
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمِــن ذكــر أطلالٍ خلــت وتعفــت
جفونـك بالـدمع الهتـون اِسـتهلّتِ
أم الوجـد مـن تذكار أيّامك الّتي
مضــت بشاشــات الصــبا وتــولّتِ
زمــانٌ بــه كـانت أميـمُ مقيمـةً
علـى العهـد لـم تهجر ولم تتفلّتِ
فيـا ليت شعري إِذ بها شعب النوى
أكــان شــجاها أنينـا أم تفلّـتِ
بعثنــا إِلَيهـا بِالسـلام فَأَمسـكت
وضــنّت علينــا بالســلامِ وشــحّتِ
من البيضِ ما من عرصة الدار فوّضت
إلـى الـبينِ إلّا فـي فـؤادي حلّـتِ
تحــاكي قضـيبَ الخيـزران تهزّعـا
إِذا هـي ماسـت فـي الخطـا وتثنّتِ
تجلّـت لنـا بيـنَ القبـابِ وَأسفرت
كبــدرٍ تجلّــى أو كشــمسٍ تجلّــتِ
فَيـا للهوى يوم اِلتقينا ويا لها
فتــاة أماســت بالــدلال وأحيـتِ
أَذوب جــوىً فــي حبّهـا وودادهـا
وإن صــرمت بـالهجر حبلـي تثبّـتِ
وأخــبر عــذّالي بـأنّي وإن جفـت
وصــدّت لأفــديها بروحـي ومهجـتي
وَأسـتعذب التعـذيب فـي حبّها ولو
أَطـالت لـيَ التعـذيب مـدّة عيشتي
وَأســأل ربّــي أن يحــطَّ ذنوبهـا
وخفّفـت عنهـا مـن دمـي واِسـتحلّتِ
أَرى حبّهــا فرضــاً علــيّ وســنّةً
أراعيهـا مـن قبـل فرضـي وسـنّتي
وَلَـم أنـس منهـا موقفاً حين ودّعت
غــداة ركـاب الحـيّ للـبين زمّـتِ
غـداةَ اِنثنـت تَبغي وداعي وأظهرت
كآبتهــا خـوف اِنـتزاحي وفرقـتي
جَـرى دمعُهـا مـن فـوق وردة خدّها
فأَســعر فـي أحشـاءِ نـاراً تلظّـتِ
وقـد كـان من فرط الغرام يذيبها
توقّــد أنفاســي وإحـراق لوعَـتي
ظللـت أذيـلُ الـدمعَ والعيس واقف
بركبانهـا مـا ينقضـي فيض عبرتي
أرائم أسـرارَ الغيـوب وما اِنطوت
عليــه ليــاليه ومـا قـد أحلّـتِ
فَـإن تسـألن عنهـا فسـلني فإنّني
خـبيرٌ بمـا فـي اللـون خصّت وعمّتِ
سأوضــح الصـدق فـي منطقـي ولـو
أقيمـت علـى رأسـي السـيوف وسلّتِ
وَلـولا اِهتمامي ما اِنفردت بوحدتي
وَلَـو كَثُـرت بيـنَ الأقـارب غربـتي
وَكـم هـذّبتني النائبـات وأشـحذت
شـبا نجـدتي واستخرجت نار لوعتي
رَأيـتُ بنـي الأيـام ليسـت طباعهم
تعـــاج بميثــاقٍ وعهــدٍ مــؤقّتِ
همُ سايروا الدنيا وداروا مدارها
وجـدّوا جميعـاً عنـدها حيـن جـدّتِ
يـدينون لـي بـالودّ إن هيَ أقبلت
ويحتملــون البغــض إن هـيَ ولّـتِ
وَمـا منهـم حـاولت فيمـا أريـده
وروض حيــاض الــبرّ إلّا اِضــمحلّتِ
وَأحسـن مَـن حـاكى الغمـام بقطرهِ
ريــاض يمينــا إِذ رنــت وتشـتّتِ
ريـاض سـقتها السـايرات فَـأَزهرت
كَمائمهــا بــالنور منهـا وفتّـتِ
وفـاح العـرارُ الغـضّ نشراً كأنّما
خلاقُ عــرار فيــه بالنشــر مـرّتِ
جـوادٌ إِذا اِستسـقيت منـه روائحاً
فعمّــت شــآبيبُ النــوالِ وســحّتِ
يَـــروح بعـــرضٍ وافــرٍ متجمّــعٍ
ويضــحى بمــالٍ بالعطايـا مشـتّتِ
فـتىً صـحبَ الـدنيا بنفـسٍ عزيـزةٍ
تقلّــدَ سـيفَ الحـزم مهمـا تـولّتِ
وعـمّ خميـس الحربِ في حومةِ الوغا
إِذا ســُعّرت نــار الحـروب وشـبّتِ
وَلـو سـَمِعت أسـدُ العريـنِ ببأسـهِ
وَســطوتهِ تحــتَ العجــاج لــذلّتِ
لَـه رايـةٌ في المجدِ سامكة الذرى
سـَمت فـي معاريـج السما واِشمخرّتِ
تحيّــرت الأوهـامُ فـي كنهـهِ وقـد
نبــت أَلسـُن الأفكـارِ عنـه وكلّـتِ
وَلـو قيسـت الـدنيا جميعاً بظفره
لقلّــت إذاً عــن ظفـره واِسـتحطّتِ
أَبـا الطيب طابت منك فينا شمائلٌ
بهــا أوجـه الأيّـامِ طـابت وشـبّتِ
وَصـارت أقـاليمُ المماليـك بعدما
سـحت صـعبة الظلمـا بها واِدلهمّتِ
ولا غــروَ إِن زارت ملائكـة السـما
جنابــكَ بِالتســليمِ منهـا وحيّـتِ
وغيـر كـثير دانـت أنجـمُ السـما
إِليــك ودانــت بالســجود وخـرّتِ
موسى بن حسين بن شوال.شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).له ديوان شعر مطبوع.