
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا مَوضـِعَ الشـَدَنِيَّةِ الوَجنـاءِ
وَمُصــــارِعَ الإِدلاجِ وَالإِســـراءِ
أَقـري السـَلامَ مُعَرَّفـاً وَمُحَصـِّباً
مِـن خالِـدِ المَعـروفِ وَالهَيجاءِ
سـَيلٌ طَمـا لَـو لَـم يَذُدهُ ذائِدٌ
لَتَبَطَّحَــــت أولاهُ بِالبَطحـــاءِ
وَغَـدَت بُطـونُ مِنى مُنىً مِن سَيبِهِ
وَغَـدَت حَـرىً مِنـهُ ظُهـورُ حِـراءِ
وَتَعَرَّفَــت عَرَفـاتُ زاخِـرَهُ وَلَـم
يُخصــَص كَــداءٌ مِنـهُ بِالإِكـداءِ
وَلَطـابَ مُرتَبَـعٌ بِطيبَـةَ وَاِكتَسَت
بُردَيـنِ بُـردَ ثَـرىً وَبُـردَ ثَراءِ
لا يُحـرَمِ الحَرمَـانِ خَيـراً إِنَّهُم
حُرِمـوا بِـهِ نَـوءاً مِـنَ الأَنواءِ
يـا سـائِلي عَـن خالِـدٍ وَفَعالِهِ
رِد فَـاِغتَرِف عِلمـاً بِغَيـرِ رَشاءِ
اُنظُـر وَإِيّـاكَ الهَـوى لا تُمكِنَن
ســُلطانَهُ مِــن مُقلَــةٍ شَوسـاءِ
تَعلَـم كَـمِ اِفتَرَعَت صُدورُ رِماحِهِ
وَســُيوفِهِ مِــن بَلــدَةٍ عَـذراءِ
وَدَعـا فَأَسـمَعَ بِالأَسـِنَّةِ وَاللُهى
صــُمَّ العِـدى فـي صـَخرَةٍ صـَمّاءِ
بِمَجـامِعِ الثَغرَيـنِ ما يَنفَكُّ مِن
جَيـــشٍ أَزَبَّ وَغـــارَةٍ شــَعواءِ
مِــن كُــلِّ فَـرجٍ لِلعَـدُوِّ كَـأَنَّهُ
فَــرجٌ حِمــىً إِلّا مِــنَ الأَكفـاءِ
قَـد كـانَ خَطـبٌ عـاثِرٌ فَأَقـالَهُ
رَأيُ الخَليفَـةِ كَـوكَبُ الخُلَفـاءِ
فَخَرَجـتَ مِنـهُ كَالشِهابِ وَلَم تَزَل
مُـذ كُنـتَ خَرّاجـاً مِـنَ الغَمّـاءِ
مـا سـَرَّني بِخِـداجِها مِـن حُجَّـةٍ
مـا بَيـنَ أَنـدَلُسٍ إِلـى صـَنعاءِ
أَجـرٌ وَلَكِـن قَـد نَظَرتُ فَلَم أَجِد
أَجــراً يَفـي بِشـَماتَةِ الأَعـداءِ
لَو سِرتَ لَاِلتَقَتِ الضُلوعُ عَلى أَسىً
كَلِــفٍ قَليــلِ السـِلمِ لِلأَحشـاءِ
وَلَجَــفَّ نُــوّارُ الكَلامِ وَقَلَّمــا
يُلفـى بَقـاءُ الغَرسِ بَعدَ الماءِ
فَـالجَوُّ جَـوّي إِن أَقَمـتَ بِغِبطَـةٍ
وَالأَرضُ أَرضـي وَالسـَماءُ سـَمائي
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.