
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عاصمُ بن عمروِ بن مالك التَّميميّ، شاعرٌ مُخضرم، توفِّيَ بعد 15هـ/ 636م. هو أحَدُ زعماء بني تميمٍ وشعرائها، وأخو القائدِ الشهير القعقاعِ بن عمرو، ومن قادةِ المُسلِمين في فتوح العراقِ وبلادِ فارس، شَهِد حروبَ الرِّدّة مع خالد بن الوليد، وبرزَ دورُه في معركة القادسيّة وأبلى فيها بلاءً حَسَنًا. وهو من شعراء الفتوحِ؛ فقصائدهُ تتمَحْوَرُ حولَ وَصْف المعاركِ والفتوحاتِ والفخر بالانتصاراتِ.
عَمْرُو بْنُ الحارِثِ بْنِ مُنَبِّهٍ النِهْمِيّ، اشْتُهِرَ بِاِبْنِ بَرّاقَةَ نِسْبَةً إِلَى أُمِّهِ، وَهُوَ مِنْ قَبِيلَةِ نِهْمِ الهَمْدانِيَّةِ، مِنْ الشُّعَراءِ الصَّعالِيكِ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَقَدْ عُرفَ بِالشَّجاعَةِ وَالفَتْكِ وَكانَ مِنْ عَدّائِي العَرَبِ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ المُقِلِّينَ، أَشْهَرُ شِعْرِهِ مِيمِيَّتُهُ الَّتِي مَطْلَعُها: (تَـقُـولُ سُلَيْـمَـى لا تَعَـرَّض لِتَلْفَـةٍ وَلَيْلُكَ عَنْ لَيْلِ الصَّعالِيـكِ نائِمُ)، تُوفِّيَ بعدَ السَّنةِ الحادية عشرةَ للهِجرةِ.
الحُطَيْئَةُ هُوَ جَرْولُ بنُ أَوسٍ العَبْسِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ، وَهُوَ راوِيَةُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَعدّهُ ابنُ سلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ في طبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ، وكانَ مِنْ أَكْثَرِ الشُّعَراءِ تَكَسُّباً بِشِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْجَى الشُّعَراءِ القُدامَى؛ فقد هَجا أُمَّهُ وَأَباهُ وَهَجاً نَفْسَهُ، وَقَدْ سَجَنَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ لِهِجائِهِ الزِّبرِقانِ بنِ بَدْرٍ، أَدْرَكَ خِلافَةَ مُعاوِيَةَ بنَ أبيِ سُفْيانَ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 45هـ/ 665م.
قُطْبَةُ بْنُ أَوْسٍ، وَيُلَقَّبُ بِالحادِرَةِ أَوْ الحُوَيْدِرَةِ وَمَعْناهُ الضَّخْمِ، مِنْ قَبِيلَةِ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدٍ، وَهُمْ بَطْنٌ مِنْ غَطْفانَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مُقِلٌّ، أَشْهَرُ قَصائِدِهِ قصيدتُهُ العَيْنِيَّةُ ومَطْلَعُها (بَـكَــرَتْ سُـمَــيَّةُ غُدْوَةً فَتَـمَـتَّعِ / وَغَـدَتْ غُـدُوَّ مُـفــارِقٍ لَمْ يَرْجِـعِ) وَقَدْ اخْتارَها المُفَضَّلُ الضَّبِيَّ ضِمْنَ المُفَضَّلِيّاتِ، عُرِفَ بِمُهاجاتِهِ مَعَ زَبّانَ بْنِ سَيّار الفَزارِيّ، وَلا يُعْرِفُ تارِيخُ وَفاتِهِ إِلّا أَنَّ أَخْبارَهُ تُشِيرُ إِلَى أَنَّهُ عاشَ فِي أَواخِرِ العَصْرِ الجاهِلِيِّ.
الخَنْساءُ هِيَ تُماضِرُ بِنْتُ عَمرٍو بنِ الحارِثِ بنِ الشَّرِيدِ، مِن بَنِي سُلَيمٍ، شاعِرَةٌ مُخَضْرَمَةٌ، عاشَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَتْ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَتْ، وَوَفَدَتْ عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مع قومِها، فَكانَ الرسول يَسْتَنْشِدُها وَيُعْجِبُهُ شِعْرُها، اشْتُهِرَتْ بِرِثائِها لِأَخَوَيْها صَخْرٍ وَمُعاوِيَةَ اللَّذَيْنِ قُتِلا فِي الجاهِلِيَّةِ، وَتُعَدُّ الخَنْساءُ أَشْهَرَ شاعِراتِ العَرَبِ، تُوُفِّيَتْ نَحْوَ عامِ 24ه/645م.
لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مالِكِ بْنِ جَعْفَرَ بْنِ كِلابٍ، مِنْ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، مِنْ شُعَراءِ الجاهِلِيَّةِ وَفُرْسانِهِمْ وَأَشْرافِهِمْ، وَكانَ كَرِيماً نَذَرَ أَلّا تَهُبَّ الصَّبا حَتَّى أَطْعَمَ وَنَحَرَ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، وَتَرَكَ قَوْلَ الشِّعْرِ بَعْدَ إِسْلامِهِ إِلّا بَيْتاً واحِداً، وَهُوَ مِنْ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ وَأَحَدِ المُعَمِّرِينَ عاشَ مِئَةً وَخَمْساً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، سَكَنُ الكُوفَةَ بَعْدَ إِسْلامِهِ وَتُوُفِّيَ فِيها حَوالَيْ سَنَةِ 41 هـ المُوافِقَةِ لِسَنَةِ 661م.
حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م.
دُرَيدُ بْنُ الصِمَّةِ بْنِ الحارِثِ بْنِ مُعاوِيَةَ، يَعُودُ نَسَبُهُ إِلَى هَوازِنَ مِنْ قَيْس عَيْلانَ، كانَ سَيِّدَ قَبيلَتِهِ بَني جُشَمَ وَشَاعِرَهُم وَفارِسَهُم، وَقد خاضَ مِئَةَ غَزْوَةٍ ما أخفقَ بِواحِدَةٍ مِنْها، وَفَقَدَ إِخْوَتَهُ الأَرْبَعَةَ فِي وَقْعاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ فَرْثاهُمْ، وَأَشْهَرُهُمْ عَبْدُ اللهِ الَّذِي رَثاهُ بِقَصِيدَتِهِ الدالِيَةِ (أَرَثَّ جَـدِيــدُ الْحَـبْــلِ مِنْ أُمِّ مَعْـبَـدِ / لِعَـــاقِــبَــةٍ أم أَخْـلَفَــتْ كُـلَّ مَـوْعِــدِ) وَعُمِّرَ دُرَيْدُ طَوِيلاً فَقِيلَ إِنَّهُ عاشَ مِئَتَيْ عامٍ أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، وَقُتِلَ فِي مَعْرَكَةِ حُنَينٍ إِذْ أَخْرَجَهُ قَوْمُهُ تَيَمُّناً بِهِ، فَماتَ عَلَى شِرْكِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي السَّنَةِ الثّامِنَةِ لِلهِجْرَةِ.
قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ، مِن قَبِيلَةِ الأَوْسِ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ، نَشَأَ يَتِيماً إِذْ قُتِلَ أَبُوهُ وَجَدُّهُ وَهُوَ صَغِيرٌ، فَلَمّا بَلَغَ أَخَذَ بِثَأْرَيْهِما، وَكانَ فارِساً شُجاعاً شَهِدَ عَدَداً مِنْ الوَقائِعِ بَيْنَ الأَوْسِ وَالخَزْرَجِ، وَأَكْثَرَ شِعْرِهِ فِي يَوْمِ البُعاثِ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ المُقَدَّمِينَ فِي الجاهِلِيَّةِ قَدَّمَهُ بَعْضُ الرُّواةِ وَعُلَماءُ الشِّعْرِ عَلَى حَسّانَ بنِ ثابِتٍ، وَهُوَ مِن طَبَقَةِ شُعَراءِ القُرَى فِي طَبَقاتِ ابنِ سَلامٍ. وقد قَتَلَهُ قَوْمٌ مِنْ الخَزْرَجِ بَعْدَ يَوْمِ البُعاثِ فِي حَوالَيْ السَّنَةِ الثّانِيَةِ قَبْلَ الهِجْرَةِ.
خِداشُ بنُ زُهيرٍ، مِن قَبيلَةِ عامِرِ بنِ صَعصعَةَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِن أشرافِ قومِهِ وفُرسانِهم، شَهدَ حربَ الفِجارِ ولهُ فِيها أخبارٌ، وهو شاعِرٌ مُجيدٌ مُتقدِّمٌ، عَدّهُ أَبو عَمرِو بنُ العلاءِ أَشْعرَ مِن لَبيدٍ، وَهوَ مِن شُعراءِ الطَّبقةِ الخامِسَةِ عندَ ابنِ سَلَّامٍ فِي طَبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ.
هو عاصمُ بن عمرو بن مالكِ من بني عقفان، بن سويد بن خالد بن أسامة بن العنبر بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. وتميمٌ قبيلةٌ عدنانيّة كانت تسكن في نجدٍ، وتُعَدُّ جمجمةً من جماجمِ العربِ، وكانوا قبل الإسلامِ أهلَ باديةٍ كثيري الحروبِ وكانت لهم معاركُ كثيرةٌ معظمُها ضدّ قبيلة بكر بن وائل.
وأخوه القائد الشَّهيرُ القَعْقاعُ بن عمروِ التَّميميّ الذي قال عنه أبو بكر الصّدِّيق: "لَصوتُ القعقاعُ في الجيشِ خيرٌ من ألف رَجُل".
