
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَهُـــنَّ عَــوادي يوســُفٍ وَصــَواحِبُه
فَعَزمـاً فَقِـدماً أَدرَكَ السـُؤلَ طالِبُه
إِذا المَـرءُ لَم يَستَخلِصِ الحَزمُ نَفسَهُ
فَـــذِروَتُهُ لِلحادِثـــاتِ وَغـــارِبُه
أَعـاذِلَتي مـا أَخشـَنَ اللَيـلَ مَركَباً
وَأَخشـَنُ مِنـهُ فـي المُلِمّـاتِ راكِبُـه
ذَرينــي وَأَهـوالَ الزَمـانِ أُفانِهـا
فَـأَهوالُهُ العُظمـى تَليهـا رَغـائِبُه
أَلَـم تَعلَمـي أَنَّ الزِماعَ عَلى السُرى
أَخـو النُجـحِ عِندَ النائِباتِ وَصاحِبُه
دَعينــي عَلـى أَخلاقِـيَ الصـُمِّ لِلَّـتي
هِـيَ الـوَفرُ أَو سـِربٌ تُـرِنُّ نَـوادِبُه
فَــإِنَّ الحُســامَ الهُنـدُوانِيَّ إِنَّمـا
خُشــونَتُهُ مــا لَـم تُفَلَّـل مَضـارِبُه
وَقَلقَــلَ نَـأيٌ مِـن خُراسـانَ جَأشـَها
فَقُلـتُ اِطمَئِنّـي أَنضـَرُ الرَوضِ عازِبُه
وَرَكــبٍ كَــأَطرافِ الأَســِنَّةِ عَرَّســوا
عَلـى مِثلِهـا وَاللَيـلُ تَسطو غَياهِبُه
لِأَمـــرٍ عَلَيهِــم أَن تَتِــمَّ صــُدورُهُ
وَلَيــسَ عَلَيهِــم أَن تَتِــمَّ عَـواقِبُه
عَلـــى كُـــلِّ رَوّادِ المَلاطِ تَهَــدَّمَت
عَريكَتُــهُ العَليـاءُ وَاِنضـَمَّ حـالِبُه
رَعَتـهُ الفَيـافي بَعـدَما كـانَ حِقبَةً
رَعاهـا وَمـاءُ الـرَوضِ يَنهَـلُّ ساكِبُه
فَأَضـحى الفَلا قَـد جَـدَّ في بَريِ نَحضِهِ
وَكــانَ زَمانــاً قَبــلَ ذاكَ يُلاعِبُـه
فَكَــم جِــذعِ وادٍ جَــبَّ ذِروَةَ غـارِبٍ
وَبِــالأَمسِ كــانَت أَتمَكَتـهُ مَـذانِبُه
إِلَيـكَ جَزَعنـا مَغـرِبَ الشـَمسِ كُلَّمـا
هَبَطنــا مَلاً صــَلَّت عَلَيــكَ سَباسـِبُه
فَلَــو أَنَّ ســَيراً رُمنَـهُ فَاِسـتَطَعنَهُ
لَصــاحَبنَنا ســَوقاً إِلَيـكَ مَغـارِبُه
إِلــى مَلِـكٍ لَـم يُلـقِ كَلكَـلَ بَأسـِهِ
عَلـــى مَلِــكٍ إِلّا وَلِلــذُلِّ جــانِبُه
إِلــى سـالِبِ الجَبّـارِ بَيضـَةَ مُلكِـهِ
وَآمِلُـــهُ غـــادٍ عَلَيــهِ فَســالِبُه
وَأَيُّ مَــرامٍ عَنــهُ يَعــدو نِيــاطُهُ
عَــدا أَو تَفُـلُّ الناعِجـاتِ أَخاشـِبُه
وَقَـد قَـرَّبَ المَرمـى البَعيـدَ رَجاؤُهُ
وَســـَهَّلَتِ الأَرضَ العَــزازَ كَتــائِبُه
إِذا أَنــتَ وَجَّهــتَ الرِكـابَ لِقَصـدِهِ
تَبَيَّنـتَ طَعـمَ المـاءِ ذو أَنتَ شارِبُه
جَـديرٌ بِـأَن يَسـتَحيِيَ اللَـهَ بادِيـاً
بِـهِ ثُـمَّ يَسـتَحيي النَـدى وَيُراقِبُـه
