
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـدى ثغـر زنـت الـذي انـدفقا
زلالاً ومــــن زفـــسٍ انبثقـــا
أخيــل جيــوش العــدى بــددا
فشــــطرٌ تــــدافع مرتعـــدا
لإليــون فــوق الســهول الـتي
بهـــا أمـــس أرغوســةٌ ولــت
وهــامت بقلــبٍ قــد انخلعــا
وهكطــور مــن خلفهـا انـدفعا
وفـوق الطـراود هيـرا البخـار
أثـــارت لتثقلهــم بــالقرار
وشـطرٌ بمجـرى الميـاه العميـق
ترامــــى بصلصـــلةٍ وشـــهيق
يمـــوج بفضـــي مــوجٍ يمــور
لـه يقصـف اليـم حـتى الثغـور
صـــراخٌ شـــديدٌ ورجــع صــدى
وجنــدٌ ترامــوا بغيــر هــدى
كــــأنهم بحــــثيث المفـــر
جــرادٌ مـن النـار للنهـر فـر
يثــور اللهيــب علــى أثــره
فيلجـــأ للمــاء مــن شــرره
كــذاك أخيــل الطــراود سـاق
إلـى زنـث فوق المجاري العماق
خليطــاً بهـم غـص ذاك المجـال
كبـــاش رجــالٍ وجــرد عجــال
وألقـــى بعـــامله فاســـتند
علــى أثلـةٍ فـوق تلـك الجـدد
وكــــر بصـــارمه المنتضـــى
كـــربٍّ بــدهم البــؤوس قضــى
وخــاض العبـاب يبـت الرقابـا
ويقتـــل كـــل كمــيٍّ أصــابا
ومـــا ثــم إلا زفيــر كمــاه
ونقــعٌ يخضــب وجــه الميــاه
فمـن وجهـه انـدفعوا بـالثبور
إلـى النهـر والتجـأوا للصخور
كـــــأنهم ســـــمكٌ ذعــــرا
لـــدلفين هـــولٍ وراه جـــرى
فــأم الشــقوق بثغــرٍ أميــن
لينجــو مــن شــر مـوتٍ مـبين
ولمــا مـن الفتـك كلـت يـداه
ونــال منــاه بكيــد العـداه
مـن اللجـة اسـتخرج اثنـي عشر
غلامـــاً كخشــف الفلاة اقشــعر
وكـــل فـــتىً بزهــي نطــاقه
هنالـــك أحكــم شــد وثــاقه
لفطرقــــل كفــــارةً تـــدخر
إلــى الفلـك أرسـلهم ثـم كـر
إذا بلقـــاوون قـــد خرجـــا
مـن النهـر يحسـب أن قـد نجـا
هــو ابــنٌ لفريـام كـان أسـر
أخيـــل قــديماً بليــلٍ عــبر
دهــاه إلــى تينــةٍ قـد عمـد
بـــأرض أبيـــه بنصــلٍ أحــد
وغـــض الغصــون لقــد قطعــا
لأكنــــاف مركبــــةٍ صــــنعا
وأركبــــه معــــه الســـفنا
فــــبيع بلمنـــوس ممتهنـــا
هنـاك ابـن إيسـون منـه شـراه
وإيــتين الإمبروســي افتــداه
وأرســله بعــد بــذل الكــرم
لأرض أرســـبا فمنهــا انهــزم
وعــاش قريــراً لثــاني عشــر
نهــاراً بأوطــانه حيــث قــر
فســــيق بحكـــم إلاهٍ عظيـــم
لآخيــــل ينفــــذه للجحيـــم
ومــا عــبر النهـر حـتى سـحق
قــواه العيــاء وســح العـرق
فــألقى علــى الجــرف شــكته
قنــــاً ومجنــــا وخــــوذته
وألفــــاه آخيـــل مرتعشـــا
فبــــادره صــــائحاً دهشـــا
لعينـــي ربـــاه لاح العجــاب
أمـن أرض لمنـوس ذا القـرم آب
إذن مــن أبـدت ببهـم الجنـود
مـن اللجـج الـدهم سـوف يعـود
نعــم آب واليــم مــا عــاقه
وإن عـــاق بــالرغم أرفــاقه
إذاً حـد ذا النصـل فليجـر عـن
لنعلــم هــل بعــد ذا يرجعـن
أو الأرض هدامـــة العزامـــات
تبيـــدنه كرثيـــث الرفـــات
فهــــاجس آخيـــل ذا هجســـا
وذيــــاك تجـــوته التمســـا
دنـــا يرتمــي فــوق ركبتــه
وآخيــــل أو مـــا بصـــعدته
فــأهوى وعــن ظهــره انحرفـت
وفـــي الأرض غرثانـــةً وقفــت
فمــد لقــاوون كلتــا يــديه
يمـــس بإحـــداهما ركبـــتيه
وتلـك بهـا النصـل عنقـاً قبـض
وصــاح أخيــل أصــبت الغــرض
فهــا أنــذا لاثــمٌ ركبتيكــا
فـــرق لمــرءٍ ذليــلٍ لــديكا
عليــك لــه حــق حــق الـولاء
فقـــد ذاق زادك قبـــل الجلاء
قبيــل المســير بهـذا الأسـير
يبــاع بلمنــوس عبــداً كسـير
نعــم بــي ظفــرت بـروضٍ أغـن
وأنــأيتني عــن أبـي والـوطن
ومـا نلـت مـن ثمنـي المستفاد
ســـوى مئةٍ مــن عجــول البلاد
فــإن تعـف عنـي فحـق الفـداء
مئاتٌ ثلاثٌ وصـــــدق الــــولاء
