
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا خـالق الأكـوان يا باري الورى
يــا عالمـاً سـرّ القلـوب بلا مـرا
يـا موجـداً وهـو الوجـود ولن يُرى
يـا مـن بـهِ عقـل العبـاد تحيَّـرا
وهـــو الإلـــه حقيقــةً وتصــوُّرا
يــا أيهـا الأزلـيُّ يـا فـردٌ صـمَد
يـا سـرمديٌّ لـن يـزوال إلـى الأبد
ولـــهُ أقـــانيمٌ مُلَّثــةُ العَــدَد
موجـــودةٌ ذاتــاً بلا هــوتٍ أحــد
عــن جـوهر التوحيـد لـن يتغيَّـرا
وإلـى الكليـم أشـار فـي كلمـاتهِ
أمـــراً بــهِ أشــهار تنبيهــاتهِ
وببـــدءِها إعلان وحـــدة ذاتـــهِ
لكنمـــا نلقـــى عديــد صــفاتهِ
لــم يحصــها عـدٌّ كمـا قـد سـُطِّرا
يـا أيهـا المعبـود مـن كـل الأمم
يـا موجـداً هـذا الوجود من العدم
يـا نـاظراً عمـق البحور مع القُمَم
ومُعحجَّبــاً عـن دَرك أبصـار النَسـَم
ومـن الرمـوز بـهِ اليقيـن تقـرَّرا
يــا لاجــم الأبحـار عـن جريانهـا
يــا مـانع الأمطـار عـن طوفانهـا
يــا رافــع الأفلاك فــي أوزانهـا
ومُــدور الأرضــينَ مــع أركانهــا
ولهــا جعلــتَ بكــل قُطـبٍ محـورا
أنـت القدير المالك المُلك العظيم
أنت الرأوف الباعث المولى الكريم
أنت الحليم البرُّ ذو الفضل العميم
بصــفاتك الحُســنى أيـا ربٌّ رحيـم
لا تقــصِ عبـداً قـد أتـى مسـتغفرا
أنــي أتيتــكَ بالــدموع الــذُرَّفِ
ولظــى الندامــة لاعــج لا ينطفـي
وطرحــتُ ذاتـي عنـد بابـك فـالطُفِ
يـــا ربَّ كـــل تلطُّـــفٍ وتعطُّـــفٍ
عفــواً لعبــدٍ بالــذنوب تســعَّرا
قــد كــان قلـبي للملاهـي منحـرف
والآن جئتــك تائبــاً لــك معـترف
ولبحــر عفــوك قـد أتيـتُ لأغـترف
يــا عالمــاً هـل أنَّ حنّـا ينصـرِف
كلّا بلا جــــدواك لـــن أتـــديَّرا
أقضــيتُ عمــري بـالملاهي والغـوا
وعـن المنـاهي قـطُّ قلبي ما أرعوى
ولكَــم رخَيـتُ عنـان نفسـي للهـوى
ورقَـت جمـاح الثـائرات مـن الهوا
فكبَـــت بهـــا والآن رُدَّت للــوَرا
ولــدَتني أُمّــي بـالجرائم ممتلـي
وبهـا نمـا جسـمي ومنهـا مـا خُلي
والآن مــذ أيقنـتُ ذا مـا حُـلَّ لـي
نــاديتُ يـا رَبّـاهُ لطفـاً حـلَّ لـي
قيــداً بــهِ الآثـام حكَّمـت العـرى
يــا ربُّ آثـامي حكـت ثِقَـلَ الرُبـى
وبصــبغها القــاني غـدوتُ مخضـَّبا
يــا صـادق الميعـاد صـيَّرها هبـا
واجعلنـي فـي ثـوب البياض مُجلببا
ووفــا الإلــهِ بوعـدهِ لـن يُنكـرا
لــو بــتُّ جـوّاب الفيـافي سـائحا
أقضــي زمــاني بالتوســل نائحـا
أو كنــتُ أملأتُ الفضــاءَ ذبائحــا
مـا وازنـت مـا قـد أتيـتُ قبائحا
لــولا مراحمــك الـتي لـن تُحصـرا
قــد جئتُ بابــك باكيــاً مُتنـدّما
وهمَــت شــؤوني بالندامـة عنـدما
وجَـرت فخضـَبتِ الحضـيض مـن الـدما
يــا راحـمٌ وخضـمُّ جـودك قـد طمـى
جــد لـي بصـفحٍ خـالقي عمّـا جـرى
مَرنعــتُ وجهــي بــالثرى بتـذلُّلي
وأفضــتُ دمعــي أنهــراً بتوســلي
وعليــك قــد ألقيــتُ كـل تـوكلي
بشــفاعة العــذراء مريـمَ رقَّ لـي
هــب لــي صــلاحاً دائمـاً وتـبرُّرا
يـا مريـمُ العـذراءُ يا بحرَ الندا
يـا خِضـرِمَ الاشـفاق يـا أُمَّ الفـدا
أنـتِ الشـفيعةُ فـاطردي عنّا العِدى
وأحصـينا مـا بيـن الملائك سـرمدا
كــي نتلــو ســجاً للعـي وتشـكرا
حنا بن أسعد بن جريس أبي صعب اللبناني المعروف بحنا بك الأسعد.متأدب له نظم، من مشايخ الموارنة في نواحي البترون.تعلم العربية والسريانية وسافر مع الأمير بشير الشهابي (سنة 1840) إلى مالطة وإسطنبول فقرأ بعض العلوم الإسلامية وعاد إلى لبنان (1850) فأنشأ في بيت الدين مطبعة حجرية.وبعد فتنة 1860 أقامه المتصرف داود باشا رئيساً للقلم العربي، فاستمر إلى أن توفي.له (ديوان -ط) بالعربية والتركية.