
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــلَّ الهلالُ وذرَّ يبســم فـي العلا
وأنــار أبصــار البريَّــة واعتَلا
وتلألأَت درر الأمـــان وقـــد شــدت
ورق التهـــاني والهـــزار تهلَّلا
هــدرَت بآيــات الســرور يمامــةٌ
سـُوَرَ الأمـاني بـالمُنى القُمري تلا
ماســت أفــانين الريــاض طروبـةً
والأَيــكُ فــي زُهـر النجـوم تكلَّلا
وحفيـف أغصـان الحـدائق قـد بـدا
يشــدو صـبا وصـبا الصـبابة رتَّلا
رقـص الجمـاد كـذا البلاقـع أينعت
أثمــار أمــنٍ والهنـا قـد أقبلا
والســاجعات علـى الغصـون ترنَّمـت
تهـدارها لـذوي النُهـى قـد اشغلا
صــاح البلابـل أيهـا الجـوريُّ قُـم
واســـفر محيــا بالبهــاءِ تجمَّلا
واسـمح لنـا بجنـا هنيهـات الصفا
مــن وجنتيــكَ وخـلِّ وهجـات القِلا
هــذي أوَيقــات التصـابي والمُنـى
زال الضـنا وكـذا العنا قد هرولا
والأفــق أصــبح بالبــدور منضـداً
وبنورهــا بــات الـدُجى متسـربلا
ضــاءَت علـى صـُدغ الزمـان كـواكبٌ
وبفرقـهِ بـدر الحبـور قـد أنجلـى
وافـترَّ ثَغـرُ العصـر مـن عـدلٍ بـهِ
طـــرف البريَّــة بالصــفاءِ تكحَّلا
ذهـب الظلام مـع الغمـام من العُلا
لـــم تَلــق إلا بــدر تــمٍّ أكملا
وترنَّمــت صــُمُّ الجوامـد مـن صـدا
طيــب الأغــاني والأتــوفُ تغــزَّلا
ســـأل الخلــي فــؤادهُ متعجِّبــاً
مـا لـي أرانـي عـدت مأسور الولا
يـا قلـب أنـبىء عـن سرور حشاشتي
إن كنـت تـدري مـا جرى بين الملا
فــأُجيبَ قـد وافـى البريـة منـذرٌ
نعـم النـذير ونعـم مـن قد أرسلا
وأفـاد فـي بشـرى البشير المُرتجى
وأبــاد جمهــور الكـروب وضـمحلا
وأشــار عــن أوب المليــك محمـدٍ
والعـودُ أحمـدُ والقلـوب لقـد جلا
أعنــي بــه رب المحامـد والجـدا
مـولى المـوالي نعم من حاز الولا
وهــو الـوزير الـبر أفخـر ماجـدٍ
وهـو الخطيـر الشـهم سـاد تفضـُّلا
فخـر المعـالي سـيدُ الـوزراء مـن
فــوق العبـاد بُـرودَ عـدلٍ أسـدلا
وأنــار مصــباح الأمــان وحلمــهُ
غــوثٌ إلـى مـن قـد أتـى متوسـِّلا
مــولى لــهُ نهـج العدالـة مسـلكٌ
نَبــذَ الرآفــة شــأنهُ مــا حلَّلا
حــب المراحــم والســخاء ســجيَّةٌ
وهــو الـذي خيـر السـجايا حصـَّلا
يهــب المؤَمِّــلَ قبــل بسـطة كفـهِ
مــن بســط كـفٍ جَودُهـا لـن يُبتَلا
يلغــي الخطـوبَ المبرمـات برأيـهِ
أوصــال كيســان اللئام استأصـلا
وهـو الغضـنفر فـي الشـجاعة إنما
مـــا للغضــنفر مثلــه أن يعقلا
فهـو الحكيـم الحـاكم الحكمُ الذي
بسـما المعـارف قـد سـما وتـأثَّلا
وهو الهمام المرتجى الحامي الحمى
قــد جــلَّ وصــفاً مــذ علا وتجلَّلا
ذو الهمَّـة العليـاءِ قهّـار العـدى
بأســـنَّةٍ زرقــاءَ يلقــى الجحفلا
فيــهِ تمــازجت العواطـف والنـدى
وكــذا اللطافــةَ والرآفـةَ أصـَّلا
وبعــدلهِ جعــلَ العمَّلــسَ مؤنســاً
نبــذَ الخيانـة بـات يهـوى الايّلا
نــاغت ســواجع عصــرهِ فـي أمنـهِ
أسَّ السياســة قــد أشــاد وعـدَّلا
ســـاسَ البريَّـــةَ والبلادَ بحكمــةٍ
إحيـــا ســليمانَ العبــادُ تخيَّلا
حفَّــت معــارفهُ الأمـور علـى تقـيّ
زُكِنــت لــديهِ رموزهـا لـن تُجهَلا
فســلِ المهنَّــدَ واليـراعَ ومنـبراً
مـــع كــل يعبــوبٍ بســبقٍ أرقَلا
هطلَــت سـحائبُ جـودهِ جـودَ اللهـى
جعـــلَ المراحــم للبَريَّــةِ منهَلا
وســقى ذوي الأعــراض شـهد عواطـفٍ
وذوي الشـقاوة قـد سـقاهم حنضـلا
مـــولى تفــرَّد بالفضــائل جمَّــةً
تلقــاه فــي صـدر المحامـد أوَّلا
كملـــت محاســنهُ فــاعجز وصــفهُ
عــن حيــز الإدراك جــلَّ وقـد علا
مـن يسـتطيع مديـح مـن فـي بـابهِ
مســتخدماً ربَّ الكمــال الســَهبلا
أعنـي بـه الحسـني بدر ذوي النُهى
زيـــن الأفاضـــل للفضــائل علَّلا
فخــر اليراعـة سـيِّد الشـعرء مـن
حــاكت معــاني نظمـهِ كـأس الطِلا
فالنــاس يتَّبعــون ديــن ملـوكهم
ولـــذا بـــآمرهِ الرحــوم تمثَّلا
يا خير من يهوى المحامد في الورى
لا زلـت تسـمو فـي المعـالي منزلا
محفوفـةً منـك المنـابر فـي البها
دُم نعـــم خطّــابٍ رقــى وتفضــَّلا
واســلم بعليــاءِ المليــك محمَّـدٍ
يرعــاك حــظٌّ منــهُ لــن يتبـدَّلا
وهــو الـذي صـاح الـورى بقـدومه
هــلَّ الهلال وذرَّ يبســم فـي العلا
حنا بن أسعد بن جريس أبي صعب اللبناني المعروف بحنا بك الأسعد.متأدب له نظم، من مشايخ الموارنة في نواحي البترون.تعلم العربية والسريانية وسافر مع الأمير بشير الشهابي (سنة 1840) إلى مالطة وإسطنبول فقرأ بعض العلوم الإسلامية وعاد إلى لبنان (1850) فأنشأ في بيت الدين مطبعة حجرية.وبعد فتنة 1860 أقامه المتصرف داود باشا رئيساً للقلم العربي، فاستمر إلى أن توفي.له (ديوان -ط) بالعربية والتركية.