نهـــاري ثــاني عشــر نهــار
بـه عـدت بعـد العوادي الكبار
وقــد ســاقني ليــديك القـدر
فكــم قـد قلانـي مـولى البشـر
أجــل آه أمــي لعيــشٍ قصــير
لقــد ولــدتني وويــلٍ كــثير
لــوو ثــوةٌ بنــت ألـتيس مـن
علـــى ثغــر ســتينويس قطــن
وشــاخ بفيداســةٍ حيــث ســاد
قـــروم الليــغ رجــال الجلاد
لفريــام زوجــاً غــدت ولكــم
لــه غيرهــا زةوجـةٌ مـذ حكـم
فاولــــدها عنـــده ولـــدين
وأنـــت ســـتثكلها البطليــن
فليـــذر مـــن كـــإلاهٍ صــدر
بــرأس المشــاة ببأســك خــر
وبـي قـد رمـى بعـض آل العلـى
إليـــك لأجـــرع كـــأس البلا
ألا مــا رحمـت فكنـت العتيقـا
فلســت لهكطــور تـدري شـقيقا
ومــــا ولــــدتني أم فـــتى
حشـــاك لفطرقــل قــد فتتــا
كــذاك لقـاوون ألقـى الخطـاب
ذليلاً فأســـمع مـــر الجــواب
تعســـت فلا تـــذكرن الفـــدا
ففطرقـــل قبلــك قــد فقــدا
فكــــم بكــــم مـــن بطـــل
أســـرت وبعـــت ولــم أقتــل
ولكننــي اليــوم أيّــاً رمـاه
بقبضــــــة كفــــــي أي إلاه
يبيــــــد ذليلاً ولاســــــيما
بنـو الملـك فريام حامي الحمى
فمــت صــاح مـت ودع الحسـرات
ففطرقــل أرفــع شــاناً ومـات
ألــم تـر قـدي وهـذا الجمـال
وفيلا أبـي الشـيخ شـخص الكمال
وأمــي مـن الخالـدات العظـام
ومــا كـل ذا ليقينـي الحمـام
ولا فــرق إمــا نهــاراً يتـاح
وإمـــا مســاءً وإمــا صــباح
فلا بـــد قــرمٌ بنصــلٍ يطيــر
يجنـــدلني أو بســـهمٍ طريــر
فخــــر لقــــاوون ممتقعـــا
ومـــن جــوفه لبــه انخلعــا
وعــاف القنــاة ومــد يــديه
وآخيـل فـي الحـال مـال عليـه
بســيفٍ بحــديه غــاص بصــدره
بـترقوة الجيـد مـن تحـت نحره
فخـــر علــى وجهــه والتــوى
ووجـه الـثرى مـن دمـاه ارتوى
وآخيـــل ألقــاه مــن قــدمه
إلــى النهــر مختضــباً بـدمه
وصــاح فــرح مطعمــاً للســمك
يمــص بهــامي الجــراح دمــك
فلا أم ثــــم عليـــك تصـــيح
هنــا الإســكمندر فيــك يسـيح
فيلقيــك للبحــر حيــث يــدب
إليــك مــن اللــج حـوتٌ يثـب
ومـن شـحمك الغـض يـؤتي الغذا
أجـــل فلتبيــدن طــرّاً كــذا
تفــرون دونــي وســيفي يفــل
كـــذاك بـــإليونكم نســـتقل
فيلـــس بــواقيكم النهــر ذا
بفضــــي مجـــراه شـــر الأذى
ولا مــا ذبحتـم لـه مـن عجـول
ولا مــا طرحتـم بـه مـن خيـول
نعـــم يتبيــدون طــرّاً هنــا
فــداء لــذي البـأس فطرقلنـا
وجنــــدٍ بســــيفكم قتلـــوا
وآخيـــــل إذ ذاك معـــــتزل
كـذا قـال والنهر زاد احتداما
وفكــر كيــف ينــال المرامـا
وكيـــف بصـــد أخيــل يزيــل
عـن القـوم شـر الهلاك الوبيـل
ولكـــن آخيـــل بالرمـــح زف
علــى عســطروف ســليل الشـرف
هــو ابــن فليغـون مـن نسـبا
لأكســــيسٍ وإلــــى فيربــــا
فأكسـيس النهـر قـد كـان هـام
بهـــا فحبتـــه بــذاك الغلام
ألا وهــي ذات المكـان المكيـن
وبكــر بنــاتٍ لــدى أكســمين
لــه عســطروف بـواري الزمـاع
تربــــص محتـــدماً لا يـــراع
برمحيــه قــام يــروم لقــاه
وزنـــث ببــأسٍ شــديدٍ حبــاه
وكــم كــاد زنــث أخيـل بمـا
بــه مــن خيـار الجنـود رمـى
ولمــا تــدانى بـذاك الـبراح
كلا البطيـــن فآخيـــل صـــاح
أيــا الــذي لــم يرعــه جلاد
أخيــل فمـن أنـت مـن أي نـاد
فويــل أبٍ لــم يهبنــي ابنـه
فلا شــــك ينهكــــه حزنــــه
فقــال ومــا بانتسـابي تـروم
فــداري البعيـدة دار القـروم
فيونـا الخصـيبة منهـا الرجال
معــي أقبلــوا برمــاحٍ طـوال
ومنــذ بلغــت لهــذا المقــر
ببهمــي ذا اليـوم حـادي عشـر
وجـــدي أكســـيسٌ خيــر نهــر
بمــاءٍ زلالٍ علــى الأرض يجــري
وأنــبئت أنــي ســليل فتــاه
