
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَـدكَ اِتَّئِب أَربَيتَ في الغُلواءِ
كَـم تَعـذِلونَ وَأَنتُـمُ سـُجَرائي
لا تَسـقِني مـاءَ المُلامِ فَـإِنَّني
صـَبٌّ قَـدِ اِسـتَعذَبتُ ماءَ بُكائي
وَمُعَــرَّسٍ لِلغَيـثِ تَخفِـقُ بَينَـهُ
رايــاتُ كُــلِّ دُجُنَّــةٍ وَطفـاءِ
نَشـَرَت حَـدائِقَهُ فَصـِرنَ مَآلِفـاً
لِطَــرائِفِ الأَنــواءِ وَالأَنـداءِ
فَسَقاهُ مِسكَ الطَلِّ كافورُ الصَبا
وَاِنحَـلَّ فيـهِ خَيـطُ كُـلِّ سـَماءِ
عُنِـيَ الرَبيـعُ بِرَوضـِهِ فَكَأَنَّما
أَهـدى إِلَيـهِ الوَشيَ مِن صَنعاءِ
صـــَبَّحتُهُ بِســـُلافَةٍ صــَبَّحتُها
بِســُلافَةِ الخُلَطـاءِ وَالنُـدَماءِ
بِمُدامَـةٍ تَغدو المُنى لِكُؤوسِها
خَـوَلاً عَلـى السـَرّاءِ وَالضـَرّاءِ
راحٌ إِذا مـا الراحُ كُنَّ مَطِيَّها
كانَت مَطايا الشَوقِ في الأَحشاءِ
عِنَبِيَّــةٌ ذَهَبِيَّــةٌ سـَكَبَت لَهـا
ذَهَـبَ المَعـاني صاغَةُ الشُعَراءِ
أَكَلَ الزَمانُ لِطولِ مُكثِ بَقائِها
مـا كـانَ خامَرَهـا مِنَ الأَقذاءِ
صـَعُبَت وَراضَ المَزجُ سَيِّءَ خُلقِها
فَتَعَلَّمَـت مِـن حُسـنِ خُلقِ الماءِ
خَرقـاءُ يَلعَبُ بِالعُقولِ حَبابُها
كَتَلَعُّــبِ الأَفعــالِ بِالأَســماءِ
وَضـَعيفَةٌ فَـإِذا أَصـابَت فُرصـَةً
قَتَلَـت كَـذَلِكَ قُـدرَةُ الضـُعَفاءِ
جَهمِيَّــةُ الأَوصــافِ إِلّا أَنَّهُــم
قَــد لَقَّبوهـا جَـوهَرَ الأَشـياءِ
وَكَـأَنَّ بَهجَتَهـا وَبَهجَـةَ كَأسِها
نــارٌ وَنــورٌ قُيِّــدا بِوِعـاءِ
أَو دُرَّةٌ بَيضــاءُ بِكـرٌ أُطبِقَـت
حَمَلاً عَلــى ياقوتَــةٍ حَمــراءِ
وَمَسـافَةً كَمَسافَةِ الهَجرِ اِرتَقى
فـي صَدرِ باقي الحُبِّ وَالبُرَحاءِ
بيـدٌ لِنَسلِ العيدِ في أُملودِها
مـا اِرتيدَ مِن عيدٍ وَمِن عُدَواءِ
مَزَّقـتُ ثَـوبَ عُكوبِهـا بِرُكوبِها
وَالنارُ تَنبُعُ مِن حَصى المَعزاءِ
وَإِلى اِبنِ حَسّانَ اِعتَدَت بي هِمَّةٌ
وَقَفَــت عَلَيـهِ خِلَّـتي وَإِخـائي
لَمّـا رَأَيتُـكَ قَـد غَذَوتَ مَوَدَّتي
بِالبِشـرِ وَاِستَحسَنتَ وَجهَ ثَنائي
أَنبَطـتُ في قَلبي لِوَأيِكَ مَشرَعاً
ظَلَّـت تَحـومُ عَلَيـهِ طَيرُ رَجائي
فَثَـوَيتُ جـاراً لِلحَضـيضِ وَهِمَّتي
قَـد طُـوِّقَت بِكَـواكِبِ الجَـوزاءِ
إيـهِ فَـدَتكَ مَغارِسـي وَمَنابِتي
إِطـرَح غَنـاءَكَ في بُحورِ عَنائي
يَسـِّر لِقَولِـكَ مَهـرَ فِعلِـكَ إِنَّهُ
يَنـوي اِفتِضـاضَ صـَنيعَةٍ عَذراءِ
وَإِلـى مُحَمَّـدٍ اِبتَعَثـتُ قَصائِدي
وَرَفَعــتُ لِلمُستَنشـِدينَ لِـوائي
وَإِذا تَشـاجَرَتِ الخُطوبُ قَرَيتَها
جَــدَلاً يَفُــلُّ مَضـارِبَ الأَعـداءِ
يا غايَةَ الأُدَباءِ وَالظُرَفاءِ بَل
يـا سـَيِّدَ الشـُعَراءِ وَالخُطَباءِ
يَحـيَ بنِ ثابِتٍ الَّذي سَنَّ النَدى
وَحَـوى المَكارِمَ مِن حَياً وَحَياءِ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.