
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَمَكاسـِرُ الحَسـَنِ بـنِ وَهبٍ أَطيَبُ
وَأَمَـرُّ فـي حَنَـكِ الحَسودِ وَأَعذَبُ
وَلَـهُ إِذا خَلُـقَ التَخَلُّقُ أَو نَبا
خُلُـقٌ كَـرَوضِ الحَزنِ أَو هُوَ أَخصَبُ
ضـَرَبَت بِـهِ أُفُـقَ الثَناءِ ضَرائِبٌ
كَالمِسـكِ يُفتَـقُ بِالنَـدى وَيُطَيَّبُ
يَسـتَنبِطُ الروحَ اللَطيفَ نَسيمُها
أَرَجـاً وَتُؤكَـلُ بِالضـَميرِ وَتُشرَبُ
ذَهَبَـت بِمُذهَبِهِ السَماحَةُ فَاِلتَوَت
فيـهِ الظُنـونُ أَمَـذهَبٌ أَم مُذهَبُ
وَرَأَيــتُ غُرَّتَــهُ صـَبيحَةَ نَكبَـةٍ
جَلَــلٍ فَقُلـتُ أَبـارِقٌ أَم كَـوكَبُ
مَتَعَـت كَما مَتَعَ الضُحى في حادِثٍ
داجٍ كَــأَنَّ الصـُبحَ فيـهِ مَغـرِبُ
يَفـديهِ قَـومٌ أَحضـَرَت أَعراضـُهُم
سـوءَ المَعـايِبِ وَالنَـوالُ مُغَيَّبُ
مِـن كُـلِّ مُهـراقِ الحَياءِ كَأَنَّما
غَطّـى غَـديرَي وَجنَتَيـهِ الطُحلُـبُ
مُتَدَســِّمُ الثَـوبَينِ يَنظُـرُ زادَهُ
نَظَـــرٌ يُحَـــدِّقُهُ وَخَــدٌّ صــُلَّبُ
فَـإِذا طَلَبـتُ لَدَيهِمُ ما لَم أَنَل
أَدرَكـتُ مِـن جَـدواهُ ما لا أَطلُبُ
ضـَمَّ الفَتـاءَ إِلى الفُتُوَّةِ بُردُهُ
وَسـَقاهُ وَسـمِيُّ الشـَبابِ الصـَيِّبُ
وَصـَفا كَمـا يَصفو الشِهابُ وَإِنَّهُ
فـي ذاكَ مِن صِبغِ الحَياءِ لَمُشرَبُ
تَلقـى السـُعودَ بِـوَجهِهِ وَتُحِبُّـهُ
وَعَلَيــكَ مَســحَةُ بِغضـَةٍ فَتُحَبَّـبُ
إِنَّ الإِخــاءَ وِلادَةٌ وَأَنـا اِمـرُؤٌ
مِمَّـن أُواخـي حَيـثُ مِلـتُ فَأُنجِبُ
وَإِذا الرِجالُ تَساجَلوا في مَشهَدٍ
فَمُريــحُ رَأيٍ مِنهُــمُ أَو مُغـرِبُ
أَحـرَزتَ خَصـلَيهِ إِلَيـكَ وَأَقبَلَـت
آراءُ قَــومٍ خَلـفَ رَأيِـكَ تُجنَـبُ
وَإِذا رَأَيتُـــكَ وَالكَلامُ لَآلِـــئٌ
تُـؤمٌ فَبِكـرٌ فـي النِظـامِ وَثَيِّبُ
فَكَــأَنَّ قُسـّاً فـي عُكـاظٍ يَخطُـبُ
وَكَــأَنَّ لَيلـى الأَخيَلِيَّـةَ تَنـدُبُ
وَكَـثيرَ عَـزَّةَ يَـومَ بَيـنٍ يَنسـُبُ
وَاِبنَ المُقَفَّعِ في اليَتيمَةِ يُسهِبُ
تَكسـو الوَقـارَ وَتَسـتَخِفُّ مُوَقَّراً
طَـوراً وَتُبكـي سـامِعينَ وَتُطـرِبُ
قَـد جاءَنا الرَشَأُ الَّذي أَهدَيتَهُ
خَرِقـاً وَلَو شِئنا لَقُلنا المَركَبُ
لَـدنُ البَنـانِ لَـهُ لِسـانٌ أَعجَمٌ
خُــرسٌ مَعــانيهِ وَوَجــهٌ مُعـرِبُ
يَرنـو فَيَثلِمُ في القُلوبِ بِطَرفِهِ
وَيَعِـنُّ لِلنَظَـرِ الحَـرونِ فَيُصـحِبُ
قَـد صـَرَّفَ الرانـونَ خَمـرَةَ خَدِّهِ
وَأَظُنُّهـا بِـالريقِ مِنـهُ سـَتُقطَبُ
حَمــدٌ حُـبيتَ بِـهِ وَأَجـرٌ حَلَّقَـت
مِـن دونِـهِ عَنقـاءُ لَيـلٍ مُغـرِبُ
خُـذهُ وَإِن لَـم يَرتَجِـع مَعروفَـهُ
مَحـضٌ إِذا مُـزِجَ الرِجـالُ مُهَـذَّبُ
وَاِنفَـح لَنا مِن طيبِ خَيمِكَ نَفحَةً
إِن كــانَتِ الأَخلاقُ مِمّــا تـوهَبُ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.