
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمُهجَــةِ هَكطُــورَ الحَــدِيثُ مُؤَلِّمـاً
جَـرَى جَـرَى جَريَ سَهمٍ بِالمَفَاصِلِ يَنشَبُ
تَرَجَّـــلَ مُصـــطَكَّ الســِّلاحِ مُطَوِّفــاً
وَفــي يَــدِهِ ســُمرُ القَنـا تَتَلَهَّـبُ
يُشــَدِّدُ هِمَّــاتِ الفَــوَارِسِ مُنهِضــاً
عَزِيمَتَهُــم حَتَّـى انثَنَـوا وَتَصـَلَّبُوا
فَكَـــرُّوا وَلَكِــنَّ الأَغــارِقَ جُملَــةً
عَلـى صـَدِّهِمِ بـالعَزمِ طُـرًّا تَـأَلَّبُوا
فَلَـم يَـكُ فـي القَـومَينِ خَامِـلُ هِمَّةٍ
وَلَـم يَـكُ فِيهِـم مَـن يُـرَاعُ فَيَهـرُب
وعِندَ اشتِباكِ الجَيشِ بِالقُضبِ وَالقَنا
جَـرَت مُقرَبـاتُ الحَملـةِ الأرضَ تَنهَـبُ
وَقَــد كَســَتِ الإغريـقَ ثـوبَ عَجَاجـةٍ
فَتَحـتَ الخُطَـى وَقـعٌ وَمِـن فَوقُ غَيهَبُ
كـــأَنَّ مَــذاري ذِيمتِيــرَ بِبَيــدَرٍ
تُثِيـرُ سـَحِيقَ التِّبـنِ والحَـبُّ يَرسـُبُ
فَتَـذرِي السـَّحِيقَ الرِّيـحُ ثُـمَّ تَهِيلُهُ
غُبَــاراً كَثِيفـاً وَهـوَ أَبيَـضُ أَشـهَبُ
كـذا انـدَفَعَ الإِغرِيـقُ مِن تَحتِ قَسطَلٍ
عضـــلاهم وآرِس لِلعـــدَى يَتَعَصـــَّبُ
أَطــاعَ أَفُلُّونــاً وَشــَدَّدَ عَزمَـهُ اح
تِجــابُ أَثِينــا فَاســتَقَرَّ يُكَــوكِبُ
وَأَرســَلَ مِـن فَـوقِ الجُيُـوشِ غَمامَـةً
تُظَلِّـــلُ دُرَّاعَ الحَدِيـــدِ وَتَحجُـــبُ
ولَمَّـا علا وَقـعُ القَنـا انقَضَّ عائِثاً
إِلَـى سـاحةِ الهَيجـاءِ أَنيـاسُ يَلجَبُ
بِـهِ جَـاءَ فِيبُـوسٌ سـَلَيماَ مِـنَ الأَذَى
شــَدِيداً حَدِيــداً يَســتَجِيشُ وَيَلغَـبُ
فَخَــفَّ وَأَحيَــا خَفـقَ أَكبـادِ قَـومِهِ
وَحَـفَّ بِـهِ مِـن صـَفوَةِ الصـِّيدِ مَـوكِبُ
فَلَـم يَسـأَلُوا عِلمـاً وَلَم يَتسَاءَلُوا
وَدُونَ التَّحَـرِّي مِـن لَظَى الحَربِ أَضرُب
عَوَاصـــِفُ فِيبُــوسٍ وَصــعقَةُ فِتنَــةٍ
وَآرس وَوَبـــلٌ بالـــذَّوَابِلِ صـــَيِّبُ
وَآيـــاسُ آيـــاسٌ وَأُوذِس ذِيُومِـــذٌ
يَهُزُّهُــمُ دَاعــي الكِفَــاحِ وَيَطــرِبُ
يُنَــادُونَ بِــالإِغرِيقِ لَلحَـربِ نَهضـَةً
إِذا هُــم لِكَــرٍّ أَو لِصــَدٍّ تَكَتَّبُـوا
فَلِلصــَّدِّ دُفَّــاعُ الجُنُــودِ تَثَبَّتُـوا
صـَنَادِيدَ لَـم يَخشـَوا وَلـم يَتَهَيَّبُوا
كَـــاَنَّهُمُ وَالجَـــرُّ صــافٍ رَقِيعُــهُ
غَمَــائِمُ مِـن فَـوقِ الشـَّوامِخِ تَقطِـبُ
وَقــد هَجَــعَ الأَنـواءُ لا ثَـمَّ شـمأَلٌ
تَثُــورُ وَلا الأَنــوَاءُ فِيهــنَّ تَلعَـبُ
يَجُــوبُ أَغــامَمنُونُ بَيــنَ صـُفُوفِهِم
يَصــيحُ وَأَعقَــابَ الخُطَــى يَتَعَقَّــبُ
سليمان بن خطار بن سلوم البستاني.كاتب ووزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت، وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى مصر والأستانة ثم عاد إلى بيروت فانتخب نائباً عنها في مجلس النواب العثماني وأوفدته الدولة إلى أوربة مرات ببعض المهام، فزار العواصم الكبرى.ونصب (عضواً) في مجلس الأعيان العثماني، ثم أسندت إليه وزارة التجارة والزراعة، ولما نشبت الحرب العامة (1914- 1918م) استقال من الوزارة وقصد أوربة فأقام في سويسرة مدة الحرب، وقدم مصر بعد سكونها.ثم سافر إلى أميركة فتوفي في نيويورك، وحمل إلى بيروت.وكان يجيد عدة لغات.أشهر آثاره (إلياذة هوميروس - ط) ترجمها شعراً عن اليونانية، وصدّرها بمقدمة نفيسة أجمل بها تاريخ الأدب عند العرب وغيرهم، وله (عبرة وذكرى - ط)، و(تاريخ العرب -خ)، و(الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده -ط)، و(الاختزال العربي -ط) رسالة، وساعد في إصدار ثلاثة أجزاء من (دائرة المعارف) البستانية، ونشر بحوثاً كثيرة في المجلات والصحف.