
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مِـن سـَجايا الطُلـولِ أَلّا تُجيبا
فَصــَوابٌ مِـن مُقلَـةٍ أَن تَصـوبا
فَاِسـأَلنَها وَاِجعَـل بُكاكَ جَواباً
تَجِــدِ الشــَوقَ سـائِلاً وَمُجيبـا
قَـد عَهِـدنا الرُسـومَ وَهيَ عُكاظٌ
لِلصـِبى تَزدَهيـكَ حُسـناً وَطيبـا
أَكثَـــرَ الأَرضِ زائِراً وَمَــزوراً
وَصــَعوداً مِـنَ الهَـوى وَصـَبوبا
وَكِعابـــاً كَأَنَّمــا أَلبَســَتها
غَفَلاتُ الشــَبابِ بُــرداً قَشـيبا
بَيَّـنَ البَيـنُ فَقـدَها قَلَّمـا تَع
رِفُ فَقـداً لِلشـَمسِ حَتّـى تَغيبـا
لَعِـبَ الشـَيبُ بِالمَفـارِقِ بَل جَد
دَ فَــأَبكى تُماضــِراً وَلَعوبــا
خَضـَبَت خَـدَّها إِلـى لُؤلُـؤِ العِق
دِ دَمـاً أَن رَأَت شـَواتي خَضـيبا
كُـلُّ داءٍ يُرجـى الـدَواءُ لَهُ إِل
لا الفَظيعَيــنِ ميتَــةً وَمَشـيبا
يـا نَسـيبَ الثَغـامِ ذَنبُكَ أَبقى
حَسـَناتي عِنـدَ الحِسـانِ ذُنوبـا
وَلَئِن عِبـنَ مـا رَأَيـنَ لَقَـد أَن
كَــرنَ مُسـتَنكَراً وَعِبـنَ مَعيبـا
أَو تَصـَدَّعنَ عَـن قِلـىً لَكَفى بِال
شــَيبِ بَينــي وَبَينَهُـنَّ حَسـيبا
لَـو رَأى اللَـهُ أَنَّ لِلشَيبِ فَضلاً
جاوَرَتهُ الأَبرارُ في الخُلدِ شيبا
كُـلَّ يَـومٍ تُبـدي صُروفُ اللَيالي
خُلُقـاً مِـن أَبـي سـَعيدٍ رَغيبـا
طـابَ فيـهِ المَديـحُ وَاِلتَذَّ حَتّى
فـاقَ وَصـفَ الـدِيارِ وَالتَشبيبا
لَـو يُفاجـا رُكـنُ النَسيبِ كَثيرٌ
بِمَعـــانيهِ خـــالَهُنَّ نَســيبا
غَرَّبَتـهُ العُلـى عَلى كَثرَةِ النا
سِ فَأَضـحى فـي الأَقرَبيـنَ جَنيبا
فَليَطُـل عُمـرُهُ فَلَـو ماتَ في مَر
وَ مُقيمــاً بِهـا لَمـاتَ غَريبـا
سـَبَقَ الـدَهرَ بِـالتِلادِ وَلَـم يَن
تَظِــرِ النائِبـاتِ حَتّـى تَنوبـا
فَـإِذا مـا الخُطوبُ أَعفَتهُ كانَت
راحَتـــاهُ حَوادِثــاً وَخُطوبــا
وَصـَليبُ القَنـاةِ وَالـرَأيِ وَالإِس
لامِ سـائِل بِـذاكَ عَنـهُ الصَليبا
وَعَّــرَ الــدينَ بِـالجِلادِ وَلَكِـن
نَ وُعـورَ العَـدُوِّ صـارَت سـُهوبا
فَــدُروبُ الإِشـراكِ صـارَت فَضـاءً
وَفَضــاءُ الإِسـلامِ يُـدعى دُروبـا
قَـد رَأَوهُ وَهـوَ القَريـبُ بَعيداً
وَرَأَوهُ وَهــوَ البَعيــدُ قَريبـا
سـَكَّنَ الكَيـدَ فيهِـمُ إِنَّ مِـن أَع
ظَـــمِ إِربٍ أَلّا يُســَمّى أَريبــا
مَكرُهُــم عِنـدَهُ فَصـيحٌ وَإِن هُـم
خــاطَبوا مَكــرَهُ رَأَوهُ جَليبـا
وَلَعَمـرُ القَنـا الشـَوارِعِ تَمرى
مِـن تِلاعِ الطُلـى نَجيعـاً صَبيبا
فــي مَكَـرٍّ لِلـرَوعِ كُنـتَ أَكيلاً