فليغـون ذي البـأس رب القنـاه
فأقبــل إلــي فأومــا أخيــل
عليــه بعـود القنـاة الطويـل
فـــزج هنــا عســطروف إليــه
بكلتــا قنــاتيه مـن راحـتيه
وقــد كــان يحكـم زج النصـال
بكـــفٍّ يميـــنٍ وكـــفٍّ شــمال
فنصـــلٌ بظهــر المجــن وقــع
بعســج هيفســت حيــث اتــردع
ونصــــلٌ ذراع أخيـــل قشـــر
فمنــه يســير النجيـع انفجـر
وغـــل يغـــوص بفــرط ظمــاه
إلـى النقـع فـوق الحضيض إزاه
فآخيــل بالرمــح فــوراً قـذف
فطــاش إلـى الجـرف حيـث وقـف
وغــاص إلــى وســطه باضـطراب
مـن العنـف يرتـج فـوق التراب
فســل أخيــل حســاماً صــقيلا
علـى جنبـه الصـلب كـان أميلا
ورام الفيــوني اقتلاع القنـاه
ثلاثــاً فخــابت ثلاثــاً منــاه
ولمــا انثنــى خاســراً وبـدا
عيـــاه إلــى كســرها عمــدا
لواهـــا ولكــن أخيــل وثــب
عليــــه ببتــــاره وضــــرب
فخــــر وأجفـــانه انطبقـــت
وللأرض أحشـــــاؤه انــــدفقت
ففــــي صــــدره داس يـــدخر
صــــفائحه وهــــو يفتخــــر
هنــا مــت فليــس يهــون عـل
بنـي النهـر حـرب سـليل العلى
فـإن كنـت مـن نسـل نهـرٍ كبير
فــإني مــن آل زفــس القـدير
أبــي قيـل المرمـدون الحميـد
أبـوه إيـاك بـن زفـس المجيـد
لزفـــس عنــا كــل ربٍّ فخــور
وأبنــاؤه فــوق ولـد النهـور
فــذا زنــث دونــك هيهـات أن
يقيــك ويــدفع عنــك المحــن
ومــن ذا الـذي دون زفـس يقـف
ومـــــن أخلــــوسٌ يرتجــــف
ونفــس المحيـط أبـى كـل بحـر
ونهـــرٍ وينبـــوع مــاءٍ وبئر
إذا زفـــس مــن جــوه رعــدا
تــــراه بلجتــــه ارتعـــدا
وجـــــر مثقفــــه وهنــــاك
ثــوى عســطروف بغيــر حــراك
علـى الجـرف مـن حـوله تنـدفق
ميـــاهٌ بنينانهـــا تصـــطفق
تقــــاطر منـــدفعاتٍ لـــديه
لكـي تنهـش الشـحم مـن رئتيـه
وقــم الفيونــة مــذ أبصـروا
زعيمهـــــم دمــــه يهــــدر
وزنــد أخيــل رمــاه قــتيلا
لـديه علـى زنـث ولـوا فلـولا
وخلهــم ابــن أيــاك انطلــق
يبيــد القــروم بتلـك الفـرق
كــثر ســيلخٍ ميــدنٍ إينيوسـا
أفيلســـت عســطيفلٍ ثرسيوســا
كــذا إمنســوس ولــولا تصــدى
لـه النهـر فـل الجمـوع وأردى
تصـــدى لـــه حانقــاً وخــرج
بــزي فــتىً مـن عبـاب اللجـج
وصـــاح بصــوتٍ دوي بالجــدود
آخيــل رعتــك ســراة الخلـود
لقـد فقـت بالبـأس بهـم الزمر
كمـــا فقتهـــم بعتــوٍّ وشــر
إذا زفــس أولاك قهــر العــدى
أمـا لـك فـي السـهل كل المدى
فــدعني فســيلي هـذا الـدفاق
بأشــلاء قتلــى الطـرواد ضـاق
فلا منفـــذٌ لغصـــيص زعـــابه
إلــى البحـر ممتزجـاً بعبـابه
كفـــاك صــدقتك فتــكٌ ذريــع
فقـد راعنـي منـك هـذا الصنيع
فقــال أمــرت وأنــت المطـاع
أيـا إسـكمندر فـي تـي البقاع
علــى أنـه ليـس لـي مـن مـرد
إلــــى أن أردهـــم للبلـــد
وهكطــور ألقــى ببــأسٍ شـديد
يبيــد بــه أو حيــاتي يبيـد
وهـــب كـــربٍّ وراهــم يصــول
فصــاح بفيبــوس زنــث يقــول
أيــا رب قــوس اللجيـن الأغـر
أفاتـــك مطلــب زفــس الأبــر
أمـــا بـــك أرســل معتمــداً
إلـــى قــوم طــروادةٍ عضــدا
تـــدافع حــتى بــراح تغيــب
ويســبل ســتر الظلام القريــب
وأمــا أخيــل فمــا ارتــدعا
وللنهــر مــن ثغــره انـدفعا
هنالــك زنــث احتــداماً طغـا
وأزبــــد منتفخــــاً ورغـــا
وثـــار وعـــج كثــورٍ يخــور
بتيـــاره مستشـــيطاً يمـــور
وفـــاض علـــى جثـــثٍ طرحــا
بمجــــراه آخيـــل مجترحـــا
فمــن مــات ألقـاه فـي ثغـره
ومــن عــاش واراه فــي قعـره
وحـول ابـن فيلا جحافـاً جرافـا
تـدافع حـتى علـى الجـوب طافا
بــــه قــــدماه تقلقلتــــا
فمــا بهمــا بعــد ذا ثبتــا
تشـــبث بالمهجـــة الزاهقــه
