
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا مَــن تَفَـرَّدَ فـي مَجـدٍ وفـي عِظَـمٍ
يـاراكِمَ الغَيـمِ يا مَن في الرَّقيعِ عَلا
لا تُحجَــبِ الشــَّمسُ والظَّلمـاءُ تَعقُبُهـا
حــتى بِفريــامَ نصــراً نبلُــغُ الأَمَلا
اَدُكُّ شـــائِقَ قَصـــرٍ شـــادَهُ وأَرى ال
لَّهيــــبَ يَلتَهِـــمُ الأَبـــوَابَ مُحتَملا
ودِرعَ ذِي البَطـــشِ هَكطـــورٍ أُمَزِّقُهــا
بِصـــَدرهِ ونُـــذِيقُ القَــومَ شــَرَّ بَلا
وَحــــولَهُ فِتيـــةٌ تَنقَـــضُّ ســـاقطةً
فَتكــدُمُ التُّــربَ مـن أصـحابهِ النُّبَلا
لكنَّمــا ابــنُ قُــرُونٍ لـم يَصـِل أَملاً
آوى الضـــَّحِيَّةَ لَكـــن أَثقــلَ العَمَلا
بَــل زادَ مِحنتَهُــم وَيلاً ومــا عَرَفـوا
دَعَـوا وذَرُّوا الشـَّعِيرَ الرَّافِـعَ القُبَلا
والذَّابِــحُ الذِّبـحَ أَعلـى رَأسـَهُ وكَـذا
مِــن بَعــدِ تَجرِيــدِهِ أَفخــاذَهُ عَـزَلا
بالشــَّحمِ غَشـَّى حَواشـِيها وأَتبَعَهَـا ال
أَحتســاءَ دامِيــةً مــن فَوقِهـا وَشـَلا
وأَضــرَمُوا النَّــارَ خُشــباناً مُقَطَّعــةً
ســَعِيرُها بِســَفافِيدِ الحَشــَا اشـَتَعَلا
حتَّــى إِذا ذَابَــتِ الأَفخـاذُ واجتعَلُـوا
باقي الحَشا اقتسَمُوا اللَّحمَ الذي فَضَلا
ثُــمَّ اشــتَوَوهُ وهَبُّــوا للطَّعـام ولـم
يَكُــن بِهِــم قـطُّ شـاكٍ لـم يَنَـل جُعَلا
لما اكتَفَوا قام نَسطُورُ الوَقُورُ على ال
أَقــدَام مُنتَصــِباً بــالقَولِ مُــرتَجِلا
أَترِيــذُ مَـولى المَـوَالي فَلنَهُـبَّ إِلـى
فِعـــلٍ يُخَوِّلُنــا الــرَّبُّ الــذِي فَعَلا
لِتَهِتفَـــنَّ دُعَـــاةُ الحَـــربِ جامِعــةً
لــدَى الســفَّائنِ أَبطـالَ الـوَغَى عَجَلا
ولنجَرِيَـــنَّ جَمِيعـــاً نَحــوَ فَيلَقِهــم
نَهِيــجُ فِتنَــةَ رَبِّ الحَــربِ والجَــذَلا
سليمان بن خطار بن سلوم البستاني.كاتب ووزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت، وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى مصر والأستانة ثم عاد إلى بيروت فانتخب نائباً عنها في مجلس النواب العثماني وأوفدته الدولة إلى أوربة مرات ببعض المهام، فزار العواصم الكبرى.ونصب (عضواً) في مجلس الأعيان العثماني، ثم أسندت إليه وزارة التجارة والزراعة، ولما نشبت الحرب العامة (1914- 1918م) استقال من الوزارة وقصد أوربة فأقام في سويسرة مدة الحرب، وقدم مصر بعد سكونها.ثم سافر إلى أميركة فتوفي في نيويورك، وحمل إلى بيروت.وكان يجيد عدة لغات.أشهر آثاره (إلياذة هوميروس - ط) ترجمها شعراً عن اليونانية، وصدّرها بمقدمة نفيسة أجمل بها تاريخ الأدب عند العرب وغيرهم، وله (عبرة وذكرى - ط)، و(تاريخ العرب -خ)، و(الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده -ط)، و(الاختزال العربي -ط) رسالة، وساعد في إصدار ثلاثة أجزاء من (دائرة المعارف) البستانية، ونشر بحوثاً كثيرة في المجلات والصحف.