
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا بُعدَ غايَةِ دَمعِ العَينِ إِن بَعُدوا
هِـيَ الصـَبابَةُ طـولَ الـدَهرِ وَالسُهُدُ
قـالوا الرَحيـلُ غَداً لا شَكَّ قُلتُ لَهُم
اليَـومَ أَيقَنـتُ أَنَّ اِسـمَ الحِمامِ غَدُ
كَـم مِن دَمٍ يُعجِزُ الجَيشَ اللُهامَ إِذا
بـانوا سـَتَحكُمُ فيـهِ العِرمِـسُ الأُجُدُ
مـا لِاِمـرِئٍ خـاضَ في بَحرِ الهَوى عُمُرٌ
إِلّا وَلِلبَيــنِ مِنـهُ السـَهلُ وَالجَلَـدُ
كَأَنَّمـا البَيـنُ مِـن إِلحـاحِهِ أَبَـداً
عَلــى النُفـوسِ أَخٌ لِلمَـوتِ أَو وَلَـدُ
تَـداوَ مِـن شـَوقِكَ الأَعصـى بِما فَعَلَت
خَيــلُ اِبـنِ يوسـُفَ وَالأَبطـالُ تَطَّـرِدُ
ذاكَ الســُرورُ الَّـذي آلَـت بَشاشـَتُهُ
أَلّا يُجاوِرَهـــا فــي مُهجَــةٍ كَمَــدُ
لَقيتَهُــم وَالمَنايــا غَيـرُ دافِعَـةٍ
لِمــا أَمَــرتَ بِـهِ وَالمُلتَقـى كَبَـدُ
فـي مَوقِـفٍ وَقَـفَ المَـوتُ الزُعافُ بِهِ
فَــالمَوتُ يوجَــدُ وَالأَرواحُ تُفتَقَــدُ
فـي حَيثُ لا مَرتَعُ البيضِ الرِقاقِ إِذا
أُصــلِتنَ جَـدبٌ وَلا وِرَدُ القَنـا ثَمَـدُ
مُستَصـحِباً نِيَّـةً قَـد طـالَ مـا ضَمِنَت
لَــكَ الخُطـوبُ فَـأَوفَت بِالَّـذي تَعِـدُ
وَرُحــبَ صــَدرٍ لَـوَ أَنَّ الأَرضَ واسـِعَةٌ
كَوُسـعِهِ لَـم يَضـِق عَـن أَهلِهـا بَلَـدُ
صــَدَعتَ جِريَتَهُــم فــي عُصـبَةٍ قُلُـلٍ
قَـد صَرَّحَ الماءُ عَنها وَاِنجَلى الزَبَدُ
مِـن كُـلِّ أَروَعَ تَرتـاعُ المَنـونُ لَـهُ
إِذا تَجَــــرَّدَ لا نَكـــسٌ وَلا جَحِـــدُ
يَكـادُ حيـنَ يُلاقـي القِـرنَ مِـن حَنَقٍ
قَبــلَ السـِنانِ عَلـى حَوبـائِهِ يَـرِدُ
قَلّــوا وَلَكِنَّهُــم طـابوا فَأَنجَـدَهُم
جَيـشٌ مِـنَ الصـَبرِ لا يُحصـى لَـهُ عَدَدُ
إِذا رَأَوا لِلمَنايـا عارِضـاً لَبِسـوا
مِـنَ اليَقيـنِ دُروعـاً مـا لَهـا زَرَدُ
نَـأَوا عَـنِ المَصرَخِ الأَدنى فَلَيسَ لَهُم
إِلّا الســُيوفَ عَلــى أَعـدائِهِم مَـدَدُ
وَلّــى مُعاوِيَــةٌ عَنهُـم وَقَـد حَكَمَـت
فيـهِ القَنـا فَـأَبى المِقدارُ وَالأَمَدُ
نَجّـاكَ فـي الـرَوعِ ما نَجّى سَمِيَّكَ في
صــِفّينَ وَالخَيـلُ بِالفُرسـانِ تَنجَـرِدُ
إِن تَنفَلِــت وَأُنـوفُ المَـوتِ راغِمَـةٌ
فَـاِذَهب فَـأَنتَ طَليـقُ الرَكضِ يا لُبَدُ
لا خَلـقَ أَربَـطُ جَأشـاً مِنـكَ يَومَ تَرى
أَبـا سـَعيدٍ وَلَـم يَبطِـش بِـكَ الزُؤُدُ
أَمـا وَقَـد عِشـتَ يَومـاً بَعـدَ رُؤيَتِهِ
فَـاِفخَر فَإِنَّـكَ أَنـتَ الفـارِسُ النَجُدُ
لَـو عـايَنَ الأَسـَدُ الضـِرغامُ رُؤيَتَـهُ
مـا ليـمَ أَن ظَـنَّ رُعبـاً أَنَّـهُ الأَسَدُ
شــَتّانَ بَينَهُمــا فــي كُـلِّ نازِلَـةٍ
نَهــجُ القَضـاءِ مُـبينٌ فيهِمـا جَـدَدُ
هَــذا عَلــى كَتِفَيــهِ كُــلُّ نازِلَـةٍ
تُخشــى وَذاكَ عَلـى أَكتـافِهِ اللِبَـدُ
أَعيــا عَلَــيَّ وَمـا أَعيـا بِمُشـكِلَةٍ
