
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســتبدي خفيّــات الأمـورِ العـواقبُ
وَيظهــرُ مِــن سـرّ الغيـوب عجـائبُ
فَمــا لــي وَللأيّـام فيمـا أريـده
تُغـــالبني فــي كــونهِ وأغــالبُ
وَأَصـبو إِلـى بكـرِ المحامدِ والعلا
إِذا أَلجـأت غَيـري مـن الغيد كاعبُ
وَأركــب عيــسَ المشــكلاتِ تبرّعــاً
إِذا لَــم يكـن لـي غيرهـنّ مراكـبُ
عَلـى أنّنـي مِـن حيـث سارَت رَكائِبي
أُنـاهب فـي كسـبِ الثنـا من يناهبُ
دَعَتنــي بنــاتُ المَكرُمـاتِ وإنّنـي
لَفـي وَصـلِها ذيـل المفـاخر سـاحبُ
فقمــتُ لَهـا فـي الأكرميـنَ ملبّيـاً
أراضــي معـاً فـي ذاتهـا وأغاضـبُ
أَبـت لـي عـنِ التقصـيرِ نفـسٌ أبيّةٌ
لَهـا فـي اِرتكـابِ المُشـكلات مطالبُ
ســــَتعرف أملاكُ البلادِ صــــنائعي
أَعاجمُهــا فــي ملكهــا وأعــاربُ
تــوقّلت أَطـواد المعـاني وَأرقلـت
بِرحلـي مِـن عضـبِ المَعـالي مخـالبُ
وَشــيّدتُ فــي آل العتيـك منـابراً
مِـنَ المجـدِ مـا حفّـت بهنّ المسالبُ
وَلَـــم أكُ بِـــالآلاءِ مُكتفيــاً وإن
سـَمت وَعَلـت لـي فـي العتيكِ مناسبُ
وَمـن جـدّه نبهـانُ يـا وجـه عـدرة
إِذا لـم تطـل بِالعفوِ منه المناقبُ
حَرسـت سـماءَ المجـدِ مـن كـلّ ماردٍ
فَمــا مــرّ إلّا وَاِرتمتـه الثـواقبُ
وَسُســتُ أُمــورُ العــالمين سياسـةً
بهـا الآن عـادت للزمـان الشـبائبُ
سياســة عــدلٍ قـطّ مـا حـلّ حـادثٌ
مِـنَ الجـورِ فيهـا لا ولا نـاب نائبُ
وَطـرّزتُ ملكـي مـن عُمـان ولـم يكن
طــراز لــه إلّا القنـا والقواضـبُ
وَقــارعتُ عنهــا كــلّ ملـك متـوّج
تُحيـط بـه مـن حيـث حـلّ الكتـائبُ
وَذدت العِــدا عَـن ملكهـا بجحافـلٍ
تصـبّ علـى الأعـداء منهـا المصائبُ
أَيـا مالـك يـا نجـلَ سلطان والذي
لـه اللّـه إقليـد الرياسـةِ واهـبُ
وَمَـن ضـاقَ عَـن تكييـفِ عظمـةِ شأنهِ
مشــارقها حيـثُ اِنتَهـت والمغـاربُ
فَهـذا علـى الإِقبـالِ بنتُ العلا أتت
وأَنــت لَهــا دونَ البريّــة خـاطبُ
أَتتـكَ وَنجـمُ السـعدِ بالسـعد طالعٌ
عَليـك وَنجـمُ النحـسِ بـالنحس غاربُ
أَمـا بعـد إِنّـي قَـد فهمـت مقالـةً
أَتـت مِنـكَ فيها المحكمات الغرائبُ
مَقالـة صـدقٍ محضـة اللّفـظِ صـاغها
وَقوّمهــا مِــن آلـة العقـل قـالبُ
فلمّــا أَتَتنـي قمـتُ للطـرس آخـذاً
وَقــد صـافحته باليـدين الرواحـبُ
وَأَظهـرتُ مـا بيـنَ الملا فَرَحـي بها
وقـامَ بـه فـي الدسـت يخطـب خاطبُ
وَقولُــك فيمــا قلــت إنّـك شـاكرٌ
لِفعلــي وَإنّ الشــكر لا شـكّ واجـبُ
فَهــذا أقــلّ النفـع منّـي وإنّنـي
مَـدى الـدهرِ دون الخلق فيك لراغبُ
وَإِن شـئتَ فاِضـرب بـي تَجدني مهنّداً
تقطّـع ريـب الـدهر منـه المصـائبُ
كَــذا مَــذهبي للأصــفياء وإنّمــا
لكـلّ اِمـرئٍ مـن حيـث يسـعى مذاهبُ
وَإنّ وفــاءَ العهــدِ منّــي ســجيّةٌ
مآكلهــا لــي عذبــةٌ والمشــاربُ
إِذا كنـت قَسـمي فـي الملوكِ فإنّني
لــراضٍ ومـا لـي فـي سـواك مـآربُ
إِذا أَشـرقت شـمسُ النهـار لنـاظري
فَلســتُ أُبـالي أن تغيـبَ الكـواكبُ
وَلـي فيـكَ ودّ قـطّ ما اِنشقّت العصا
لَــديه ولا بــالت عليـه الثعـالبُ
وَكـم حاسـد لي فيك مِن قبل قد سَعت
أَفــاعيه فيمـا بيننـا والعقـاربُ
فَما اِنعاج لمّا أَن صفى الودّ بيننا
عَلـى الرغـم إلّا وَهـو في ذاك خائبُ
موسى بن حسين بن شوال.شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).له ديوان شعر مطبوع.