
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَـد نـابَتِ الجِـزعَ مِن أُروِيَّةَ النُوَبُ
وَاِسـتَحقَبَت جِـدَّةً مِـن رَبعِهـا الحِقَبُ
أَلــوى بِصـَبرِكَ إِخلاقُ اللِـوى وَهَفـا
بِلُبِّــكَ الشـَوقُ لَمّـا أَقفَـرَ اللَبَـبُ
خَفَّـت دُموعُـكَ فـي إِثـرِ الحَبيبِ لَدُن
خَفَّـت مِـنَ الكُثُـبِ القُضـبانُ وَالكُثُبُ
مِـن كُـلِّ مَمكـورَةٍ ذابَ النَعيـمُ لَها
ذَوبَ الغَمـــامِ فَمُنهَـــلٌّ وَمُنســَكِبُ
أَطاعَهـا الحُسـنُ وَاِنحَطَّ الشَبابُ عَلى
فُؤادِهـا وَجَـرَت فـي روحِهـا النِسـَبُ
لَـم أَنسـَها وَصـُروفُ البَيـنِ تَظلِمُها
وَلا مُعَـــوَّلَ إِلّا الواكِـــفُ الســَرِبُ
أَدنَـت نِقابـاً عَلى الخَدَّينِ وَاِنتَسَبَت
لِلنـــاظِرينَ بِقَــدٍّ لَيــسَ يَنتَســِبُ
وَلَـو تَبَسـَّمُ عُجنـا الطَـرفَ فـي بَرَدٍ
وَفـي أَقـاحٍ سـَقَتها الخَمـرُ وَالضَرَبُ
مِـن شَكلِهِ الدُرُّ في رَصفِ النِظامِ وَمِن
صـِفاتِهِ الفِتنَتـانِ الظَلـمُ وَالشـَنَبُ
كـانَت لَنـا مَلعَبـاً نَلهـو بِزُخرُفِـهِ
وَقَـد يُنَفِّـسُ عَـن جِـدِّ الفَـتى اللَعِبُ
لَمّـا أَطـالَ اِرتِجـالَ العَذلِ قُلتُ لَهُ
الحَـزمُ يَثنـي خُطوبَ الدَهرِ لا الخُطَبُ
لَـم يَجتَمِـع قَـطُّ فـي مِصـرٍ وَلا طَـرَفٍ
مُحَمَّــدُ بــنُ أَبـي مَـروانَ وَالنُـوَبُ
لــي مِــن أَبـي جَعفَـرٍ آخِيَّـةٌ سـَبَبٌ
إِن تَبـقَ يُطلَـب إِلـى مَعروفِيَ السَبَبُ
صــَحَّت فَمــا يَتَمـارى مَـن تَأَمَّلَهـا
مِــن نَحـوِ نـائِلِهِ فـي أَنَّهـا نَسـَبُ
أَمَّـت نَـداهُ بِـيَ العيـسُ الَّتي شَهِدَت
لَهـا السـُرى وَالفَيـافي أَنَّهـا نُجُبُ
هَــمٌّ ســَرى ثُـمَّ أَضـحى هِمَّـةً أَمَمـاً
أَضـحَت رَجـاءً وَأَمسـَت وَهـيَ لـي نَشَبُ
أَعطـى وَنُطفَـةُ وَجهـي فـي قَرارَتِهـا
تَصــونُها الوَجَنـاتُ الغَضـَّةُ القُشـُبُ
لَـن يَكـرُمَ الظَفَرُ المُعطى وَإِن أُخِذَت
بِــهِ الرَغـائِبُ حَتّـى يَكـرُمَ الطَلَـبُ
إِذا تَباعَــدَتِ الــدُنيا فَمَطلَبُهــا
إِذا تَـــوَرَّدتَهُ مِــن شــِعبِهِ كَثَــبُ
رِدءُ الخِلافَـةِ فـي الجُلّـى إِذا نَزَلَت
