
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
السـَيفُ أَصـدَقُ أَنبـاءً مِـنَ الكُتُـبِ
فـي حَـدِّهِ الحَـدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ
بيـضُ الصـَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ في
مُتـــونِهِنَّ جَلاءُ الشـــَكِّ وَالرِيَــبِ
وَالعِلـمُ فـي شـُهُبِ الأَرمـاحِ لامِعَـةً
بَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِ
أَيـنَ الرِوايَةُ بَل أَينَ النُجومُ وَما
صـاغوهُ مِـن زُخـرُفٍ فيهـا وَمِن كَذِبِ
تَخَرُّصــــاً وَأَحاديثـــاً مُلَفَّقَـــةً
لَيســَت بِنَبــعٍ إِذا عُـدَّت وَلا غَـرَبِ
عَجائِبــاً زَعَمــوا الأَيّـامَ مُجفِلَـةً
عَنهُـنَّ فـي صـَفَرِ الأَصـفارِ أَو رَجَـبِ
وَخَوَّفـوا النـاسَ مِـن دَهياءَ مُظلِمَةٍ
إِذا بَدا الكَوكَبُ الغَربِيُّ ذو الذَنَبِ
وَصــَيَّروا الأَبـرُجَ العُليـا مُرَتَّبَـةً
مـا كـانَ مُنقَلِبـاً أَو غَيـرَ مُنقَلِبِ
يَقضـونَ بِـالأَمرِ عَنهـا وَهـيَ غافِلَةٌ
مـا دارَ فـي فُلُـكٍ مِنهـا وَفي قُطُبِ
لَـو بَيَّنَـت قَـطُّ أَمـراً قَبـلَ مَوقِعِهِ
لَـم تُخـفِ مـا حَلَّ بِالأَوثانِ وَالصُلُبِ
فَتـحُ الفُتـوحِ تَعـالى أَن يُحيطَ بِهِ
نَظـمٌ مِـنَ الشِعرِ أَو نَثرٌ مِنَ الخُطَبِ
فَتــحٌ تَفَتَّـحُ أَبـوابُ السـَماءِ لَـهُ
وَتَـبرُزُ الأَرضُ فـي أَثوابِهـا القُشُبِ
يـا يَـومَ وَقعَـةِ عَمّورِيَّـةَ اِنصـَرَفَت
مِنـكَ المُنـى حُفَّلاً مَعسـولَةَ الحَلَـبِ
أَبقَيـتَ جَـدَّ بَنـي الإِسـلامِ فـي صَعَدٍ
وَالمُشـرِكينَ وَدارَ الشـِركِ فـي صَبَبِ
أُمٌّ لَهُـم لَو رَجَوا أَن تُفتَدى جَعَلوا
فِـــداءَها كُـــلَّ أُمٍّ مِنهُـــمُ وَأَبِ
وَبَـرزَةِ الـوَجهِ قَـد أَعيَت رِياضَتُها
كِسـرى وَصـَدَّت صـُدوداً عَـن أَبي كَرِبِ
بِكـرٌ فَمـا اِفتَرَعتَهـا كَـفُّ حادِثَـةٍ
وَلا تَرَقَّــت إِلَيهــا هِمَّــةُ النُـوَبِ
مِـن عَهـدِ إِسـكَندَرٍ أَو قَبلَ ذَلِكَ قَد
شـابَت نَواصي اللَيالي وَهيَ لَم تَشِبِ
حَتّـى إِذا مَخَّـضَ اللَـهُ السِنينَ لَها
مَخـضَ البَخيلَـةِ كـانَت زُبدَةَ الحِقَبِ
أَتَتهُـمُ الكُربَـةُ السـَوداءُ سـادِرَةً
مِنهـا وَكـانَ اِسـمُها فَرّاجَةَ الكُرَبِ
جَـرى لَهـا الفَألُ بَرحاً يَومَ أَنقَرَةٍ
إِذ غـودِرَت وَحشـَةَ الساحاتِ وَالرُحَبِ
لَمّـا رَأَت أُختَهـا بِـالأَمسِ قَد خَرِبَت
كـانَ الخَـرابُ لَها أَعدى مِنَ الجَرَبِ
كَـم بَيـنَ حيطانِهـا مِـن فارِسٍ بَطَلٍ
قـاني الـذَوائِبِ مِـن آنـي دَمٍ سَرَبِ
