
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَهــوى التغــزُّلَ وَالنَســيبَ مجـرَّدا
وأَبيـت أنشـدُ فـي القريـضِ الخُـرَّدا
فـــي حـــب كــل غَزالــةٍ عَربيَّــةٍ
حــوراءَ ســيف لحاظهـا لـن يُغمـدا
مــن لــو تَجَلَّــت والشـموس طوالـعٌ
لســمت ضــياءً ثــم فــاقت سـؤدَدا
حســناءُ صــالت فـي حُسـام لحاظهـا
مــذ أشــهرت ذاك القـوام الأَملـدا
هَيفــاءُ مائســة القــوام وكشـحُها
خُــوط إذا لاقــى النَســيمَ تــرَدَّدا
كَــم أَلعجــت نـار الغـرام باضـلعٍ
مــن نــور ذاك الخـد حيـن تـورَّدا
عفـــراءُ مــن وادي الأراك تنفــرت
وأَتَــت لِقَلــبي واصــطفتهُ مَرقَــدا
يــا ذائقيـنَ شـراب كاسـات اللَمـا
رفقــاً بصــبٍّ بــات يهـوى الأَغيـدا
يــا سـائرانِ إلـى الحجـاز وسـلعهِ
عوجــا علــى ســلما سـلامي أنشـدا
زورا عَقيقـــاً واخـــبراه أن فــي
لبنــان مــن دَمعــي عقيقـاً جُـدِّدا
يـا زائريـنَ الرقمـتين أَلا ارقمـوا
شــكوى ســِقامي وابلغــوهُ ثهمُــدا
وأهـدوا جآذرهـا التَحيَّـة مـن فَـتى
عــن حبهــنَّ الــدهر لــن يتهجَّـدا
أفـدي العيـون مـع الغصـون بمهجتي
مـن ذي الجـآذر والنقـا نِعمَ الفِدا
كَـم بـانَ يومـاً بيـن بانـات اللوا
خَــودٌ لهـا القَلـبُ الطَهـورُ تعبَّـدا
راشــت بريـش اللحـظ قلـب صـبابتي
ســقَمت باســقام الجفـون الجلمـدا
مـــن قـــدِّها قُـــدَّت ذروع تصــبُّرٍ
واخـو الصـبابة بـات مغتـاب الهُدى
أَعطافهـــا ليـــنٌ ولكــن قَلبهــا
يــأبى العواطـف لـن يُبلـغ مقصـِدا
لَـم تـأتِ سـكراً وهـو فـي أجفانهـا
حـــوراءُ خَلقــاً لا تلافــي مِــروَدا
لـم يُثـنِ قَلـبي عـن مديـح صـفاتها
إِلّا صـــفات قـــد شـــملنَ محمــدا
أعني الوزير المرتَجى السامي الذرى
مــن جــاءَ للعليـا نصـيراً مِعضـدا
مـولى المـوالي سـيّدُ الـوزراءِ مَـن
قَـد طـابَ فَرعـاً فـي العِبادِ ومَحتِدا
هــو كــابرٌ عــن كــابرٍ وَســناؤُهُ
سـارَت بِـهِ الركبـان ما الحادي حدى
لمــا تَسـامى فـي السـيادة مَنـزِلاً
أَلقــى علـى صـدر السـعادة مَسـنِدا
سـارَت فضـائلهُ السـنيةُ فـي الـورى
وَبحلمــهِ بســما العقــول تفــرَّدا
عَمَّـــت مكـــارمهُ البَريَّـــةَ جمَّــةً
ســـيّان أغنـــت مُشــركاً وموحِّــدا
وَصــفوهُ بحــراً قُلــتُ ليـس بمالـحٍ
تيــارهُ يغنــي البســيطةَ عســجدا
لمــا هَمــت كفــاه أمطـارَ اللُهـى
صــاح الــورى أنعـم بجـريَ النَـدا
حكَـــمٌ حَكيــمٌ عــالمٌ عَلَــمٌ ســما
حــتىّ الســماك وفضـلهُ لـن يُجحَـدا
يــا زائراً لعكــاظ نَجــدٍ قـل لَـهُ
قِــسُّ الأيـادي بـات لـم يُمـدِد يـدا
