سـبحوا المبـدع رَبّـات الخدور
بوجــوهٍ زَهرُهـا زاهـي الزَهَـر
فـازدَهى الصدغان في نَورٍ ونور
وأزان البــدرَ هــالاتُ الطُـرَر
وَوَميـض الـبرق من بسم الثغور
وَجلاءُ الغــمِّ مـن بِشـر البَشـَر
والبهــا منــديل حسـنٍ لثَّمـا
جيــدَ ذَيّــاكَ الجمـال الكيـسِّ
وســنا لطــف المعـاني هيَّمـا
للمهــا قلـب الهمـام الأَحمـس
ذا عجـابٌ قد غزا الظَبيُ الأسود
بنفــار وهــو هيّــابٌ ســقيم
وغــدت أَســري عقــاصٍ وَبنـود
مُسـدلاتٍ مـن عُلا الكشـح الهضيم
مــاتَت العشـّاقُ وجـداً وصـدود
وهــو لا يرثــي لحلات الكَليـم
بَـل بسـهام التنـاءي قـد رما
خلــبَ عــانٍ فــي هـواهُ حَـرِسِ
فَبَكـى الوَلهـانُ بحـراً عنـدَما
مُــذرَفاً مــن شـأَنهِ المنجيـسِ
يـا عَـذولي لَيـسَ بالأشعار عار
كَم جَلى الشِعرُ من البلبال بال
وَبـهِ الخـالي إلىالأوطـار طار
واِحتَسى جامَ الصفا بالحال حال
ومـن الجهـل فنـا الأمصار صار
وَصــفاها بسـُدى الاشـغال غـال
فـاز بالـدنيا عشـيرُ العلمـا
لا بربّـــات القــدود الميِّــسِ
فَعَليــك العلــمَ تـأَتي علمـا
واتَّبــع أمــر الإلــه الأقـدس
حنا بن أسعد بن جريس أبي صعب اللبناني المعروف بحنا بك الأسعد.متأدب له نظم، من مشايخ الموارنة في نواحي البترون.تعلم العربية والسريانية وسافر مع الأمير بشير الشهابي (سنة 1840) إلى مالطة وإسطنبول فقرأ بعض العلوم الإسلامية وعاد إلى لبنان (1850) فأنشأ في بيت الدين مطبعة حجرية.وبعد فتنة 1860 أقامه المتصرف داود باشا رئيساً للقلم العربي، فاستمر إلى أن توفي.له (ديوان -ط) بالعربية والتركية.