
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمــن مربــع بالسـفحِ أَقـوت ملاعبـه
وأصــبحَ فــي مغنــاه ينعـبُ نـاعبُه
عَفــى غيــر مشــجوجِ القـذالِ وأَورق
أَقــامت كمثـلِ الـورق منـه مناصـبُه
وَأَضــحت بــه بعـدَ الخليـط أوانسـاً
ربـــاربه مُـــذ فــارَقته ربــارِبُه
فكــم فيـه قـد جـرّرتُ ذيـلَ شـَبيبتي
وكــم رامقَتنــي بــالودادِ كَـواعِبُه
وَأغيــد معســول المراشـفِ لـم يـزل
يُعــاتِبُني عنــد اللّقــا وَأُعــاتبُه
شــرحتُ لــه حـالي ومـا قـد لقيتـهُ
غَــداةَ بــهِ للــبين جــدّت ركـائبُه
وَخــــاطبتهُ مســــتخبراً فَتكشـــّفت
ســرائرهُ مــن حيــث كنــتُ أُخـاطِبُه
حَــبيبٌ إِذا حــاولتُ تَقبيــلَ صــدغهِ
قَضـت لسـعها فـي القلـبِ منه عقارِبُه
ثلاثٌ علـــى غصـــن وَدعـــص بــروده
وتطــوى علــى ليــلٍ وصــبحٍ جلاببُـه
أَغــــار عليــــه مـــن قلائدهِ إذا
تحلّـــت بهـــا لبّـــاته وترائبُــه
فَيــا حســنهُ لمّــا مَشــى متهزّعــاً
وَقَـد مـاس فـي بردِ الصبا وهو ساحِبُه
يحــاكي نهــارُ الوصــلِ غـرّة وجهـهِ
وَيشــبه ليــل الهجـر منـه ذوائبُـه
وَيثقلــه عنــد النهــوضِ إذا نَــوى
قيامــاً ركيـم الـردفِ حيـن يجـاذبُه
أَلا أَيّهـا الظـبيُ الّـذي قـد أَذاقَنـي
هَــوى كأسـهِ لا يسـأم السـقم شـارِبُه
أَمـا قبلـة لـي منـك أطفـي ببردهـا
مــن الوجـدِ جمـراً مُحرقـات لـواهِبُه
أَرى النـاس شـتّى فـي الطبـاعِ وإنّما
طبــاعُ الفـتى تنقـادُ ممّـن يصـاحبُه
فَلا تغــترر بِالنــاس واِخـتر أبرّهـم
فَليــس يســاوي صـادق الـبرّ كـاذبُه
وَكــم ألّ قفــر ظـنّ مـاء جَـرى وكـم
تَـــراءت لمقبـــاسِ الظلامِ حبــاحبُه
وَقَـد يعـرفُ الأيّـامَ مَـن كـان دائمـاً
تُســـــالمه أيّــــامهُ وتحــــارِبُه
وَتفــرضُ عــذب العيـشِ كرهـاً مورّعـاً
للـــذّاته مـــن ودَّعتـــه شــبائِبُه
يُنـــاهبني صــرف الزمــان فإنّمــا
ظفــرتُ بــه مــن عيشــتي وأنـاهبُه
فَليــت حياهــا ســاعَفتني وســاعَدت
بِمـا أنـا مـن صـعب المطـالب طالبُه
أرانــي أُمنّــي النفــسَ منّـي تعلّلاً
بِعيــش مَضــى عنّــي وفـاتَت أطـايبُه
وَآمـــلُ فضــلاً ليــس يــدرك كــونه
وَهـل ردّ شـخب الضرعِ في الضرع حالبُه
وَمبتســـم أَحـــوى يزيـــد تبســّماً
بـهِ كـلّ أحـوى يسـكبُ الـدمعَ سـاكبُه
تبســـّم مفـــترّاً وحمحـــمَ باكيــاً
وَجُنــح الــدجى مســترخيات غيـاهِبُه
يســـحّ ويهمـــي مســـتهلّاً كأنّمـــا
أَكـــفّ فلاح قَـــد حَوتهــا ســحائِبُه
جــوادٌ إِذا مـا المـزنُ أَمسـكَ قطـره
عــنِ النـاسِ أَغنـت ممحليـه غيـاهِبُه
أَقـام حـدودَ العـدلِ فـي الملـكِ آنس
أباعـــدهُ فـــي عـــدلهِ وأقــاربُه
وَفـرّق مـا يحـوى مـنَ المـال واهبـاً
وَمــا مسـّت الـدينار يومـاً رَواحِبُـه
حلائلـــه عـــزّ المحامــدِ وَالثنــا
مَـتى مـا يُحالـل والمعـاني حبـائِبُه
صــروفُ الليـالي تَقتضـي مـا يريـده
كـــأنّ الليــالي كتبــهُ وَكتــائبُه
وَمـا فـي سـماهُ اِستسـرق السمع ماردٌ
مِــن الخلــقِ إلّا اِسـتوعرته كـواكبُه
وَلَــو أَنّــه أَلقــى وأَرســل بطشــهُ
على الدهرِ ما في الناس نابت نوائبُه
ســَحابٌ علــى العــافي يصـبّ هبـاته
وَتَنصـــبُّ منـــه لِلبغــاةِ مصــائبُه
وَكـادَت علـى الأعـداءِ مِـن غيـرِ ضاربٍ
تَصـــول عـــوالي ســمره وقواضــبُه
أســاحب ذيــلَ المَكرُمـات ومَـن عَلـت
مَراتــب أربــابِ المَعــاني مَراتِبُـه
ســَعيتَ لِكســبِ المجـدِ سـعياً موفّقـاً
أَوائلــــهُ مَحمــــودةٌ وَعَــــواقِبُه
وَجـــردتَ لِلأعـــداءِ ســَيفاً مهنّــداً
مِــنَ العـزمِ عضـباً ماضـيات مضـارِبُه
وَلا فخـــرَ إلّا أَنـــت لابـــسُ بــردهِ
وَلا حمـدَ إلّا أَنـت فـي النـاسِ كاسـبُه
موسى بن حسين بن شوال.شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).له ديوان شعر مطبوع.