
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أترى خرائدَ في الهوادجِ أم ظِبا
جـرّدن مـن أَلحـاظهنّ لنـا طبـا
بيــضٌ لنــا جــرّدن كـلّ مهنّـدٍ
أَمضـى مـن العضبِ المهنّد مضربا
اِنظـر بعينـك نحـوهنّ فقـد بدت
صــورٌ أشــفت بحســنهنّ تعجّبـا
وَرخيمـة الأطـرافِ طاويـة الحشا
شمسـاً أضاءت بالشعاعِ من الخبا
بـاتَت تـديرُ علـيّ كـأسَ مزاجها
كـدمِ الذبيـحِ معتّقـاً لن يقطبا
فَمَـتى أدارت مزجهـا لـي أحمرا
نَحـوي ثَنتـه بأبيضـا أو أشنبا
وكأنّمــا وســط الغلالـةِ كـوكبٌ
حسـن تـدير على المنادم كَوكبا
قبّلـت منهـا عقربـاً فلثمـت في
للسـع عقربهـا لنـا فـي عقربا
وَلقـد سـقيتُ النفس مِن رشفاتها
ألـذّ مـن مـاءِ الغمـامِ وأعذبا
مـا إِن رَنـت بـاللّحظِ إلّا غادَرت
قَلـبي علـى جمـر الغرامِ مقلّبا
تفــترّ عــن درّ ظللــت متيّمـاً
مِـن حبّـه فلـق الفـؤاد معـذّبا
درٌّ تَلألأ وَهـــو غيـــر مثقّـــب
كالـــدرّ لاح منظّمــا ومثقّبــا
وَعشــيّة ودّعتهــا والركـب قـد
زمّ المَطايــا للنــوى وتأهّبـا
مـالت إِلى التوديع واِنشطّت لها
كــفّ يصـافحني البنـانُ مخضـبا
وَبَـدت وَقد زالَ النقاب هناكَ عن
مـا كـانَ منهـا بالنقاب منقّبا
وتوقّـدت نـارُ الغـرامِ وشـبّ في
أَحشـائِنا جمـر الجـوى وتلهّبـا
تلــك الّـتي خـالفت كـلّ مـؤنّب
فــي حبّهـا العـذريّ لام وأنّبـا
وَلقـد صـحبت الدهر أغيد مُقبلاً
وَصـَحبتهُ مـن بعـد أشـمط أشيبا
فَرأيــتُ فــي أَطبــاعهِ وخلاقـه
متلوّنـــاً متغيّـــراً متقلّبــا
وَوردت منـه حـوضَ عـذب فـاِنثنى
لــي صــفوهُ متأجّنــاً متصـلّبا
مـا إِن صَفا لي مطعماً أو مشربا
إلّا تكــدّر مطعمــاً أو مشــربا
مـا بـشّ لـي بـالودّ منه تودّداً
إلّا وعبّـــس بعــد ذاك وقطّبــا
كـم أنـب مـن رجـواه ألف مهجة
مـن حامـل خفّـي حنيـن واحببـا
سـَلبتني الـدنيا غرابـاً أسوداً
حتّـى قَضـتني بعـد زارات أشهبا
بـكَ كيـف ينجو من حوادث صرفها
مَن لَم يَجد في الأرض عنها مهربا
قـرب البعيـدُ فكان أَدنى منزلاً
مِـن قابِ قوسٍ في القياس وأقربا
سـَلني وَخُـذ رَأيـي تجدني صادقاً
في الرأيِ أقصد ما وجدت وأصوبا
وَإِذا اِمتحنـت وجـدت منّي مذوداً
ذلفــاً أذودُ بـه وقلبـاً قلّبـا
إنّـي اِمـرؤ قد جرّب الدنيا وما
مـن لـم يجـرّب مثل من قد جرّبا
لا رام للطمـع المـذلّ ولـم يكن
بــرق إِذا مــا لاح بـرقٌ خلّبـا
وَالمرء إِن لم يسع لم يسمو ولو
جمعـت مناسـبه العتيـك ويشجبا
كـم قـد أتيـت بمعجـزاتٍ دونها
مـا يعجـز الفطنَ المفوّه قطرُبا
ولئِن رأت شـمس العلـوم منيـرة
وَكشـفت مـن ليل الجهالةِ غَيهبا
وَركبـت عيـس المشـكلات فكان من
دون المراكـب ظهرهـا لي مركبا
وَغـدوت فـي طلبِ العلا أختال في
ظهـرِ البسـيطة مشرقاً أَو مغربا
والحـرّ يشـري وَجهـه إن ضاء في
طلـبِ العلا والمجـد أسفع أكهبا
وَلَقـد جعلـت لـه التـأدّب سـنّة
والصـبر فـرض والتواضـع مذهبا
وَكذا الثناء أخاً شفيقاً والعلا
أُمّـاً كـذاك المجد يدعا لي أبا
وَالمكرُمـات الغـرّ تنسـبني كما
نسـبت إليهـا القعهنيـة قعصبا
وَمطـرّز بالـدهر قـد أهـدت لـه
ريـح الجنـوب الرايح المتحلّبا
هـرق الغمـامُ عليـه أدمعه فلم
ينفـــكّ إِلّا أن يســحّ ويســكبا
فَســقاه علّاً بعــد نهـلٍ مردفـا
وَكسـاه بالأزهـار لونـاً معجبـا
حتّـى تضـاحك نـوره مـن بعد ما
صـحبت ليـاليه الربيع المخصبا
تحكــي خلاق عـرار نشـر عـراره
بـل إِنّهـا وجـدت ألـذّ وأطيبـا
العــادلُ الملـك الّـذي أخلاقـه
لِلمُعتَفيـنَ ألـذّ مـن نفس الصبا
صـعدت بـه رتـبٌ علَت حتّى اِنتهت
ليثـاً وقوساً في السماء وعقربا
أَذكــا بــديهته وأشـحذ عزمـه
صـرف النـوائب حيـن حـكّ وهذّبا
مـا غـالب الأيّـام فـي أحداثِها
وَخطوبِهــا إلّا وكــانَ الأغلبــا
بحــرٌ خضــمّ إِن تفضـّل أو عطـا
طودٌ أشمّ إِذا اِنتدى وإذا اِحتبا
ومهنّــد عضــب المضــاربِ حـدّه
مـا كـلّ عَن قطعِ الخطوب ولا نبا
وَغضـنفر فـي الغـابِ يحمي شبله
طـوراً وينشب في القنيصة مخلبا
مـا هـزّ ثعلـب رمحـهِ فـي معركٍ
إلّا وأورد فـي الكمـاةِ الثعلبا
أَنسـته أبكـارُ المكارمِ والعلا
أسـما وفرتـن والربـاب وزينبا
لـو قيـس راجـح حلمـه ووقـاره
وَزنـاً لـوازنَ يَـذبُلاً أَو كَبكبـا
يـا كَـوكب العليا وبهجتها ومن
لِجليســه خفـض الجنـاح ورحّبـا
لَـم أنـسَ منـك خلائقاً قد أشبهت
روض الغضـيض فـي دمـث الربربا
فَسـما ثـم قـد كـان أخرج حكمه
فـي سـابق الأقـدار جدّك من سبا
إنّـي جعلتـك مسـتلاذاً لـى ذمـا
سـيل فـي طوفـانه بلـغ الربـا
موسى بن حسين بن شوال.شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).له ديوان شعر مطبوع.