
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَمـذ نظـرت نواظرنـا فتاها
وسـُرَّ القَلـبُ فـي تيهٍ فتاها
وغــرَّدت البلابـل فـي سـرورٍ
وقـد رقص الجماد على شداها
وماد الصلد من نغم المثاني
ومـن سمع المثالث قد تَباهى
ومـاس الأَيـك مـع ميّـاس بانٍ
بمَــور عواطـفٍ كشـحٌ حواهـا
وصـوت العـود يصدح في رَنينٍ
حنيـن الورق إذ تشدو غناها
فتصــدع كـل قَلـبٍ ذي هيـامٍ
ينـوح لنوحهـا يَبكـي بكاها
يهيـم إلى اللقا ويحنُّ شقواً
إلـى تلك الربوع ومن ثواها
وَيصـبح حيثمـا يمسـي بوجـدٍ
بــديموم جَــدوبٍ فـي خَلاهـا
ولا يَلقـى بـروض الأنـس إِنساً
ولا غَيـداءُ تخطـر فـي حلاهـا
ولا بــدراً يضـي بنـور فـرقٍ
ولا جعــد بِشـَمسٍ فـي خباهـا
ينـادي يا أُهيل الربع رُحماً
ورقـوا مهجـتي وَجـدٌ ضـناها
أَلا أَيـنَ الظبا والعينُ سؤلي
فهـل سـارَت وغـابت في فلاها
وأيـن جـآذرُ القطب اليماني
فهـل تبعـت وقد سمعت نِداها
وأيـن الغيـد مع حوراءِ إِنسٍ
فهـل غـابت كحـورٍ في سماها
فغـاب القارظـان بمن أناجي
ومـا للعَـود أَوقـاتٌ تراهـا
غـدت أوطاننـا أقفـار وعـرٍ
أَبَـت نَفسـي بها تلفي مناها
ولكـن قـد أُعيضـت في مَعاني
روايـــاتٍ لــداودٍ رواهــا
حكــى داود فـي نظـم رقيـق
ولـولا الوحي قلنا قد تناها
لَقَـد راقـت معانيهـا لعيـنٍ
وللأذهــان طيـبٌ مـن شـذاها
قلائد نظمهــــا دُرٌّ بمـــاسٍ
عذوبـة لفظهـا شـهدٌ حكاهـا
لكــلٍّ منهمــا شــيءٌ خَصـيصٌ
لــذلك وحـيٍ ذاتٍ مـن عُلاهـا
وَهَــذا خُــصَّ فــي آلاتِ شـدوٍ
تزيــد مســرَّةً عمّـا سـواها
وطيبـة قَلبـهِ تـدعى جَليسـاً
شـكوراً ذاتـهُ يبـدي ثناهـا
حنا بن أسعد بن جريس أبي صعب اللبناني المعروف بحنا بك الأسعد.متأدب له نظم، من مشايخ الموارنة في نواحي البترون.تعلم العربية والسريانية وسافر مع الأمير بشير الشهابي (سنة 1840) إلى مالطة وإسطنبول فقرأ بعض العلوم الإسلامية وعاد إلى لبنان (1850) فأنشأ في بيت الدين مطبعة حجرية.وبعد فتنة 1860 أقامه المتصرف داود باشا رئيساً للقلم العربي، فاستمر إلى أن توفي.له (ديوان -ط) بالعربية والتركية.