
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا غنّيـــا بالعامريــة واِطــربِ
وَهـاتِ لنـا شـرح اللـوى والمحصّبِ
وَجدّد لنا عصرَ الصبا واِرث ما مضى
وَخُـذ فـي أغاريـد النشـيد وشـبّبِ
أغاريـد مـن شـعرِ الوليـدِ وجرولٍ
وَغيلان والمجنــون وابـن المقـرّبِ
فَإنّي رأيتُ اللهوَ عذباً لدى الهوى
وَمَهمـا يَكُـن مِـن ديدن الحبّ يعذبِ
وَيــا عــاذلاً مهلاً ورفقـاً لمـدنفٍ
مَــتى يلحـه اللّاحـي يحـنّ وينحـبِ
فَمـا حيلَـتي في سؤلِ قَلبي أَأَنثَني
أغنّــى بِأَســما أَو أغنّـى بزينـبِ
أَلا إِنّمــا كلتاهمـا صـارتا غـداً
عـذاباً لقلـب المسـتهام المعـذّبِ
فَهــاذي لهــا نصـفٌ ونصـف لهـذهِ
أَلا فـاِعجبي يـا نفـسُ كـلّ التعجّبِ
فَنصــفٌ غـدا فـي ظعـن حـيٍّ مشـرّق
ونصــفٌ غـدا فـي ظعـن حـيّ مغـرّبِ
وَكـم ظـاعنٍ فـي الظـاعنينَ مقـوّض
مـن الربـعِ فـي سوداءِ قلبي مطنبِ
وَســاقية تســقي بكــأسٍ وَقولهـا
أَلا صـل الصـهباءَ في الكأسِ واِشربِ
تُــدير علينــا قهـوةً ذات نشـوةٍ
مِـنَ الخمـرِ لَـم تُمزَج بماءٍ فتقطبِ
وَتَحسـبها إِن نضـّت الكـأس كوكبـاً
مِـنَ التـبرِ يَسـعى للنـديم بكوكبِ
إِذا مـا أَدارت كأسـَها الخمر مرّةً
ثَنتــه بِمعســولِ المجاجـةِ أشـنبِ
وَتَســمح لـي مـن ظلّهـا ورضـابها
بِـأبرد مِـن مـاء الغمـام وأعـذبِ
وَإِن رمــت تقـبيلاً لِعقـرب صـدغها
حَسـبت لهـا فـي القلبِ لسعة عقربِ
لَهـوتُ بهـا أيّـام لا الـدهر عابسٌ
وَلا مســرحُ اللـذّات فينـا بمجـذبِ
وَإِذ أنـا غربيـب الذوايبِ إن رنت
إِلـى الخـرّدِ الـبيض نـادت بمرحبِ
بلــوتُ وفتّشــتُ الأنــامَ جميعهـم
وَجرّبـت مِنهـم كـلّ مـن لـم يجـرّبِ
وَأصـبحتُ أقـرى فـي قبيلي ومعشري
مـنَ الغيبِ ما لم يقر قلبي ويكتبِ
ولا غــروَ إِن كــانت محـل محلـتي
وَقَـد صـغرت مـن عظـمِ شأني ومذهبِ
فَـإِنّ رسـولَ اللّـه قـد حـلّ بعدما
تمنّتـــه أمصــارُ البلاد بيــثربِ
ولمّـا رَأيـتُ الـدهرَ يَقـرع سروتي
وفـــرّق أَحبــابي وكــدّر مشــربِ
رَحلت مَطايا العزمِ في صحصحِ الدجا
إِلــى ملـكٍ يَنمـو إلـى آل يشـجبِ
إِلــى ملـكٍ مِـن آل نَبهـان شـكلهُ
مَـدى الـدهرِ في الأملاكِ عتقا مغرّبِ
إِلـى كـوكبِ العليـا فلاح بن محسن
إِلـى بـدرِ قحطـان إلـى شمس يعربِ
فَأَضـحى رَجـائي فيـه يرعى مسارِحاً
بــروق يــروض للســماحةِ مخصــبِ
وَأطلقــت أَبكـارَ المـدائحِ كلّهـا
وَخــالعت منّــي هبــة المتــأهّبِ
وَأَصـبحتُ مِـن بيـن البريّـة واثقاً
بِأفصـح مِـن سـحبانَ نطقـاً وأخطـبِ
وأسـمح مـن كعـب زمانه في الندا
وأفــرس مـن زيـد الجيـاد وأدربِ
وَأشــرق مِـن شـمسِ البلاد وبـدرها
وَأثقــل مِـن قـدس ورضـوى وكبكـبِ
تُنــاط العلا منــه بـأروع ماجـدٍ
كريـمِ الأيـادي حـول القلـب قلّـبِ
إِذا نحـنُ آسـنّا سـنا بـرق جـودهِ
وَشـمناه شـِمنا صـادقاً غيـر خلّـبِ
هِزبــر ولا غابــات غيــر عواسـلٍ
مراكبـــهُ فيهــا أَســنّة قعضــبِ
أَلا أيّهـا الشـعر الّـذي أَنا قائلٌ
وَمبتــدعٌ فــي نظمــهِ المــتركّبِ
هَنيئاً لـك الكفـؤ الّـذي أنت لايق
بِـه فـأجزن فـي كـلّ شـرق ومغـربِ
وَطــالَ بـهِ فـي كـلّ دسـتٍ ومحفـلٍ
وجـرّر ذيـولَ التيهِ والعجب واِسحبِ
إِليـكَ أَبـا سـلطان كـم هجرت وكم
سـَرت بـي أمون السير في كلّ سبسبِ
وَهـاكَ مـنَ الشـعرِ الغريـبِ غريبه
أتَـت مـن غريـبٍ ليـس هـو بيغـرّبِ
أتـاكَ وصـرف الـدهرِ يعـرف عضـوه
ويلبســه مــن خطبـه ثـوب غيهـبِ
وَلـم يـر بعـد اللّـه إلّاك ناقـداً
لَـه مِـن شـبا ظفـر ونـاب ومخلـبِ
موسى بن حسين بن شوال.شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).له ديوان شعر مطبوع.