
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لمــن مربــع للبقــع فيـه يعيـبُ
بـــه عبثَـــت للحادثــات خطــوبُ
وَقفــت بـهِ مـن بعـد قطّـانه وقـد
عَفتــه صــباً مِــن بعـدهم وجنـوبُ
تَولّــوا ولــي عيـنٌ تجلجـل عـبرةً
وَقلــبٌ عَلــى جمـرِ الغـرامِ يـذوبُ
فَحـاولت منهـم نظـرةً حيـن قوّضـوا
وَأَجفــانُ عَينــي بِالــدموعِ تصـوبُ
ظَللـتُ أُديـر اللحـظَ من خلفهم ولي
عويـــلٌ عَلـــى آثــارِهم ونحيــبُ
وَشـمس كمثـلِ الشـمسِ في حسنها لها
طلــوعٌ بحافــات الخبــا وغــروبُ
طَرقـتُ خباهـا بعـدما عَسـعس الدجى
وَقَــد غــابَ عنهــا كاشـح ورقيـبُ
فَقلــت لَهـا والحـبّ يعطفنـي لهـا
أَمــا لـيَ يـا حسـناءُ منـك نصـيبُ
وَهـل يُسعف المحبوبُ بالوصل والرضى
فَيلتــذّ مِــن وصـلِ الحـبيبِ حـبيبُ
فَلانَـــت لقـــولي رقّــةً وتعطّفــت
تَعطّــفَ خــوطِ البــانِ وهـو رطيـبُ
فَبــتّ بهــا جَــذلان أَلثـمُ مبسـماً
بـــهِ بـــابليٌّ بـــالزلال مشــوبُ
وَأَحسـو رضـاباً منـه يطفـى بـبرده
لِجمـرِ الهـوى بيـن الضـلوع لهيـبُ
وَمـــالت برمّــانٍ علــيّ ينوشــني
لَـــديَّ وَمنهــاج الوصــال رحيــبُ
وَجـاذب منهـا الخصـر والخصر ناحلٌ
مِـن الـردفِ منهـا كـالكثيب كـثيبُ
مُهفهفـــةٌ هيفـــا كلّــي بكلّهــا
أَســـيرٌ كليـــمٌ للغــرام كئيــبُ
تَشوب الرضى بالسخطِ والسخط بالرضى
فَقلــبي منهــا بِالوصــال مريــبُ
لَقَـد أَلبسـتني ثـوبَ سـقمٍ ولم يكن
لِســقمي سـِواها فـي الأنـام طـبيبُ
دَوائي وَدائي عنـــدَها فتـــأمّلوا
لِمــا كــانَ مِنهــا إنّ ذا لَعجيـبُ
وَداويــة بيــداء كلّفــت قطعهــا
عريريـــرة تَطـــوي الفلا وتجــوبُ
طَـوى نحصـها جـدَّ المسـير فجسـمها
نَحيــفٌ مــن الأنســاع فيـه نـدوبُ
إِذا مـا رَنت في السير لاحت بعينها
بـــروقُ رجـــاءٍ ودقهـــنّ ســكوبُ
بــروقُ رجــاءٍ مِـن فلاح بـن محسـن
مــدى الـدهر راجيهـنّ ليـس يخيـبُ
جَــوادٌ بِصمصـام السـماحةِ والنـدا
لِجبهــةِ قفــر المعتفيــن ضــروبُ
هيــوبٌ عَـنِ الفعـلِ الـذميمِ وإنّـه
إِلــى أخـذِ رايـات الثنـاء وثـوبُ
وَلَـو قيـسَ بعـضُ الحلـم منه رزانةً
لَخـــفّ لـــديه يـــذبل وعســـيبُ
وَقَـد طـالَ مـا قَـد هـذبته نجالها
وَقــائعَ منــه فـي العـدا وحـروبُ
وَلَــم يَرتحــل عــافيهِ إِلّا وعنـده
جنينـــة رحـــلٍ ضـــخمة وجنيــبُ
وَهـاك وحيـد العصـرِ غـرّاء لم يكن
بِهــا مـن ذميمـات العيـوب عيـوبُ
دَعَوتــك للإنجــازِ والفسـح مُعلنـاً
وَأَنــت لــداعيك اللجــوج مجيــبُ
وَقلـتُ لظنّـي مـا الترحّـل أَو مـتى
فَقـــال تـــأهّب إِنّـــه لقريـــبُ
وَلَــم أَطلـب الفسـحانَ منـك تملّلا
وَهــل يَملُــل الخـلّ الأديـب أديـبُ
وَلكــنّ لـي أَهلـون فـارقت أرضـَهم
وَفـي القلـبِ مِـن خوف الفراق وجيبُ
إِذ اِفتَرقــت أَجســادنا وتباعــدت
تَلاقـــت قلـــوبٌ بيننــا وقلــوبُ
فَجُــد لـيَ بِالفسـحانِ منـك تكرّمـاً
لَعلّـــي إِليهـــم بِالســرور أَأوبُ
موسى بن حسين بن شوال.شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).له ديوان شعر مطبوع.