لم تذكرِ المصادر شيئًا حول نشأتِه وولادتِه إنّما جلّها عن حياتِه بعد إسلامِه، كان قائدًا فذًّا وشاعرًا مُجيدًا قضى حياتَه في الفتوحاتِ والمعارك، شَهِد حروبَ الرِّدّة مع جيشِ خالد بن الوليد رضي الله عنه منها دَومة الجَندَل 12هـ التي أهلها قد ارتدّوا وكان يرأسهُم أُكيدر بن عبد الملك والجودي بن ربيعة، ولمَّا عَلِمَ أُكيدر بمسيرِ المسلمينَ إليهم فرَّ من دَومةَ فأرسلَ أميرُ جيشِ المسلمين خالدُ بن الوليدِ رضي الله عنه عاصمَ بن عمرو التَّميمي ليعتَرِضَه فاعْتَرضه وأخذهُ ثمّ ضُرِبتْ عُنُقه، وقد حمى عاصم بن عمرو والأَقْرعُ بن حابس التَّميميّ أسرى بني كَلبٍ وقالوا إنَّهم قد أجاروهم، أمَّا باقي الأسرى من الأعرابِ فقد ضُرِبت أعناقُهم.
وقُبَيل معركةِ القادسيّة أرسله سعد بني أبي وقّاص إلى كِسْرى يزدجرد مع بعض الوُجَهاء المسلمين، ولمّا لَقِيَهم كِسْرى صار يهدِّدهم ويتوعّدهم بأنّ رُستم سيدفنهم ويغرقهم في نهر القادسيّة، ثمّ قال: من أشرفكم نسبًا؟ قال عاصم بن عمرو: أنا أشرفهم نسبًا، فأعطاه كِيسًا مملوءًا بالتّراب استهانةً بالمسلمين، لكنّ عاصم قد تفاءل به وانطلق إلى عسكر المسلمين ونثر الترابَ بينهم وقال: أَبْشِروا فقد واللهِ أعطانا اللهُ أَقاليدَ مُلْكِهم.
أمَّا دوره في القادسيّة فكان عظيمًا، إذ لَقِي المسلمون من فِيَلة الفُرس عناءً عظيمًا فأرسَلَ سعد بن أبي وقَّاص إلى عاصم بن عمرو وقال: يا معشر بني تميمٍ ألستمْ أصحابَ الإبِلِ والخيلِ؟ أمَا عندكم لهذه الفِيَلة من حِيلةٍ؟ فقالوا: بلى والله، فأمر عاصم رجالًا من قَومِه يقال لهم الثقّافة - وهم رماةٌ مَهرة – أنْ يرموا الرّكبان فوق الفِيَلة ثمّ أمرهم أنْ يقطعوا وُضنها وأذنابها ويعرّوها من التوابيت، فصارتْ الفِيَلةُ تُعْوِل وقُتِل كلُّ مَنْ كان عليها. وقال في ذلك:
أَلَـمْ يَأَتِيـكَ وَالْأَنْباءُ تَسْرِي بِمـا لاقَيْـتُ فِي يَوْمِ الزِّيالِ
وَلَمَّـا أَنْ تَزايَـلَ مُقْرِفُـوهُمْ عَصَيْنا الْقَوْمَ بِالْأَسَلِ النِّهالِ
وَعُرِّيَـتِ الْفُيُولُ مِنَ الثَّوانِي وَعُطِّلَـتِ الْخُيُـولُ مِنَ الرِّحالِ
وَلَــوْلا ذَبُّنـا عَمَّـنْ يَلِينـا لَلَـجَّ الْجَمْـعُ فِي فِعْلِ الضَّلالِ
حَمَيْنـا يَـوْمَ أَرْمـاثٍ حِمانا وَبَعْـضُ الْقَوْمِ أَوْلَى بِالْجِمالِ
وقال في معاركِه مع الفُرْس:
شَـهِدْنا بِعَـوْنِ اللهِ أَفْضـَلَ مَشْهَدٍ بِـأَكْرَمِ مَـنْ يَقْـوَى عَلَـى كُلِّ مَوْكِبِ
رَكِبْنا عَلَى الْجُرُدِ الْجِيادِ سَوابِحاً بِكُــلِّ قَنــاةٍ بَــلْ بِكُــلِّ مُقَضَّـبِ
وبعد انتصارِ المسلمينَ بمعركة القادسيّة، قَصَد عاصم بن عمرو إقليم سجستان واشْتَبَكَ مع أهلها الموالين لكِسْرى فانْتَصرَ عليهِم في أرضهِم ثمَّ تَبِعَهُم حتّى حَصَرُهم في حِصْنٍ لهم يُقال له بزرنج حتّى طلبوا منه الصُّلحَ فصالحهم بعدَ أنْ رَضُوا بدفعِ الجِزيَة.
ذكر خير الدّين الزركلي أنَّه توفّي بعد 15هـ/ 636م.
هو من شعراءِ الفتوحاتِ فقدْ أوردَ له الدّكتور النعمان عبد المتعال القاضي عِدّة أبياتٍ في معاركِه ضِدّ الفُرْس.
تناول في شِعْره وَصْف المعاركِ والفتوحاتِ ويُعَدُّ وثيقةً تاريخيّة في تسجيل أحداث ووقائع بعضَ الفتوحات.