بــــدردارةٍ غضــــةٍ باســـقه
فمــــالت وآخلهـــا تتفكـــك
إلــى الأرض أهــوت بـه تتبتـك
ويـــانع أغصـــانها انتشــرا
ووجــه الحضــيض بهـا انقشـرا
وظلـــت كجســرٍ عظيــمٍ يحــول
وصــدت مجــاري تلــك السـيول
فريـــع أخيـــل وفــر يطيــر
إلـى السـهل فيـه حثيثـاً يسير
ولكـــــن تقفــــاه ذاك الإلاه
بتيـــــاره المــــدلهم وراه
يـــروم لــه ذلــةً وانخــذال
فيكفــي الطـرواد شـر الوبـال
فخـــف أخيـــل كطيـــرٍ يــدف
علـى بعـد مرمـى الرمـاح يـزف
كحالــك نســرٍ عثــا بـالطيور
وقصــر عنــه هفيــف الصــقور
وراح يفــــر علــــى ذعـــره
يصـــل الســـلاح علــى صــدره
وفـي إثـره النهـر حيـث التوى
تعقبــــــه طاغيــــــاً ودوى
كــأن امــرءاً بنظيـر الغيـاض
ســقى بـدفاق العيـون الريـاض
فطهـــر قبـــل انصـــباباتها
مجـــاري الميـــاه بمســحاته
فمــا خلـت إلا انبجاسـاً تـدفق
تــدافع فــوق حصــىً تــترقرق
وخـــر خريــراً مــذ انحــدرا
يســــيح ودافعــــه قصــــرا
كــذا حيــث دار أخيــل يميـل
بآثــاره زنــث ســد الســبيل
ولا بــــدع فالنــــاس لا قبلا
لهـــم أبــداً بمــوالي الملا
فكـــم مـــرةٍ بخطــاه تربــص
لزنــث يــرى هــل إذاً يتخلـص
وهــل كـل آل العلـى اعتصـبوا
عليــــه ليخــــذله الهـــرب
فمـا كـان مـن زنـث إلا ارتفـع
إلــى كتفيــه بتلــك الــترع
فهــــب ومحتفــــزاً وثبــــا
بــــــأزمته فعلا الهضـــــبا
ولكـــن زنــث الــتراب جــرف
فموقــف آخيــل فيــه انخســف
هنــاك التــوت هلعـاً ركبتـاه
فــأن وصــاح يــروم النجــاه
أيــا زفــس هــل لا إلاهٌ قـدير
يـــرق لحــالي بــه أســتجير
فــإن أنــج مـن زنـث فلينـزل
علــــي بلا النـــوب الهمـــل
فليـــس بــآل العلــى جملــةً
كـــأمي مـــن ســـامني ذلــةً
فكــم خــدعتني بقـول الكـذوب
وكــم زعمـت باشـتداد الخطـوب
بــأني قبالــة هــذي الحصـون
بســهم أفلــون ألقـى المنـون
علام بعامـــــل هكطـــــور لا
هلكـــــت وأخـــــبره البطلا
لــو اجتــاحني وســلاحي ســلب
لقيـــل همــامٌ همامــاً ضــرب
علـى أنني اليوم في ذا المكان
أمـوت بـذا النهـر موت الهوان
كراعـــي خنــانيص غــرٍّ ولــج
خليجـــاً منـــه قـــط خـــرج
فلمــا انتهــى فوســذٌ أسـرعا
لنجــــدته وأثينــــا معـــا
بهيئة إنـــس لـــه اعترضـــا
وبــــالأنس راحتــــه قبضـــا
فخــــــاطبه فوســــــذٌ أولا
ألا يــا ابــن فيلادع الــوجلا
ألا هــان رفــدك رامــا هنــا
أثينــــا بحكمتهـــا وأنـــا
بنــا زفــس أسـرى إذاً فاسـمع
وكــــل نصــــائحنا فـــاتبع
فزنــث ســتلفيه عــاف أذاكـا
ومـا كـان في الغيب فيه رداكا
فلا تغمــد الســيف حــتى تـرى
بــإليون جيـش العـدى انحصـرا
وهكطــــور تصـــمي وللســـفن
تعـــود بمجـــدٍ رفيــعٍ ســني
همــا انقلبـا للعلـى والبطـل
بجملتـــه للكفـــاح اشـــتعل
ومــن حـوله السـهل حيـث لمـح
بمـا فـاض مـن زنـث طـرّاً سـبح
غثـــا بســـلاحٍ عليــه يطــوف
وأشـلاء قتلـى ابترتهـا السيوف
فكـــر ومــا بعــد ذا نــاله
خمـــولٌ وزنـــث فمــا هــاله
أثينــا أنــالته عزمـاً جديـد
فمـا راعـه بعـد منـه الهديـد
فــبرح بــالنهر ذاك الغــرور
فــزاد اضــطراباً وعــج يفـور
وصـــاح بســـمويس مســـتنجدا
أخـــي هلـــم فعجـــزي بــدا
هلـــم كلانـــا هنــا نعتصــب
علـــى رجـــلٍ واحـــدٍ ونثــب
وإلا فمعقـــــل فريـــــام ذل
لــه والطـرواد سـيموا الفشـل
هلــم وفــض بـالعيون الكبـار
وأجــر الســيوف غـزاراً غـزار
وقــض الصــخور علــى الشــجر
فتنفــتر عزمــة ذا المفــتري
عتــا مســتبدّاً كــبربٍّ فخــور
وعـاث اعتسـافاً يهيـل الثبـور
فلا نــال فــي حســنه وقــواه