وأخــبرهُ عــن بيروتنــا وَفخارهـا
وبمــن سـَمَت قـدراً يفـوق الفرقـدا
أعنـي الـوَزير منيـر منبرهـا الَّذي
آيـــات أنــواع البلاغــة أنشــدا
يَخلــو مــن التَعقيـد حسـن نظـامهِ
وَبعقـــدهِ درر المَعـــاني نضـــَّدا
أَلغــى البَــديعَ بكــل فَـنٍّ مبـدعاً
وأنــار مصــباح البــديع ووقَّــدا
قــاد الفصــاحة والحجــى بشـكيمةٍ
وإلــى البلاغـة لـم يُغـادِر مقـوَدا
وَكَســا النُهــى ديبـاج كـل حذاقـةٍ
وَبحلمــهِ الســامي الغبـاوة شـرَّدا
فهوالعطـوف المرعِـسُ العمِـدُ الثَـرى
وهــو الجـوادُ الـبرُّ فيّـاضُ الجـدا
وَهـوَ الهمـام الباسـلُ الشـهمُ الَّذي
يَلقــى الصــفوف ولـم يهـزَّ مُهَنَّـدا
إن هـــزَّ صــارمَه تصــرَّمَت العِــدى
أعمارهــا وكَــذا الجحافــلَ بَـددَّا
ربُّ الوداعـــة إن تَفـــرَّه راضــياً
وهــو الشــَديد إذا ســطا وتجلَّـدا
هــو جـابرُ القلـب الكَسـير بعطفـهِ
وَبعـــدلهِ جــور المظــالم طــرَّدا
ســارَت عــدالتهُ كمــا سـار اسـمُهُ
فــي الخـافقين وذكـرهُ لـن يُخمَـدا
لمــا نمــا روض العدالــة يانِعـاً
قُمريــهِ فــي دار الســعادة غَـرَّدا
وتمكَّنَـــت فــوق الجمــاد حصــونهُ
لَـم تَخـشَ مـن جور البغي إذا اِعتَدى
خَلّاهُ مـــأمون الغـــوائل مُثمِـــراً
وَلغيــــره أمرَالصـــيانة قلَّـــدا
وأَتـــى لِبَيـــروتٍ يُهــذَب أمرَهــا
وَلَقَــد زَهــت أقطارهــا لمـا بَـدا
نــاغَت ســواجعها وصــاح هَزارُهــا
وَالغصـنُ مـاس كـذا الجمادُ لَقَد شَدا
وأشــاد للعــدل القَــويم قواعـداً
وَبكنفــــهِ نورالحقـــوق توقَّـــدا
وَســـَعى لِتَحقيـــق الأمــور بدقَّــةٍ
وأَتـى إِلـى الشـرع الشـَريف مؤَيّـدا
وَحَبــا العبـادَ مـع البلاد مراحمـاً
يحيَــون فيهـا طالمـا طـال المَـدى
ســمّوهُ باسـم المصـطفى وَلَقَـد أَتَـت
آثـــارهُ حَلَّـــت عليـــهِ كــالرَدا
يــا قاصــداً تعــداد حسـن صـفاتِهِ
أكفـــف لأنَّ الفــردَ لــن يتعَــدَّدا
فَهـوَ الَّـذي حـازَ الكمـال ولـن تَرى
مــــولىّ جَليلاً مثلَــــهُ مُتمجِـــدا
وأنــا الَّــذي أهـوى مـدائحَهُ كَمـا
أهــوى التغــزُّلَ وَالنَســيبَ مُجَـرَّدا
حنا بن أسعد بن جريس أبي صعب اللبناني المعروف بحنا بك الأسعد.متأدب له نظم، من مشايخ الموارنة في نواحي البترون.تعلم العربية والسريانية وسافر مع الأمير بشير الشهابي (سنة 1840) إلى مالطة وإسطنبول فقرأ بعض العلوم الإسلامية وعاد إلى لبنان (1850) فأنشأ في بيت الدين مطبعة حجرية.وبعد فتنة 1860 أقامه المتصرف داود باشا رئيساً للقلم العربي، فاستمر إلى أن توفي.له (ديوان -ط) بالعربية والتركية.