سـَما لِلعُلـى مِـن جانِبَيهـا كِلَيهِما
سـُمُوَّ عُبـابِ المـاءِ جاشـَت غَـوارِبُه
فَنَــوَّلَ حَتّـى لَـم يَجِـد مَـن يُنيلُـه
وَحـارَبَ حَتّـى لَـم يَجِـد مَـن يُحارِبُه
وَذو يَقَظـــاتٍ مُســـتَمِرٍّ مَريرُهـــا
إِذا الخَطـبُ لاقاهـا اِضمَحَلَّت نَوائِبُه
وَأَيــنَ بِـوَجهِ الحَـزمِ عَنـهُ وَإِنَّمـا
مَــرائي الأُمـورِ المُشـكِلاتِ تَجـارِبُه
أَرى الناسَ مِنهاجَ النَدى بَعدَما عَفَت
مَهــايِعُهُ المُثلــى وَمَحَّـت لَـواحِبُه
فَفــي كُـلِّ نَجـدٍ فـي البِلادِ وَغـائِرٍ
مَــواهِبُ لَيسـَت مِنـهُ وَهـيَ مَـواهِبُه
لِتُحــدِث لَــهُ الأَيّـامُ شـُكرَ خَناعَـةٍ
تَطيــبُ صــَبا نَجــدٍ بِـهِ وَجَنـائِبُه
فَـوَاللَهِ لَـو لَـم يُلبِسِ الدَهرَ فِعلَهُ
لَأَفســَدَتِ المــاءَ القَـراحَ مَعـايِبُه
فَيـا أَيُّهـا الساري اِسرِ غَيرَ مُحاذِرٍ
جَنــانَ ظَلامٍ أَو رَدىً أَنــتَ هــائِبُه
فَقَـد بَـثَّ عَبـدُ اللَـهِ خَوفَ اِنتِقامِهِ
عَلـى اللَيـلِ حَتّـى مـا تَدِبُّ عَقارِبُه
يَقولــونَ إِنَّ اللَيــثَ لَيــثُ خَفِيَّـةٍ
نَواجِــــذُهُ مَطـــرورَةٌ وَمَخـــالِبُه
وَمـا اللَيثُ كُلُّ اللَيثِ إِلّا اِبنُ عَثرَةٍ
يَعيــشُ فُــواقَ ناقَـةٍ وَهـوَ راهِبُـه
وَيَــومٍ أَمـامَ المُلـكِ دَحـضٍ وَقَفتَـهُ
وَلَـو خَـرَّ فيـهِ الدينُ لَاِنهالَ كاثِبُه
جَلَــوتَ بِـهِ وَجـهَ الخِلافَـةِ وَالقَنـا
قَـدِ اِتَّسـَعَت بَيـنَ الضـُلوعِ مَـذاهِبُه
شـَفَيتَ صـَداهُ وَالصـَفيحَ مِـنَ الطُلـى
رُواءٌ نَـــواحيهِ عِـــذابٌ مَشــارِبُه
لَيـالِيَ لَـم يَقعُـدُ بِسـَيفِكَ أَن يُـرى
هُــوَ المَــوتُ إِلّا أَنَّ عَفـوَكَ غـالِبُه
فَلَــو نَطَقَــت حَــربٌ لَقـالَت مُحِقَّـةً
أَلا هَكَــذا فَليَكسـِبِ المَجـدَ كاسـِبُه
لِيُعلَــمَ أَنَّ الغُــرَّ مِــن آلِ مُصـعَبٍ
غَـداةَ الـوَغى آلُ الـوَغى وَأَقـارِبُه
كَــواكِبُ مَجــدٍ يَعلَـمُ اللَيـلُ أَنَّـهُ
إِذا نَجَمَــت بــاءَت بِصـُغرٍ كَـواكِبُه
وَيـا أَيُّهـا السـاعي لِيُـدرِكَ شـَأوَهُ
تَزَحـزَحَ قَصـِيّاً أَسـوَأُ الظَـنِّ كـاذِبُه
بِحَسـبِكَ مِـن نَيـلِ المَنـاقِبِ أَن تُرى
عَليمـاً بِـأَن لَيسـَت تُنـالُ مَنـاقِبُه
إِذا مـا اِمـرُؤٌ أَلقـى بِرَبعِـكَ رَحلَهُ
فَقَــد طــالَبَتهُ بِالنَجـاحِ مَطـالِبُه
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.