ولا بصــــــفائحه مبتغـــــاه
ســيلبث ذاك الســلاح المــتين
بقعــر الميـاه دفيـن الغريـن
وأطمــر بالرمــل ذاك الجســد
عليــه يهــال قضــيض الزبــد
هنـــاك يقيــم بشــر مقــامه
فلا يهتـــدي قـــومه لعظــامه
وأكفيهــم عبــء قــبرٍ يشــاد
لــه يــوم يلــتزمون الحـداد
ومــن ثــم هــاج عليـه ومـاج
ودمــدم يــدوي بـذاك الفجـاج
رغـــا زبـــداً ودمــاً وخبــث
وتيــاره احمــر تحــت الجثـث
ومــــاد بآخيــــل بضــــطرب
وهيــــرا بســــدتها ترقـــب
فصــاحت تولــول مــذ أطبقــا
عليـــه فأوشـــك أن يغرقـــا
بنـــي حبيــبي الأعيــرج طــر
فقرنــك زنــث فقيــه اســتعر
هلــم انجــدنا بنــارٍ تثــور
وأغـري الجنـوب أنـا والـدبور
مــن اليــم بـالنوء تصـطدمان
فتلهـــم نـــارك كــل مكــان
تــذيق الطـرواد دهـم البـؤوس
وتقنـــي صــفائحهم والــرؤوس
فلا تبـــق فــي ثغــره شــجرا
وفــي قلبــه انقــض مســتعرا
ولا يغرينــــــك لا بفديـــــد
ولا بالتمـــــاسٍ ولا بوعيــــد
ولا تخمــــدن أوار الســــعير
إلــى أن أصــيح بصــوتٍ جهيـر
فــأرث بالســهل نــاراً ذكــت
بأشــــــلاءهم أولاً فتكــــــت
كمــاةٌ رمــاهم أخيـل العنيـد
ومــا كـان أكـثر ذاك العديـد
فمــا خلــت إلا الــثرى يبسـا
وطغيــان زنــث بــه انحبســا
كــروضٍ ســقاه الحيــاء تهــف
شـــمال خريـــفٍ بـــه فيجــف
فيجــــذل زارعــــه طربــــاً
ومـــن ثــم هيفســت ملتهبــا
أدار علــى زنـث نـار الشـرار
فثـــار بمجـــراه واري الأوار
فـــدرداره بــاد مــن أصــله
بصفصــــافه وكــــذا أثلـــه
كـذا السـعد والسدر والخيزران
بآصـــلها والفــروع الحســان
برمتهــــا اتقــــدت شـــررا
فلــم تبــق عينــاً ولا أثــرا
وأســــماكه كـــل حيتانهـــا
وحياتهـــا فـــوق نينانهـــا
تغــوص فلــولاً بضــيق النفــس
لهــول المهــب وحــر القبــس
وفـي قلـب زنـث اسـتطار يعيـث
حميــم الصــلا فــدعا يسـتغيث
هفســـت بنــارك مــالي قبــل
فـــــــأي إلاه تطلــــــب ذل
كفـى كـف وليفتـك ابـن أياكـا
بطـــروادةٍ فيـــذيع الهلاكــا
فمـا لـي وهـذا الوبـال الألـد
كــذا صـاح لكـن هفسـت اسـتبد
وأج بغـــدران زنـــث ففـــار
كقـــدرٍ تفــور بنــارٍ تثــار
يســيح بهــا شــحم رتٍّ ســمين
علــى حافهــا يســرةً ويميــن
ومــن تحتهــا يــابس الحطــب
بموقــــده فــــادح اللهـــب
كــذا زنــث لمـا بـه اشـتعلا
ســــــعير هفســـــت علا وغلا
ولــم يجــر بــل فـار متقـدا
فهيــرا دعــا يطلــب المـددا
علام بحقـــــك دون ســـــوايا
ســـليلك هــب يــروم أذايــا
أمــن كــل أنصـار طـرواد هـل
تخــالين أنــي المسـيء الأضـل
فــإن شــئت لاجئتهــم بعـد ذا
كفـــاه كفـــى فليكـــف الأذى
ولـــن أبتغــي بعــد رفــدهم
بـــذاك نعـــم علنــاً أقســم
ولــو كــل طــروادة احــترقت
بنــــار الأخـــاءة وامحقـــت
فهيــرا اسـتجابت وصـاحت كفـى
بنــي فقــف ذاك حــد الجفــا
فمــا فـوق ذا جـاز أن نشـجنا
بنـي الخلـد من أجل قوم الفنا
فأخمــــد هيفســـت نيرانـــه
وأجــرى كــذا زنــث غــدرانه
وهيــــرا بغــــلٍّ مرارتهـــا
إليــــه ســــعت بوســـاطتها
فثــم بكشــفة زنــث الوفــاق
وثــار بــآل الخلـود الشـقاق
فقـــامت لهــم ضــجةٌ وعجيــج
مـن الأرض للجـو يعلـي الضـجيج
وزفـــس لفتنتهـــم والصـــخب
لقــــد هـــزه بعلاه الطـــرب
ومــا لبــث الخطــب أن فـدحا
فهبــوا يــثيرون تلـك الـوحى
واولهــــم خــــارق الجنـــن
أريـــــس تصــــدر للفتــــن
أثينـا أتـى بشحيذ الذباب وصا
ح اخســـئي يــا ذبــاب الكلاب
علام بنــا هجــت هــذا اللـدد
بشـــر عتــوٍّ عــدا كــل حــد
أأنســيت يــوم ذيوميــذ صـال