وَقَيِّـمُ المُلـكِ لا الـواني وَلا النَصِبُ
جَفــنٌ يَعـافُ لَذيـذَ النَـومِ نـاظِرُهُ
شــُحّاً عَلَيهــا وَقَلـبٌ حَولَهـا يَجِـبُ
طَليعَــةٌ رَأيُــهُ مِــن دونِ بَيضـَتِها
كَمـا اِنتَمـى رَابِئٌ في الغَزوِ مُنتَصِبُ
حَتّى إِذا ما اِنتَضى التَدبيرَ ثابَ لَهُ
جَيــشٌ يُصــارِعُ عَنـهُ مـا لَـهُ لَجَـبُ
شــِعارُها اِسـمُكَ إِن عُـدَّت مَحاسـِنُها
إِذِ اِسـمُ حاسـِدِكَ الأَدنـى لَهـا لَقَـبُ
وَزيــرُ حَــقٍّ وَوالــي شـُرطَةٍ وَرَحـى
ديـــوانِ مُلــكٍ وَشــيعِيٌّ وَمُحتَســِبُ
كَــالأَرحَبِيِّ المَـذَكّى سـَيرُهُ المَرَطـى
وَالوَخـدُ وَالمَلـعُ وَالتَقريبُ وَالخَبَبُ
عَـــودٌ تُســـاجِلُهُ أَيّــامُهُ فَبِهــا
مِــن مَســِّهِ وَبِــهِ مِـن مَسـِّها جُلَـبُ
ثَبـتُ الجَنـانِ إِذا اِصـطَكَّت بِمُظلِمَـةٍ
فـي رَحلِـهِ أَلسـُنُ الأَقـوامِ وَالرُكَـبُ
لا المَنطِـقُ اللَغـوُ يَزكو في مَقاوِمِهِ
يَومــاً وَلا حُجَّــةُ المَلهـوفِ تُسـتَلَبُ
كَأَنَّمــا هُــوَ فــي نـادي قَـبيلَتِهِ
لا القَلـبُ يَهفـو وَلا الأَحشـاءُ تَضطَرِبُ
وَتَحـــتَ ذاكَ قَضــاءٌ حَــزُّ شــَفرَتِهِ
كَمـا يَعَـضُّ بِـأَعلى الغـارِبِ القَتَـبُ
لا ســـورَةٌ تُتَّقــى مِنــهُ وَلا بَلَــهٌ
وَلا يَحيـــفُ رِضــاً مِنــهُ وَلا غَضــَبُ
أَلقـى إِلَيـكَ عُـرى الأَمرِ الإِمامُ فَقَد
شـُدَّ العِنـاجُ مِـنَ السـُلطانِ وَالكَرَبُ
يَعشـو إِلَيـكَ وَضـَوءُ الـرَأيِ قـائِدُهُ
خَليفَــــةٌ إِنَّمــــا آراؤُهُ شـــُهُبُ
إِن تَمتَنِـع مِنـهُ فـي الأَوقاتِ رُؤيَتُهُ
فَكُــلُّ لَيــثٍ هَصــورٍ غيلُــهُ أَشــِبُ
أَو تَلــقَ مِــن دونِـهِ حُجـبٌ مُكَرَّمَـةٌ
يَومـاً فَقَـد أُلقِيَـت مِن دونِكَ الحُجُبُ
وَالصـُبحُ تَخلُـفُ نـورَ الشـَمسِ غُرَّتُـهُ
وَقَرنُهــا مِــن وَراءِ الأُفـقِ مُحتَجِـبُ
أَمـا القَـوافي فَقَـد حَصـَّنتَ عُذرَتَها
فَمــا يُصــابُ دَمٌ مِنهــا وَلا ســَلَبُ
مَنَعــتَ إِلّا مِــنَ الأَكفــاءِ ناكِحَهـا
وَكـانَ مِنـكَ عَلَيهـا العَطـفُ وَالحَدَبُ
وَلَــو عَضــَلتَ عَـنِ الأَكفـاءِ أَيِّمَهـا
