
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا هـل فتحـت مـن الشـوق بابا
وخـاطبت مـن لا يطيـق الخطابـا
فمــا مـن ملامـك طـارحت رشـداً
ولا أَنـت فيـه اِهتـديت الصوابا
فــدع ذا الملام فــبرّك عنــدي
أراه بمــاء العقــوق مشــابا
ودعنــي وحبّــي لأســما فــإنّي
أرى حبّهــا مـذهباً لـن يعابـا
خـذ الحـزم يـا صاح في كلّ أمر
تجشـــّمته صـــحبة واِرتكابــا
وإيّــاك صــحبة خــلّ إذا مــا
غــدرت بــه المهمــات هابــا
وخالـل فـتى الـودّ عنّا إِذا ما
دعـــوت لأمــر عظيــم أَجابــا
يُواليــك فــي كـلّ أمـرٍ وطـورٍ
يقاســمك الكـأس شـهداً وصـابا
ثبــوت لعهــدك إن غبــت عنـه
فعهـدك لـو غبـت مـا عنه غابا
فمـا كـلّ ذي صـحبة في البرايا
يســرّ المصــاحبَ فيمـا أصـابا
فَكــم واردٍ فــي السـراب مـاءً
ولــم يلــق ذلــك إلّا ســرابا
ولُــذ بالمليــك عــرار سـليل
فلاح إذا أنــاب الــدهر نابـا
فَــــــذلك للمســـــلمين ملاذٌ
إِذا الـدهرُ أَنشـب ظفـراً ونابا
مليــك إِذا مــا تجلّــى بدسـتٍ
رأيـــت الجلال عليــه حجابــا
تمنحــه إِن شـئت فـي كـلّ أمـرٍ
تجــده أعــزّ الملــوك جنابـا
وإِن أَنــت كيّفتـه كـان فـي ال
كــونِ غَيثــاً وليثــاً مهابــا
تقـود إِلـى الوفـدِ فـي كلّ يوم
جمـــالاً ضــخاماً وخيلاً عرابــا
سـحاب النـدا وَالعطـا من يديه
تجلجـل يـوم النـوال السـحابا
وَأَسـلو هواهـا وَقـد صـار لحمي
طعامــاً إِليــه وَمــاء شـرابا
وَإِنّــي وَإِن عــذبتني اِعتمـاداً
لمسـتعذب فـي هواهـا العـذابا
وَكـم لـي مِـن لَوعـةٍ قـد شكاها
فـؤاد علـى لاهـب الجمـر ذابـا
هــيَ الشــمسُ لكنّمـا هـي شـمسٌ
تجــلّ الخيـام معـاً والقبابـا
فَمــا رقرقــت لحظهـا قـطّ إلّا
بِأســهمهِ فــي فــؤادي أصـابا
تُريـك سـنا البدرِ منها إذا ما
أَزالـت هنالـك عنهـا القبابـا
فَفـي الحـرّ تشـبه كـانون طبعاً
وَتُشــبه فـي زمـن الـبردِ آبـا
إِذا أَنـا قبّلـتُ لـم أَدر طلعـاً
أقبِّــلُ أَم لؤلــؤاً أم حبابــا
أَغـارُ علـى نـاعمِ الجسـم منها
إِذا هـيَ أَلقـت عليـه الثيابـا
وَأحســدُ عـودَ البشـام إذا مـا
تَرشـّف مـن ثغـر فيهـا الرضابا
فيـا فـوزه إِذ جـرى فـي لماها
وقبّـل منهـا الثنايـا العذابا
وَليــل سـرَينا بـه وهـو فيمـا
رَأيناه في الكون يحكي الغرابا
كــأنّ النجــوم مصــابيح رتـب
تلألأن ثحثجـــــة واِضــــطرابا
كـــأنّ الســـماء صــحيفة رأس
تطـاردُ فيـه المشـيب المشـابا
وَقـــد ملّــت اليعملات ســراها
فلـم يـترك السـير فيها هبابا
بداويّــة مــا بهـا مـن أنيـسٍ
يــؤنس مـن مـرّ فيهـا الإيابـا
غمــام تَجلجــل بـالجود غيثـاً
حكـى الغيـث جلجلـه واِنسـكابا
وَلـولاه مـا أشـرق الملـك وجها
وَلا الـدهر بـشّ ولا العيـش طابا
أحــاط ســماءَ المعـالي بعـزم
مـنَ الصـارمِ العضب أمضى ذبابا
سـَجاياه فـي الناس كافت فكانت
علــى مســتحقّ العقـاب عقابـا
أَقــام لأهــلِ النكــال نكـالا
وأهــدى لأهــل الثـواب ثوابـا
إِليـك ابـن نبهـان جـاءت تخـطّ
علـى الطـرق مثل الكتاب كتابا
إِذا جـرّرت فـي الطريـق سـطوراً
رأيــت المــداد دمـاً ولُعابـا
أَنــت اِصـطفتك اِختبـاراً وحلّـت
جَميـع الـورى جفـوة واِجتنابـا
وَجــاءت لركـب للقيـاك جـاؤوا
عمــار البلاد معــاً والخرابـا
وَلــولاك مـا فـارقوا قـطّ أهلاً
وَمـا أَزمعـوا رحلـةً واِغترابـا
فَشـكراً لـك اليوم لا الجود ودّي
ولا مُرتجــي فيــض كفّيـك خابـا
موسى بن حسين بن شوال.شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).له ديوان شعر مطبوع.