علــــي وأغريتـــه للنضـــال
وســـددت عـــامله فاســـتطار
ومـــزق جلــدي فثــارٌ بثــار
وإذ ذاك عـــــامله دفعـــــا
ففـــي ظهــر مجوبهــا دفعــا
مجـــنٌّ وهيهـــات نفعــل بــه
صـــواعق زفـــس فـــي غضــبه
فمـــا كـــان إلا أن التـــوت
وجلمــــود صــــخرٍ تنـــاولت
هنالـك ذا الصـخر منـذ القديم
لتلــك المعــالم حــدّاً أقيـم
ثــوى هــائلاً حالكمــاً خشــنا
رمتـــه بــه بيســير العنــا
فحلقـــــومه دق فانقلبـــــا
وســــبعة أفدنــــةٍ حجبــــا
فعفـــر بــالترب ذاك الشــعر
وصـــل الســـلاح عليــه وصــر
فصـــاحت إذا ابتســمت جــذلا
جهلــت ومــا الحــق أن تجهلا
وفاتــك حمقــاً ســمو قوايــا
فـــأقبلت مســـتهدفاً لبلايــا
فــذق مـن صـلى أمـك اللعنـات
لظـــى أزمــاتٍ علــى أزمــات
جــزاء اطراحــك رفــد الأخـاء
وعــــون الطـــراود أس البلاء
وعنـــه بألحاظهـــا أعرضـــت
هنـــا عفرذيـــت لــه عرضــت
وقـــادته مــن يــده تتــدفق
دمـــاه بحــسٍّ تضعضــع يشــهق
وهيــرا علــى البعـد تبصـرها
فصــــاحت بفـــالاس توغرهـــا
ألا فـــانظري قحـــة الزهــره
تفـــاقم والحـــرب مســـتعره
عليـــك بهــا فلقــد أدبــرت
بـــآريس هـــول الملا وجـــرت
فهمـــت أثينــا وقــد طفحــا
لـــذا لـــب مهجتهــا فرحــا
براحتهــــا صـــدرها لطمـــت
فخــارت قــوى عزمهـا وارتمـت
كـــذا عفرذيـــت وآريــس ظلا
طريحيــن فــوق الــتراب وذلّا
همـــا لبثــا بعنــا وزفيــر
وفــالاس صـاحت بـداوي النعيـر
كــذا فليبـد مـن لطـرواد مـا
وســام الأغــاريق شـر النكـال
فلـــو أن جملـــة أنصـــارهم
إلــى الحـرب ثـاروا بكبـارهم
بعـــزمٍ كمــا عفرذيــت بــدت
لنجـــدة آريــس مــذ عربــدت
لكـف القتـال العنيـف الوبيـل
وإليــون دكــت لعهــدٍ طويــل
فهيـرا لـذا ابتسـمت واسـتطار
إلــى سـيد النـور رب البحـار
أوار ســـراة العلــى مضــطرم
لمـــاذا إذاً نحــن لا نصــطدم
أترضــى الهـون وعـار القفـول
لقبــة زفــس بهــذا الخمــول
إلـى الحـرب فيبـوس قـم وتهيا
فإنـــك أحـــدث ســنّاً فهيــا
تقــدمت عهــداً وزدت اختبــار
فبــادر فحقــك بــدء البـدار
فهلّا ادكــــرت أأحمـــق كـــم
بــإليون بــرح فينــا الألــم
بنــا زفـس أرسـل دون الجميـع
إلــى لومــدون فجئنــا نطيـع
لنعمــــل عامــــاً بخـــدمته
فنقبــــض معلــــوم أجرتـــه
فشـدت الحصـون الحسـان الفسـا
ح تعــز امتناعــاً ولا تسـتباح
وأنــت ســرحت بتلــك البقــر
علـى شـم إيـذا الكـثيف الشجر
ولمـــا عنــا جهــدنا اكتملا
وحــان لنــا نقبــض البــدلا
وأقبلـــت الســـاع بـــالفرج
أبــى لومــدون لمــا نرتجــي
فأرســـلنا خاســـئين وأقســم
وهـــم بآذاننـــا أن تصـــلم
وهــــم بغلـــك رجلاً وزنـــدا
وبيعـك فـي جـزر البحـر عبـدا
تعمـــــد شــــر خيانتنــــا
فعــــدنا بغــــل حزازتنـــا
أمــن أجــل هـذا وليـت بينـه
ولـم تنتقـم مثلنـا مـن ذويـه
لنفنـــي طـــروادة الكــافره
وأبناءهــا والنســا الطـاهره
فقــال أفوســيذ هــل خلتنــي
قصــير الحجــى فاقــد الفطـن
فمـن أجـل مـن أنـا أبـرز لـك
أمــن أجـل إنـسٍ ثـواة الـدرك
ومــا الإنــس فـي الأرض إلا ورق
تـــراه نشــا يانعــاً وبســق
معيشــته مــن نتــاج الــثرى
ولكنـــــه صــــاغراً دثــــر
فـدعنا إذاً مـن وبيـل النضـار
ودعهــم يجولــوا بحـربٍ سـجال
وعنــــه تقهقــــر محتجبـــا
لقـــاء أخــي زفــس مجتنبــا
فلاحـــت هنـــاك لـــه أختــه
فنيــــص الضـــواري تبكتـــه
أراك انهزمــت أرامـي السـهام
وخــولت فوســيذ كــل المـرام
لمــاذا بــرزت بقــوسٍ طحــور
وأبـرزت بيـن الصـدور الغـرور
فهـــل بعــد ذلــك ذا تزعــم
