
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَحســِن بِأَيّـامِ العَقيـقِ وَأَطيِـبِ
وَالعَيــشِ فـي أَظلالِهِـنَّ المُعجِـبِ
وَمَصـــيفِهِنَّ المُســـتَظِلِّ بِظِلِّــهِ
ســِربُ المَهـا وَرَبيعِهِـنَّ الصـَيِّبِ
أُصـُلٌ كَبُـردِ العَصبِ نيطَ إِلى ضُحىً
عَبِــقٍ بِرَيحــانِ الرِيـاضِ مُطَيَّـبِ
وَظِلالِهِـــنَّ المُشـــرِقاتِ بِخُــرَّدٍ
بيــضٍ كَــواعِبَ غامِضـاتِ الأَكعُـبِ
وَأَغَـنَّ مِـن دُعـجِ الظِبـاءِ مُرَبَّـبٍ
بُــدِّلنَ مِنــهُ أَغَـنَّ غَيـرَ مُرَبَّـبِ
لِلَّــهِ لَيلَتُنــا وَكــانَت لَيلَـةً
ذُخِـرَت لَنـا بَينَ اللِوى فَالشُربُبِ
قـالَت وَقَـد أَعلَقـتُ كَفّـي كَفَّهـا
حِلّاً وَمـــا كُـــلُّ الحَلالِ بِطَيِّــبِ
فَنَعِمـتُ مِـن شـَمسٍ إِذا حُجِبَت بَدَت
مِـن نورِهـا فَكَأَنَّهـا لَـم تُحجَـبِ
وَإِذا رَنَـت خِلـتَ الظِباءَ وَلَدنَها
رِبعِيَّـةً وَاِستُرضـِعَت فـي الرَبـرَبِ
إِنســـِيَّةٌ إِن حُصــِّلَت أَنســابُها
جِنِّيَّــةُ الأَبَـوَينِ مـا لَـم تُنسـَبِ
قَـد قُلـتُ لِلزَبّـاءِ لَمّـا أَصـبَحَت
فــي حَـدِّ نـابٍ لِلزَمـانِ وَمِخلَـبِ
لِمَدينَـةٍ عَجمـاءَ قَد أَمسى البِلى
فيهـا خَطيبـاً بِاللِسـانِ المُعرِبِ
فَكَأَنَّمـا سـَكَنَ الفَنـاءُ عِراصـَها
أَو صـالَ فيها الدَهرُ صَولَةَ مُغضِبِ
لَكِــن بَنـو طَـوقٍ وَطَـوقٌ قَبلَهُـم
شـادوا المَعالي بِالثَناءِ الأَغلَبِ
فَسـَتَخرَبُ الـدُنيا وَأَبنِيَةُ العُلى
وَقِبابُهـا جُـدُدٌ بِهـا لَـم تَخـرَبِ
رُفِعَــت بِأَيّـامِ الطِعـانِ وَغُشـِّيَت
رِقــراقَ لَــونٍ لِلسـَماحَةِ مُـذهَبِ
يـا طالِبـاً مَسـعاتَهُم لِيَنالَهـا
هَيهـاتَ مِنـكَ غُبـارُ ذاكَ المَوكِبِ
أَنـتَ المُعَنّـى بِـالغَواني تَبتَغي
أَقصــى مَوَدَّتِهــا بِــرَأسٍ أَشـيَبِ
وَطِـئَ الخُطـوبَ وَكَـفَّ مِن غُلَوائِها
عُمَـرُ بـنُ طَـوقٍ نَجمُ أَهلِ المَغرِبِ
مُلتَـفُّ أَعراقِ الوَشيجِ إِذا اِنتَمى
يَـومَ الفَخـارِ ثَـرِيُّ تَربِ المَنصِبِ
فـي مَعـدِنِ الشَرَفِ الَّذي مِن حَليِهِ
سـُبِكَت مَكـارِمُ تَغلِـبَ اِبنَةِ تَغلِبِ
قَـد قُلـتُ في غَلَسِ الدُجى لِعِصابَةٍ
طَلَبَـت أَبـا حَفـصٍ مُنـاخَ الأَركُـبِ
الكَـوكَبُ الجُشـَمِيُّ نَصـبَ عُيـونِكُم