بِســُنَّةِ السـَيفِ وَالخَطِـيِّ مِـن دَمِـهِ
لا ســُنَّةِ الــدينِ وَالإِسـلامِ مُختَضـِبِ
لَقَـد تَرَكـتَ أَميـرَ المُـؤمِنينَ بِها
لِلنـارِ يَومـاً ذَليلَ الصَخرِ وَالخَشَبِ
غـادَرتَ فيها بَهيمَ اللَيلِ وَهوَ ضُحىً
يَشــُلُّهُ وَســطَها صـُبحٌ مِـنَ اللَهَـبِ
حَتّــى كَـأَنَّ جَلابيـبَ الـدُجى رَغِبَـت
عَـن لَونِهـا وَكَـأَنَّ الشـَمسَ لَم تَغِبِ
ضـَوءٌ مِـنَ النـارِ وَالظَلماءِ عاكِفَةٌ
وَظُلمَـةٌ مِـن دُخـانٍ فـي ضـُحىً شـَحِبِ
فَالشـَمسُ طالِعَـةٌ مِـن ذا وَقَد أَفَلَت
وَالشـَمسُ واجِبَـةٌ مِـن ذا وَلَـم تَجِبِ
تَصـَرَّحَ الـدَهرُ تَصـريحَ الغَمامِ لَها
عَـن يَـومِ هَيجـاءَ مِنهـا طاهِرٍ جُنُبِ
لَـم تَطلُعِ الشَمسُ فيهِ يَومَ ذاكَ عَلى
بـانٍ بِأَهـلٍ وَلَـم تَغـرُب عَلـى عَزَبِ
مـا رَبـعُ مَيَّـةَ مَعمـوراً يُطيـفُ بِهِ
غَيلانُ أَبهـى رُبـىً مِن رَبعِها الخَرِبِ
وَلا الخُـدودُ وَقَـد أُدميـنَ مِـن خَجَلٍ
أَشـهى إِلـى ناظِري مِن خَدِّها التَرِبِ
سـَماجَةً غَنِيَـت مِنّـا العُيـونُ بِهـا
عَـن كُـلِّ حُسـنٍ بَـدا أَو مَنظَـرٍ عَجَبِ
وَحُســنُ مُنقَلَــبٍ تَبقــى عَــواقِبُهُ
جــاءَت بَشاشـَتُهُ مِـن سـوءِ مُنقَلَـبِ
لَـو يَعلَمُ الكُفرُ كَم مِن أَعصُرٍ كَمَنَت
لَـهُ العَـواقِبُ بَيـنَ السُمرِ وَالقُضُبِ
تَــدبيرُ مُعتَصــِمٍ بِــاللَهِ مُنتَقِـمٍ
لِلَّــهِ مُرتَقِــبٍ فـي اللَـهِ مُرتَغِـبِ
وَمُطعَـمِ النَصـرِ لَـم تَكهَـم أَسـِنَّتُهُ
يَومــاً وَلا حُجِبَـت عَـن رَوحِ مُحتَجِـبِ
لَـم يَغـزُ قَوماً وَلَم يَنهَض إِلى بَلَدٍ
إِلّا تَقَـــدَّمَهُ جَيــشٌ مِــنَ الرَعَــبِ
لَـو لَم يَقُد جَحفَلاً يَومَ الوَغى لَغَدا
مِـن نَفسـِهِ وَحـدَها فـي جَحفَـلٍ لَجِبِ
رَمـى بِـكَ اللَـهُ بُرجَيهـا فَهَـدَّمَها
وَلَـو رَمـى بِـكَ غَيـرُ اللَهِ لَم يُصِبِ
مِـن بَعـدِ مـا أَشَّبوها واثِقينَ بِها
وَاللَـهُ مِفتـاحُ بـابِ المَعقِلِ الأَشِبِ
وَقــالَ ذو أَمرِهِــم لا مَرتَـعٌ صـَدَدٌ
لِلسـارِحينَ وَلَيـسَ الـوِردُ مِـن كَثَبِ
أَمانِيــاً ســَلَبَتهُم نُجـحَ هاجِسـِها
ظُـبى السُيوفِ وَأَطرافُ القَنا السُلُبِ
إِنَّ الحِمـامَينِ مِـن بيـضٍ وَمِـن سُمُرٍ
دَلـوا الحَيـاتَينِ مِن ماءٍ وَمِن عُشُبِ
لَبَّيــتَ صـَوتاً زِبَطرِيّـاً هَرَقـتَ لَـهُ
كَـأسَ الكَـرى وَرُضـابَ الخُرَّدِ العُرُبِ
عَـداكَ حَـرُّ الثُغـورِ المُستَضامَةِ عَن
بَـردِ الثُغـورِ وَعَن سَلسالِها الحَصِبِ
أَجَبتَــهُ مُعلِنـاً بِالسـَيفِ مُنصـَلِتاً