بباســــك فوســــيذ تقتحـــم
فصــد ولــم يلــق بنــت شـفه
وهيــرا اسـتطارت بهـا الأنفـه
علـى أرطميـس انثنـت بالخطـاب
تعنفهـــا بشـــديد الســـباب
وصــاحت أياكلبــةً يــا وقـاح
أفــي ظـل وجهـي هـذا الصـياح
ستصـــلين نيــران غيظــي وإن
بـــرزت بقــوسٍ لغيــري تــرن
جعلـــت نعــم لبــوةً للنســا
تنيليــن مــن شـئت مـر الأسـى
ألا مـــا فتكــت بــوحشٍ ربــا
بشــم الجبــال وغــر الظبــا
وعفــت الــبروز بحمـق الشـطط
لمــن لا تطيقيــن لقيــاه قـط
أرمــت إذاً خــبر هـول المكـر
خبـــذيها إذاً عــبرةً تعتــبر
هنــا قبضـت مـذ تـدنت إليهـا
بيســرى يـديها علـى معصـميها
ومــالت بيمنـى علـى منكبيهـا
تجـــرد قوســاً تــؤج عليهــا
وباســــمةً أذنهــــا ضـــربت
بتلـــك الكنانـــة فاضــطربت
ودارت بجملتهـــــا تنتــــتر
وأســـهامها دونهـــا تنتــثر
وغـــادرت القـــوس وانهزمــت
بــــذلتها والـــدموع همـــت
كورقــاء يــذعرها وجــه صـقر
تــزف لنلجــأ فــي شــق صـخر
ومــا كــان قبــل لــه قـدرا
بهــا قــط أن ينشـب المنسـرا
وصــــاح بلاطونــــةٍ هرمــــس
بحربـــك هـــل خلتنــي آنــس
فمــن رام عــرس أبــي السـحب
بســوء فقــد ضــل فـي مـذهبي
فــأمي بنــي الخلـد وافتخـري
علــــي ببأســــك والظفــــر
ففــوراً لجمـع النبـال انـبرت
عــن الأرض مـن حيـث قـد نـثرت
وســارت علــى أثــر ابنتهــا
بفارجهــــــا وكنانتهــــــا
وإذ للألمـــب أتـــت أرطميــس
بقصــر النحــاس تبـددت تميـس
بعبرتهــــا أقبلـــت تســـبح
علـــى ركبــتي زفــس تنطــرح
ومـن حولهـا الـبرقع العنـبري
تـــــألق يســــطع للنظــــر
إلــى صــدره ضــمها وابتــدر
يهــش لهــا واســتقص الخــبر
مـن الخلـد مـن ذا عليك افترى
كمـا لـو أتيـت ابنـتي منكـرا
فقــالت أبــي تلـك زوجـك مـن
أثــارت بــآل السـماء الفتـن
كـــذا بحـــديثهما اشـــتغلا
وفيبـــــوس طـــــروادةً دخلا
لئلا يـــدك العــداة الحصــار
برغــم القضـاء بـذاك النهـار
وســـائر آل العلـــى رجعــوا
لأولمبهـــم حيثمــا اجتمعــوا
لــــدى زفـــس ذاك بنصـــرته
طــــــروبٌ وذا بحزازتــــــه
وظــــل أخيـــل بحـــر الجلاد
يبيــد كمـاة العـدى والجيـاد
وحيـــث بـــدا لهـــم فتكــا
بهــــم ودمــــاءهم ســــفكا
كنـارٍ بغيـظ بنـي الخلـد شـبت
ببلـــدة قــومٍ عصــاةٍ فهبــت
وأعلنــت دخانـاً رقـى للرقيـع
فســيم الجميـع البلاء الفظيـع
وفــي الــبرج فريـام منتصـبا
علــى البعـد آخيـل قـد رقبـا
إذا بـــالطرواد قــد ذعــروا
وكلهــــم شــــرداً أدبـــروا
فمـــن ثـــم مكتئبــاً نــزلا
يحـــــــذر حراســــــه وجلا
ألا فـــافتحوا كــل أبــوابكم
إلـــى أن تـــدوس بأعتــابكم
فلــول الســرى فأخيــل هجــم
مغيــراً وواهـول هـاتي النقـم
وإن لجــأ الجنــد طــرّاً إلـى
معاقلنــــا فــــاقفلوا عجلا
لئلا يحــــل بحـــر العـــراك
أخيـــل بهـــا وهنــاك الهلاك
ففتــح فــي الحـال كـل رتـاج
وقــد رفعــوا منــه كــل زلاج
وشــــذاذ طــــروادةٍ شــــرد
قضيضــــــاً قلاعهـــــم وردوا
يغشــــيهم نقعـــم والصـــدى
يحــــرق مهجتهــــم كمــــدا
وفيبــــوس خــــف أمــــامهم
يســــهل ثــــم انهزامهــــم
وراهــم أخيــل حديـد الفـؤاد
يجيــل حـدود الحديـد الحـداد
وكــــاد يجــــوز بعســــكره
معـــــــاقلهم بتســـــــعره
فــــأغرى أفلــــون آغنـــرا
أخــا العزمــات ابـن أنطنـرا
وألهــــب بالبـــأس مهجتـــه
وبالســــحب حــــل قبـــالته
إلــى زانــةٍ قربــه اســتندا
ليــدرأ عنــه ثقيــل الــردى
لآخيـــــل آغنـــــرٌ وقفــــا
ولكنــــه مـــع ذا ارتجفـــا
وفـــي نفســه قــال إن أجــم