لِلمَنايــا فــي ظِلِّـهِ وَشـَريبا
لَقَـدِ اِنصـَعتَ وَالشـِتاءُ لَـهُ وَج
هٌ يَـراهُ الكُمـاةُ جَهمـاً قَطوبا
طاعِنـاً مَنحَـرَ الشـَمالِ مُتيحـاً
لِبِلادِ العَــدُوِّ مَوتــاً جَنوبــا
فـي لَيـالٍ تَكـادُ تُبقي بِخَدِّ ال
شـَمسِ مِـن ريحِها البَليلِ شُحوبا
ســَبَراتٍ إِذا الحُــروبُ أُبيخَـت
هــاجَ صـِنَّبرُها فَكـانَت حُروبـا
فَضــَرَبتَ الشـِتاءَ فـي أَخـدَعَيهِ
ضــَربَةً غـادَرَتهُ عَـوداً رَكوبـا
لَـو أَصـَخنا مِـن بَعدِها لَسَمِعنا
لِقُلــوبِ الأَيّــامِ مِنـكَ وَجيبـا
كُـلُّ حِصـنٍ مِـن ذي الكَلاعِ وَأَكشو
ثـاءَ أَطلَقـتَ فيـهِ يَوماً عِصيبا
وَصــَليلاً مِــنَ الســُيوفِ مُرِنّـاً
وَشــِهاباً مِـنَ الحَريـقِ ذَنوبـا
وَأَرادوكَ بِالبَيـــاتِ وَمَـــن هَ
ذا يُــرادي مُتالِعــاً وَعَسـيبا
فَـرَأَوا قَشـعَمَ السِياسـَةِ قَد ثَق
قَـفَ مِـن جُندِهِ القَنا وَالقُلوبا
حَيَّـةُ اللَيـلِ يُشـمِسُ الحَزمُ مِنهُ
إِن أَرادَت شَمسُ النَهارِ الغُروبا
لَـو تَقَصـَّوا أَمرَ الأَزارِقِ خالوا
قَطَرِيّــاً سـَما لَهُـم أَو شـَبيبا
ثُــمَّ وَجَّهــتَ فـارِسَ الأَزدِ وَالأَو
حَـدَ فـي النُصـحِ مَشهَداً وَمَغيبا
فَتَصـــَلّى مُحَمَّــدُ بــنُ مُعــاذٍ
جَمـرَةَ الحَربِ وَاِمتَرى الشُؤبوبا
بِـالعَوالي يَهتِكـنَ عَـن كُلِّ قَلبٍ
صــَدرَهُ أَو حِجــابَهُ المَحجوبـا
طَلَبَــت أَنفُــسَ الكُمـاةِ فَشـَقَّت
مِـن وَراءِ الجُيـوبِ مِنهُم جُيوبا
غَــزوَةٌ مُتبِــعٌ وَلَـو كـانَ رَأيٌ
لَـم تَفَـرَّد بِـهِ لَكـانَت سـَلوبا
يَـومَ فَتـحٍ سـَقى أُسودَ الضَواحي
كُثَــبَ المَـوتِ رائِبـاً وَحَليبـا
فَـإِذا مـا الأَيّـامُ أَصبَحنَ خُرساً
كُظَّمـاً فـي الفَخـارِ قامَ خَطيبا
كـانَ داءَ الإِشـراكِ سَيفُكَ وَاِشتَد
دَت شـَكاةُ الهُـدى فَكُنـتَ طَبيبا
أَنضــَرَت أَيكَـتي عَطايـاكَ حَتّـى
صـارَ سـاقاً عـودي وَكانَ قَضيبا
مُمطِراً لي بِالجاهِ وَالمالِ لا أَل
قــاكَ إِلّا مُسـتَوهِباً أَو وَهوبـا
فَــإِذا مــا أَرَدتُ كُنـتَ رِشـاءً
وَإِذا مــا أَرَدتُ كُنــتَ قَليبـا
باســِطاً بِالنَــدى سـَحائِبَ كَـفٍّ
بِنَــداها أَمسـى حَـبيبٌ حَبيبـا
فَــإِذا نِعمَــةُ اِمرِىـءٍ فَرِكَتـهُ
فَاِهتَصـِرها إِلَيـكَ وَلهـى عَروبا
وَإِذا الصـُنعُ كـانَ وَحشـاً فَمُلّي
تَ بِرَغـمِ الزَمـانِ صـُنعاً رَبيبا
وَبَقــاءً حَتّـى يَفـوتَ أَبـو يَـع
قــوبَ فـي سـِنِّهِ أَبـا يَعقوبـا
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.