
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فــؤادٌ علــى جمـر الغـرام يقلّـبُ
وَجســمٌ بــأنواع الســقام معــذّبُ
وَقفـت علـى دارِ الحـبيبِ وقـد عفت
عــــراصٌ وأطلالٌ ونـــؤيٌ وملعـــبُ
أُخـاطب منـه البـان والبـان فوقه
خطيـبٌ علـى الأفنـان يشـدو ويخطـبُ
ديـــارٌ عفــت آياتهــا وتنكّــرت
وَحــال بهــا خطــبٌ وسـربٌ وربـربُ
وَعهـدي بهـا كـانت علـى كـلّ غادةٍ
تجــرّ ذيـولَ الـتيهِ فيهـا وتسـحبُ
فَكــم أنســت فـي ربعهـا وتكنّسـت
ســعاد وأَســما بـل حـذام وزينـبُ
وَمـن لـي بريّـا الساعدين وقد غدت
هَوادِجهــا فــي الآل تطفـو وترسـبُ
فَيــا عجبـاً منهـا تغيـب وشخصـها
يســـلّ بقلـــبي مســـتقرّ مطنــبُ
تَنـاهت صـفات الحسـن فيها فحسنها
يســلّ عقــول النــاظرين ويســلبُ
يَشــوقك منهــا أن تجلّــت مقلّـدا
وكشـــر جمـــانيّ وكـــفّ مخضـــّبُ
فَيـا حسـنها يـومَ الوداع وقد بدت
خـــدود وأعطــاف وصــدغ وعقــربُ
أشــيّعها يومــاً وبيــن أضــالعي
مِــنَ الوجــدِ نــارٌ حرّهـا يتلهّـبُ
أَرى النـاسَ في طبع النفوسِ وشأنهم
فمـا شـأنهم فـي الطبعِ إلّا التقلّبُ
إِذا قــلّ مـالي قـلّ قـدري لـديهم
وَإِن شـاقهم منّـي الـذكا والتـأدّبُ
وَإِن زادَ مـالي واِنتقلت إِلى الغنى
فَلــي منهــم أهــلٌ وسـهلٌ ومرحـبُ
أَلا ليـتَ سـعدى والليـالي ووعـدها
أتصـدُق لـي فـي الوعدِ أم هي تكذبُ
عَجبــتُ لهــا فيمـا قَضـته وإنّمـا
علـى كـثرِ هـذا الصـبر منّـي لأعجبُ
إِذا جــاد منهــا بالمســرّةِ صـيّبٌ
أَتــاني وشــيكاً بالمســاءةِ صـيّبُ
فَمـا يسـتجيب الـدهر عنـدَ مسـرّتي
كـأنّيَ مـن دون الـورى فيـه مـذنبُ
وَداويـة كـم ظلـت فيهـا معَ السرى
أشــبّب فــي ذات الوشــاح وأنسـبُ
وَأنشـد مـا يصـغي لـه مـن غرائبي
جريـــرٌ وميمــونٌ وقيــسٌ وقطــربُ
وَنجـب أتـاني ضـخمة المتـنِ جسـرة
تخـــبّ بِرحلـــي تـــارةً وتقــرّبُ
وَقـد قـال صـحبي في المسيرِ وقوله
صـف الـروضَ حيـث الروض أخضرُ مخصبُ
فَقلـتُ دعـوا وصـفَ الريـاضِ وَذكرها
وجــدّوا فـإنّ الجـدّ أَولـى وأوجـبُ
وَلا تَــذكروا روضَ العــرار وطيبـه
وَإن راقَ لـونٌ منـه بالحسـن معجـبُ
فَـإن طـابَ لـي نشـرُ الغرار فيمّما
خلاقَ عــرار منــه أزكــى وأطيــبُ
مليـــكٌ ســـَجاياه لطــاف شــهيّةٌ
أَبــلُّ مِـنَ الـروض البهيـج وأرطـبُ
ضـياء إِذا مـا الـدهرُ أظلـمَ وقته
وَكــدّر وجـه الـدهر للخطـب غيهـبُ
وَشـمسٌ علـى الـدنيا تضـيء بنورها
مـنَ البيـدِ والأمصـار شـرقٌ ومغـربُ
وَسـيفٌ مِـنَ الرحمـن فـي الأرض مصلتٌ
بـه يقطـع الخطـب الجسـيم ويضـربُ
وَطـــودٌ منيـــفٌ يســتلاذُ بركبــهِ
إِذا مـا سـطى فـي موكبِ الحيّ موكبُ
وَبحــرٌ غزيـرُ اللـجّ يقـذف جـوهراً
وَطــوراً بِــأَمواج الوبـال معبعـبُ
وَغيـث نـدىً للوفـد إِن نزلـوا لـه
يســحّ عليهــم بــاللجين ويســكبُ
يـــورّثه المجــدَ الأثيــل مظفّــرٌ
وَغــوث وهــود والخلــود ويشــجبُ
أبا الطيب كم لي في القفارِ تلوّحت
إِليــك أمـون السـير وجنـاء غلّـبُ
وَلـولاك مـا جـاوزت أرضاً ولا اِنطوت
بِـدرع الهجـانِ العيـس فـجٌّ وسبسـبُ
فَحَمـداً وشـكراً للمهيمِـن لا الرجـا
مخيـــبٌ ولا روض الســماحةِ مجــدبُ
وَدم واِبـق مـا غنّـت حمائم بالضحى
وَمــا جــنّ ديجـورٌ ومـا لاح كـوكبُ
موسى بن حسين بن شوال.شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).له ديوان شعر مطبوع.