
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـؤادٌ علـى جمـر الفـراق يقلّبُ
وَدمــوعُ أجفــانٍ تســحّ وتسـكبُ
بكـر الأحبّـة واِغتَدوا فَعَفَت لهم
عَرصـــاتُ أطلالٍ خلَــون وملعــبُ
ســارَت بِهـم للـبينِ كـلّ شـملّةٍ
وَحيـاء يَطفـو في الشراب وترسبُ
وَظللـت يـومَ رَحيلهـم كلفاً على
آثــارِ ظعنهــم أحــنّ وألعــبُ
مَـن لـي بوصـلِ أميمةٍ مِن بعدما
قَـد حازَهـا بيـنَ الضغاينِ مركبُ
لـي مِـن هَواها في المآكل مأكلٌ
حلـوُ المذاقِ وفي المشارب مشربُ
خـوداً إِذا اِبتَسَمت بدا لك لؤلؤٌ
فــي الثغــرِ إلّا أنّـه لا يثقـبُ
يَسـبيك منهـا إِن نظـرتَ مخلخـلٌ
وَموشـــّحٌ وَمدملـــجٌ ومجلبـــبُ
فَالخـدّ مثـلُ الـوردِ أحمر رائقٌ
والكشـر مثـل الطلحِ أبيض أشنبُ
قبّلــت عقــرب صـدغِها فكأنّمـا
لَسـَعت سـويدا القلب منها عقربُ
وَلثمــتُ منهــا مبسـماً رفـاتهُ
أَحلـى مـنَ العسل اللذيذ وأعذبُ
وَعَريضـة عَطشـى المـوامي أرقلت
بـي فـي سَباسـِبها أمـون دغلـبُ
صـاحبتُ مـن نـأي فلاهـا سبسـباً
إِلّا أَتــاني بعــد ذلــك سبسـبُ
مُتيمّمـــاً مغنــى فلاحٍ شــايما
منــه مخايــل شـيمها لا يكـذبُ
مَلــكٌ بشاشــةُ وجهــهِ لوفـودهِ
تهدي السرورَ إلى القلوب وتجلبُ
تهمـي أنـاملهُ الهبات كما همى
مِـن مرجحـنّ المـزنِ أوطـف صـيّبُ
مـا غـالب الأيّـام فيمـا ينبغي
فـي الأمـرِ إلّا وهـو فيـه الأغلبُ
كـالغيثِ يرسـلُ بارقـاً وصواعقاً
طـوراً ومنـه الأرض طـوراً تخصـبُ
كَـاللّيثِ يحـرس شـبلَه طوراً وفي
عضـو القنيصـةِ بِالمخـالب ينشبُ
كَالسـيلِ يعمرُ في البلادِ أماكناً
وَيفيـض فـي الفلواتِ يسقى يشربُ
كالسـيلِ يعمرُ في البلادِ أماكناً
طـوراً وفـي بعـضِ الأمـاكنِ يخربُ
كـالبحرِ يقـذفُ لؤلـؤاً وجواهراً
وَيخـافُ منـهُ النـاس حين يعبعبُ
يـا خيـرَ مَـن وخدت بنمرقِ رحلهِ
وجنـاءُ ترفـلُ في السراء وتقربُ
بـك أشـرقَ الإسـلامُ واِتّضح الهدى
واِنجـالَ مـن ليلِ الجهالة غيهبُ
وَلتهـنَ بالحصـنِ الّذي اِستفتحته
يـا مَـن إِليه المجدُ أضحى ينسبُ
حصـنٌ سـَمَت أَبراجـهُ نحـوَ السما
حتّـى يكـاد علـى المجـرّةِ يركبُ
لـو تجهـدُ الأروام في اِستفتاحه
لـم يفتتحـه لَهـم هنالـك موكبُ
عـــالجته بِعواســـلٍ وقواصــلٍ
صـفحاتها بـدمِ الفـوارس تخضـبُ
وَرسـمتَ فـي وجـهِ السماء كتابةً
عُنوانهــا يقـراه مـن لا يكتـبُ
وَالســيف والخطّــيّ يَصـطحبانها
هــاذاك ينقطهــا وهـذا يعـربُ
وَأطلت في اِستفتاحه الحربَ الّتي
مِـن بَأسـِها قـد كاد يرجف كبكبُ
حتّـى ظفـرت الآن وَاِسـتفتحت مـا
هـو مـن مغـالقِ فتحـه مستصـعبُ
فَالحمـدُ للرحمـنِ لا حـوضَ الرجا
كَــدرٌ وَلا بــرق الأمــاني خلّـبُ
موسى بن حسين بن شوال.شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).له ديوان شعر مطبوع.