فَاِستَوضـِحوا إيضـاءَ ذاكَ الكَوكَبِ
يُعطي عَطاءَ المُحسِنِ الخَضِلِ النَدى
عَفـواً وَيَعتَـذِرُ اِعتِـذارَ المُذنِبِ
وَمُرَحِّـــبٍ بِــالزائِرينَ وَبِشــرُهُ
يُغنيـكَ عَـن أَهـلٍ لَـدَيهِ وَمَرحَـبِ
يَغـدو مُـؤَمِّلُهُ إِذا مـا حَـطَّ فـي
أَكنــافِهِ رَحـلَ المُكِـلِّ المُلغِـبِ
سـَلِسَ اللُبانَـةِ وَالرَجـاءِ بِبابِهِ
كَثَـبَ المُنـى مُمتَـدَّ ظِـلِّ المَطلَبِ
الجِــدُّ شــيمَتُهُ وَفيــهِ فُكاهَـةٌ
ســُجُحٌ وَلا جِــدٌّ لِمَـن لَـم يَلعَـبِ
شــَرِسٌ وَيُتبَـعُ ذاكَ ليـنَ خَليقَـةٍ
لا خَيـرَ في الصَهباءِ ما لَم تُقطَبِ
صـَلبٌ إِذا اِعوَجَّ الزَمانُ وَلَم يَكُن
لِيُليـنَ صـُلبَ الخَطبِ مَن لَم يَصلُبِ
الــوُدُّ لِلقُربــى وَلَكِــن عُرفُـهُ
لِلأَبعَــدِ الأَوطــانِ دونَ الأَقــرَبِ
وَكَـذاكَ عَتّـابُ بـنُ سـَعدٍ أَصبَحوا
وَهُــمُ زِمـامُ زَمانِنـا المُتَقَلِّـبِ
هُـم رَهـطُ مَـن أَمسى بَعيداً رَهطُهُ
وَبَنـو أَبـي رَجُـلٍ بِغَيـرِ بَني أَبِ
وَمُنـافِسٍ عُمَـرَ بـنَ طَـوقٍ مـا لَهُ
مِـن ضـِغنِهِ غَـبرُ الحَصـى وَالأَثلَبِ
تَعِـبُ الخَلائِقِ وَالنَـوالِ وَلَم يَكُن
بِالمُسـتَريحِ العِـرضِ مَن لَم يَتعَبِ
بِشـُحوبِهِ فـي المَجـدِ أَشرَقَ وَجهُهُ
لا يَسـتَنيرُ فَعـالَ مَـن لَـم يَشحُبِ
بَحـرٌ يَطِـمُّ عَلى العُفاةِ وَإِن تَهِج
ريــحُ السـُؤالِ بِمَـوجِهِ يَغلَـولِبِ
وَالشـَولُ مـا حُلِبَـت تَدَفَّقَ رِسلُها
وَتَجِــفُّ دِرَّتُهــا إِذا لَـم تُحلَـبِ
يـا عَقـبَ طَـوقٍ أَيُّ عَقـبِ عَشـيرَةٍ
أَنتُــم وَرُبَّـتَ مُعقِـبٍ لَـم يُعقِـبِ
قَيَّـدتُ مِـن عُمَـرَ بـنِ طَـوقٍ هِمَّتي
بِـالحُوَّلِ الثَبـتِ الجَنـانِ القُلَّبِ
نَفَــقَ المَديـحُ بِبـابِهِ فَكَسـَوتُهُ
عِقـداً مِـنَ اليـاقوتِ غَيـرَ مُثَقَّبِ
أَولـى المَديـحِ بِأَن يَكونَ مُهَذَّباً
مـا كـانَ مِنـهُ فـي أَغَـرَّ مُهَـذَّبِ
غَرُبَــت خَلائِقُــهُ وَأَغــرَبَ شـاعرٌ
فيــهِ فَأَحسـَنَ مُغـرِبٌ فـي مُغـرِبِ
لَمّـا كَرُمـتَ نَطَقـتُ فيـكَ بِمَنطِـقٍ
حَــقٍّ فَلَــم آثَــم وَلَـم أَتَحَـوَّبِ
وَمَتى اِمتَدَحتُ سِواكَ كُنتُ مَتى يَضِق
عَنّـي لَـهُ صـِدقُ المَقالَـةِ أَكـذِبِ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.