وَلَــم يَكُـن لَـكَ فـي أَطهارِهـا أَرَبُ
كـانَت بَنـاتِ نُصـَيبٍ حيـنَ ضـَنَّ بِهـا
عَـنِ المَـوالي وَلَم تَحفَل بِها العَرَبُ
أَمّــا وَحَوضــُكَ مَملــوءٌ فَلا ســُقِيَت
خَوامِسـي إِن كَفـى أَرسـالَها الغَـرَبُ
لَـو أَنَّ دِجلَـةَ لَـم تُحـوِج وَصـاحِبَها
أَرضَ العِراقَيـنِ لَم تُحفَر بِها القُلُبُ
لَـم يَنتَـدِب عُمَـرٌ لِلإِبـلِ يَجعَـلُ مِـن
جُلودِهـا النَقـدَ حَتّـى عَـزَّهُ الـذَهَبُ
لا شـَربَ أَجهَـلُ مِـن شـَربٍ إِذا وَجَدوا
هَـذا اللُجَيـنِ فَـدارَت فيهِـمُ الغُلَبُ
إِنَّ الأَســِنَّةَ وَالمــاذِيَّ مُــذ كَثُـرا
فَلا الصَياصـي لَهـا قَـدرٌ وَلا اليَلَـبُ
لا نَجـــمَ مِــن مَعشــَرٍ إِلّا وَهِمَّتُــهُ
عَلَيــكَ دائِرَةٌ يــا أَيُّهــا القُطُـبُ
وَمــا ضــَميرِيَ فـي ذِكـراكَ مُشـتَرَكٌ
وَلا طَريقــي إِلــى جَــدواكَ مُنشـَعِبُ
لـي حُرمَـةٌ بِـكَ لَـولا مـا رَعَيتَ وَما
أَوجَبـتَ مِـن حِفظِهـا مـا خِلتُها تَجِبُ
بَلــى لَقَــد سـَلَفَت فـي جـاهِلِيَّتِهِم
لِلحَــقِّ لَيــسَ كَحَقّــي نُصــرَةٌ عَجَـبُ
أَن تَعلَقَ الدَلوُ بِالدَلوِ الغَريبَةِ أَو
يُلابِــسَ الطُنُــبَ المُستَحصـِدَ الطُنُـبُ
إِنَّ الخَليفَــةَ قَــد عَــزَّت بِـدَولَتِهِ
دَعــائِمُ الـدينِ فَليَعـزِز بِـكَ الأَدَبُ
مـالي أَرى جَلَبـاً فَعمـاً وَلَسـتُ أَرى
ســوقاً وَمـالي أَرى سـوقاً وَلا جَلَـبُ
أَرضٌ بِهــا عُشــُبٌ جَـرفٌ وَلَيـسَ بِهـا
مــاءٌ وَأُخــرى بِهـا مـاءٌ وَلا عُشـُبُ
خُــذها مُغَرِّبَــةً فــي الأَرضِ آنِســَةً
بِكُــلِّ فَهــمٍ غَريــبٍ حيــنَ تَغتَـرِبُ
مِـن كُـلِّ قافِيَـةٍ فيهـا إِذا اِجتُنِيَت
مِـن كُـلِّ مـا يَجتَنيهِ المُدنَفُ الوَصِبُ
الجِـدُّ وَالهَـزلُ فـي تَوشـيعِ لُحمَتِها
وَالنُبـلُ وَالسـُخفُ وَالأَشـجانُ وَالطَرَبُ
لا يُسـتَقى مِـن جَفيـرِ الكُتبِ رَونَقُها
وَلَـم تَـزَل تَسـتَقي مِن بَحرِها الكُتُبُ
حَسـيبَةٌ فـي صـَميمِ المَـدحِ مَنصـِبُها
إِذ أَكثَـرُ الشـِعرِ مُلقـىً مـالَهُ حَسَبُ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.