لآخيـــــــل آه وانهـــــــزم
كمـــا جنــدنا هلعــاً هربــت
لـــديه فعنقـــي لا شــك بــت
وإن أعـــــتزلهم وشـــــأنهم
وآخيـــــل مكتســــحٌ لهــــم
واضــرب بــذا السـهل مجتهـدا
حثيثــــاً لإيــــذة مبتعـــدا
وفـــي بعــض آجــامه اســتتر
نهــاري ومــن بعـد ذا أنحـدر
وفـي النهـر أغسـل رشيح العرق
وأرجــع لإليــون عنــد الغسـق
أفـز ناجيـاً لا فمـاذا الصـواب
ولا لا علام أنــــا بارتيــــاب
أليـــس يرانــي طلبــت الخلاص
فينقــض أثــري وأيـن المنـاص
ومــن أيــن لــي عـدوه وقـوى
بهــا الخلـق طـرّاً لـديه سـوا
إذا فلأقـــف دون هـــذي القلاع
للقيـــاه محتفـــزاً للــدفاع
فليــس لــه غيــر نفـسٍ تنـال
وجســـمٍ يشــق بحــد النبــال
نعـــم زفـــس عظمـــه إنمــا
علمنــا لقـوم الفنـاء انتمـى
ومــن ثـم تحـت السـلاح تلملـم
بقلــبٍ لحــرب ابـن فيلا تضـرم
كيــبرٍ قــد انقــض مـن أجمـه
علـــى قـــانصٍ واري العزمــة
فلا يلتـــوي لشــديد النبــاح
ولا للصـــــباح ولا للســـــلاح
وليـــس يـــذل ولـــو نفــذا
بعــــانقه منصــــلٌ شــــحذا
فإمــــا البلـــوغ لمنيتـــه
وإمـــــا ليــــوم منيتــــه
كـــذاك ابــن أنطنــرٍ لبثــا
لصــد أخيــل ومــا اكترثنــا
فهــز القنــا ومــد المجنــا
وصــاح ابـن فيلا هنـا أقبلنـا
فهـل خلـت ذا اليـوم إليوننـا
تــذل فتبلــغ منهــا المنــى
تعســـت فمــن دون ذا غمــرات
تمنـــى بهــا وكمــاةٌ ثقــات
أبــــاةٌ حمـــاةق لأوطـــانهم
وأولادهــــــم ولســـــنوانهم
إذاً أنــت أنـت سـتلقى رداكـا
هنا اليوم مهما استطالت فواكا
وآخيــل بالرمــح فــوراً طعـن
ففـــي ســـاقه بالصــفائح رن
ومرتـــدعاً بالفضــاء انطلــق
وكيـــف نحـــاس هفســت يشــق
فهـــم ابـــن آيــاك يســتعر
وكـــــاد بــــآغنرٍ يظفــــر
ولكـن فيبـوس فـي الحـال حـال
فحجبــــه بغيــــومٍ ثقــــال
وأرســــله ســــالماً يـــذهب
أمينـــاً ومـــا مســـه عطــب
وجــــاء آخيــــل بحيلتــــه
كـــــآغنرٍ تحــــت هيئتــــه
لـديه علـى السـهل ولـى يهيـم
لينئيــه عــن فـل جيـشٍ هزيـم
وراوغـــه طـــي بــونٍ قليــل
ليطمعـــه بــارتواء الغليــل
علـــى إســـكمندر راح يجـــد
وآخيـــل فــي إثــره مبتعــد
وطــــــروادةٌ بمناســــــرها
وهلــــع جنــــد عســــاكرها
لهــم لاح فــي بعــده الفــرج
بغيــر هــدىً ســوارهم ولجـوا
لــدى ألبــاب لا أحــدٌ أحــدا
تربــــص يرقــــب مفتقــــدا
ليعلــم مــن بــاد ممـن سـلم
ولكهــــم هــــالعٌ منهــــزم
فغصـــت ومــاجت بهــم لغطــا
ولــم ينــج إلا حــثيث الخطـى
سليمان بن خطار بن سلوم البستاني.كاتب ووزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت، وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى مصر والأستانة ثم عاد إلى بيروت فانتخب نائباً عنها في مجلس النواب العثماني وأوفدته الدولة إلى أوربة مرات ببعض المهام، فزار العواصم الكبرى.ونصب (عضواً) في مجلس الأعيان العثماني، ثم أسندت إليه وزارة التجارة والزراعة، ولما نشبت الحرب العامة (1914- 1918م) استقال من الوزارة وقصد أوربة فأقام في سويسرة مدة الحرب، وقدم مصر بعد سكونها.ثم سافر إلى أميركة فتوفي في نيويورك، وحمل إلى بيروت.وكان يجيد عدة لغات.أشهر آثاره (إلياذة هوميروس - ط) ترجمها شعراً عن اليونانية، وصدّرها بمقدمة نفيسة أجمل بها تاريخ الأدب عند العرب وغيرهم، وله (عبرة وذكرى - ط)، و(تاريخ العرب -خ)، و(الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده -ط)، و(الاختزال العربي -ط) رسالة، وساعد في إصدار ثلاثة أجزاء من (دائرة المعارف) البستانية، ونشر بحوثاً كثيرة في المجلات والصحف.