بِســَندَبايا وَيَــومُ الـرَوعِ مُحتَشـِدُ
مَـن كـانَ أَنكَـأَ حَـدّاً فـي كَتائِبِهِم
أَأَنـتَ أَم سـَيفُكَ الماضـي أَمِ الأَحَـدُ
لا يَــومَ أَكثَـرُ مِنـهُ مَنظَـراً حَسـَناً
وَالمَشــرَفِيَّةُ فــي هامــاتِهِم تَخِـدُ
أَنهَبـتَ أَرواحَـهُ الأَرمـاحَ إِذ شـُرِعَت
فَمـا تُـرَدُّ لِرَيـبِ الـدَهرِ عَنـهُ يَـدُ
كَأَنَّهــا وَهــيَ فـي الأَوداجِ والِغَـةٌ
وَفـي الكُلـى تَجِـدُ الغَيظَ الَّذي نَجِدُ
مِـــن كُــلِّ أَزرَقَ نَظّــارٍ بِلا نَظَــرٍ
إِلـى المَقاتِـلِ مـا فـي مَتنِـهِ أَوَدُ
كَــأَنَّهُ كـانَ تِـربَ الحُـبِّ مُـذ زَمَـنٍ
فَلَيـــسَ يُعجِـــزُهُ قَلــبٌ وَلا كَبِــدُ
تَرَكـتَ مِنهُـم سـَبيلَ النـارِ سـابِلَةً
فــي كُـلِّ يَـومٍ إِلَيهـا عُصـبَةٌ تَفِـدُ
كَـــأَنَّ بابَــكَ بِالبَــذَّينِ بَعــدَهُمُ
نُــؤيٌ أَقــامَ خِلافَ الحَــيِّ أَو وَتِـدُ
بِكُــلِّ مُنعَــرَجٍ مِــن فــارِسٍ بَطَــلٍ
جَنــاجِنٌ فِلَــقٌ فيهــا قَنــاً قِصـَدُ
لَمّـا غَـدا مُظلِـمَ الأَحشـاءِ مِـن أَشَرٍ
أَســكَنتَ جــانِحَتَيهِ كَوكَبــاً يَقِــدُ
وَهــارِبٍ وَدَخيــلُ الــرَوعِ يَجلُبُــهُ
إِلـى المَنـونِ كَمـا يُسـتَجلَبُ النَقَدُ
كَأَنَّمــا نَفســُهُ مِـن طـولِ حَيرَتِهـا
مِنهـا عَلـى نَفسـِهِ يَـومَ الوَغى رَصَدُ
تَــاللَهِ نَــدري أَالإِســلامُ يَشـكُرُها
مِـن وَقعَـةٍ أَم بَنـو العَبّاسِ أَم أُدَدُ
يَــومٌ بِــهِ أَخَــذَ الإِســلامُ زينَتَـهُ
بِأَسـرِها وَاِكتَسـى فَخـراً بِـهِ الأَبَـدُ
يَـومٌ يَجيـءُ إِذا قـامَ الحِسـابُ وَلَم
يَـذمُمهُ بَـدرٌ وَلَـم يُفضـَح بِـهِ أُحُـدُ
وَأَهــلُ موقــانَ إِذ مـاقوا فَلا وَزَرٌ
أَنجـاهُمُ مِنـكَ فـي الهَيجـا وَلا سَنَدُ
لَــم تَبــقَ مُشـرِكَةٌ إِلّا وَقَـد عَلِمَـت
إِن لَـم تَتُـب أَنَّـهُ لِلسـَيفِ مـا تَلِدُ
وَالبَـبرُ حيـنَ اِطلَخَـمَّ الأَمـرُ صَبَّحَهُم
قَطـرٌ مِـنَ الحَـربِ لَمّا جاءَهُم خَمَدوا
كــادَت تُحَــلُّ طُلاهُـم مِـن جَمـاجِمِهِم
لَو لَم يَحُلّوا بِبَذلِ الحُكمِ ما عَقَدوا
لَكِـن نَـدَبتَ لَهُـم رَأيَ اِبـنِ مُحصـَنَةٍ
يَخـالُهُ السـَيفُ سـَيفاً حيـنَ يَجتَهِـدُ
فــي كُــلِّ يَـومٍ فُتـوحٌ مِنـكَ وارِدَةٌ
تَكـادُ تَفهَمُهـا مِـن حُسـنِها البُـرُدُ
وَقــائِعٌ عَــذُبَت أَنباؤُهــا وَحَلَــت
حَتّـى لَقَـد صـارَ مَهجوراً لَها الشُهُدُ
إِنَّ اِبـنَ يوسـُفَ نَجّـى الثَغرَ مِن سَنَةٍ
أَعــوامُ يوســُفَ عَيـشٌ عِنـدَها رَغَـدُ
آثـارُ أَموالِـكَ الأَدثـارِ قَـد خَلُقَـت
وَخَلَّفَـــت نِعَمـــاً آثارُهــا جُــدُدُ
فَـاِفخَر فَمـا مِـن سَماءٍ لِلنَدى رُفِعَت
إِلّا وَأَفعالُــكَ الحُســنى لَهـا عَمَـدُ
وَاِعـذِر حَسـودَكَ فيمـا قَـد خُصِصتَ بِهِ
إِنَّ العُلـى حَسـَنٌ فـي مِثلِهـا الحَسَدُ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.