وَلَـو أَجَبـتَ بِغَيـرِ السـَيفِ لَم تُجِبِ
حَتّـى تَرَكـتَ عَمـودَ الشـِركِ مُنعَفِراً
وَلَـم تُعَـرِّج عَلـى الأَوتـادِ وَالطُنُبِ
لَمّـا رَأى الحَربَ رَأيَ العَينِ توفِلِسٌ
وَالحَـربُ مُشـتَقَّةُ المَعنى مِنَ الحَرَبِ
غَــدا يُصــَرِّفُ بِــالأَموالِ جِريَتَهـا
فَعَـزَّهُ البَحـرُ ذو التَيّـارِ وَالحَدَبِ
هَيهـاتَ زُعزِعَـتِ الأَرضُ الوَقـورُ بِـهِ
عَــن غَـزوِ مُحتَسـِبٍ لا غَـزوِ مُكتَسـِبِ
لَـم يُنفِـقِ الـذَهَبَ المُربي بِكَثرَتِهِ
عَلـى الحَصـى وَبِـهِ فَقرٌ إِلى الذَهَبِ
إِنَّ الأُســودَ أُسـودَ الغيـلِ هِمَّتُهـا
يَومَ الكَريهَةِ في المَسلوبِ لا السَلَبِ
وَلّــى وَقَـد أَلجَـمَ الخَطِّـيُّ مَنطِقَـهُ
بِسـَكتَةٍ تَحتَهـا الأَحشـاءُ فـي صـَخَبِ
أَحـذى قَرابينُـهُ صـَرفَ الرَدى وَمَضى
يَحتَـثُّ أَنجـى مَطايـاهُ مِـنَ الهَـرَبِ
مُـــوَكِّلاً بِيَفـــاعِ الأَرضِ يُشـــرِفُهُ
مِـن خِفَّـةِ الخَـوفِ لا مِن خِفَّةِ الطَرَبِ
إِن يَعـدُ مِن حَرِّها عَدوَ الظَليمِ فَقَد
أَوسـَعتَ جاحِمَهـا مِـن كَـثرَةِ الحَطَبِ
تِسـعونَ أَلفـاً كَآسـادِ الشَرى نَضِجَت
جُلـودُهُم قَبـلَ نُضـجِ التينِ وَالعِنَبِ
يـا رُبَّ حَوبـاءَ حيـنَ اِجتُثَّ دابِرُهُم
طـابَت وَلَـو ضـُمِّخَت بِالمِسكِ لَم تَطِبِ
وَمُغضــَبٍ رَجَعَـت بيـضُ السـُيوفِ بِـهِ
حَـيَّ الرِضـا مِـن رَداهُم مَيِّتَ الغَضَبِ
وَالحَــربُ قائِمَـةٌ فـي مَـأزِقٍ لَجِـجٍ
تَجثـو القِيامُ بِهِ صُغراً عَلى الرُكَبِ
كَـم نيـلَ تَحـتَ سَناها مِن سَنا قَمَرٍ
وَتَحــتَ عارِضــِها مِـن عـارِضٍ شـَنِبِ
كَم كانَ في قَطعِ أَسبابِ الرِقابِ بِها
إِلـى المُخَـدَّرَةِ العَـذراءِ مِـن سَبَبِ
كَـم أَحـرَزَت قُضـُبُ الهِنـدِيِّ مُصـلَتَةً
تَهتَــزُّ مِـن قُضـُبٍ تَهتَـزُّ فـي كُثُـبِ
بيـضٌ إِذا اِنتُضـِيَت مِن حُجبِها رَجَعَت
أَحَـقَّ بِـالبيضِ أَترابـاً مِـنَ الحُجُبِ
خَليفَـةَ اللَـهِ جازى اللَهُ سَعيَكَ عَن
جُرثومَـةِ الـدِينِ وَالإِسـلامِ وَالحَسـَبِ
بَصـُرتَ بِالراحَـةِ الكُبرى فَلَم تَرَها
تُنــالُ إِلّا عَلـى جِسـرٍ مِـنَ التَعَـبِ
إِن كـانَ بَيـنَ صُروفِ الدَهرِ مِن رَحِمٍ
مَوصــولَةٍ أَو ذِمــامٍ غَيـرِ مُنقَضـِبِ
فَبَيـنَ أَيّامِـكَ اللاتـي نُصـِرتَ بِهـا
وَبَيــنَ أَيّـامِ بَـدرٍ أَقـرَبُ النَسـَبِ
أَبقَـت بَني الأَصفَرِ المِمراضِ كَاِسمِهِمُ
صـُفرَ الوُجـوهِ وَجَلَّـت أَوجُـهَ العَرَبِ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.