
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كُشـِفَ الغِطـاءُ فَأَوقِـدي أَو أَخمِـدي
لَـم تَكمَـدي فَظَنَنـتِ أَن لَـم يَكمَـدِ
يَكفيكَـــهُ شــَوقٌ يُطيــلُ ظَمــاءَهُ
فَــإِذا ســَقاهُ سـَقاهُ سـَمَّ الأَسـوَدِ
عَـــذَلَت غُــروبُ دُمــوعِهِ عُــذّالَهُ
بِســـَواكِبٍ فَنَّـــدنَ كُـــلَّ مُفَنِّــدِ
أَتَـتِ النَوى دونَ الهَوى فَأَتى الأَسى
دونَ الأُســى بِحَــرارَةٍ لَــم تَـبرُدِ
جـارى إِلَيـهِ البَيـنُ وَصـلَ خَريـدَةٍ
ماشـَت إِلَيـهِ المَطـلَ مَشـيَ الأَكبَـدِ
عَبِــثَ الفِــراقُ بِــدَمعِهِ وَبِقَلبِـهِ
عَبَثـاً يَـروحُ الجِـدُّ فيـهِ وَيَغتَـدي
يـا يَـومَ شـَرَّدَ يَـومَ لَهـوي لَهـوُهُ
بِصـــَبابَتي وَأَذَلَّ عِـــزَّ تَجَلُّـــدي
مـا كـانَ أَحسـَنَ لَو غَبَرتَ فَلَم نَقُل
مـا كـانَ أَقبَـحَ يَـومَ بُرقَـةِ مُنشِدِ
يَــومٌ أَفــاضَ جَـوىً أَغـاضَ تَعَزِّيـاً
خـاضَ الهَـوى بَحـرَي حِجـاهُ المُزبِدِ
عَطَفوا الخُدورَ عَلى البُدورِ وَوَكَّلوا
ظُلَــمَ الســُتورِ بِحـورِ عيـنٍ نُهَّـدِ
وَثَنَـوا عَلـى وَشـيِ الخُـدودِ صِيانَةً
وَشــيَ البُــرودِ بِمُســجَفٍ وَمُمَهَّــدِ
أَهلاً وَســـَهلاً بِالإِمـــامِ وَمَرحَبــاً
ســَهُلَت حُزونَــةُ كُــلِّ أَمـرٍ قَـردَدِ
غَــلَّ المَــرَوراةَ الصَحاصـِحَ عَزمُـهُ
بِـالعيسِ إِن قَصـَدَت وَإِن لَـم تَقصـِدِ
مُتَجَــرِّدٌ ثَبــتُ المَــواطِىءِ حَزمُـهُ
مُتَجَــــرِّدٌ لِلحـــادِثِ المُتَجَـــرِّدِ
فَاِنتـاشَ مِصـرَ مِـنَ اللُتَيّـا وَالَّتي
بِتَجــــاوُزٍ وَتَعَطُّــــفٍ وَتَغَمُّــــدِ
فـي دَولَـةٍ لَحَـظَ الزَمـانُ شـُعاعَها
فَاِرتَــدَّ مُنقَلِبــاً بِعَينَــي أَرمَـدِ
مَــن كــانَ مَولِـدُهُ تَقَـدَّمَ قَبلَهـا
أَو بَعــدَها فَكَــأَنَّهُ لَــم يولَــدِ
اللَــهُ يَشــهَدُ أَنَّ هَــديَكَ لِلرِضـا
فينـا وَيَلعَـنُ كُـلَّ مَـن لَـم يَشـهَدِ
أَوَلِــيَّ أُمَّــةِ أَحمَــدٍ مــا أَحمَـدٌ
بِمُضــيعِ مــا أَولَيـتَ أُمَّـةَ أَحمَـدِ
أَمّـا الهُـدى فَقَـدِ اِقتَـدَحتَ بِزَندِهِ
فـي العـالَمينَ فَوَيـلُ مَن لَم يَهتَدِ
نَحـنُ الفِـداءُ مِـنَ الـرَدى لِخَليفَةٍ
بِرِضـاهُ مِـن سـُخطِ اللَيـالي نَفتَدي
مَلِـكٌ إِذا مـا ذيـقَ مُـرُّ المُبتَلـي
عِنـدَ الكَريهَـةِ عَـذبُ مـاءِ المَحتِدِ
هَـدَمَت مَسـاعيهِ المَسـاعي وَاِبتَنَـت
خِطَـطَ المَكـارِمِ فـي عِـراضِ الفَرقَدِ
ســَبَقَت خُطــا الأَيّــامُ عُمرَيّاتُهـا
وَمَضــَت فَصــارَت مُســنَداً لِلمُسـنَدِ
مــازالَ يَمتَحِـنُ العُلـى وَيَروضـُها
حَتّــى اِتَّقَتــهُ بِكيمِيـاءِ السـُؤدُدِ
وَكَأَنَّمــا ظَفِــرَت يَــداهُ بِـالمُنى
أَســراً إِذا طَفِـرَت يَـداهُ بِمُجتَـدي
ســَخِطَت لَهــاهُ عَلـى جَـداهُ سـَخطَةً
فَاِسـتَرفَدَت أَقصـى رِضـا المُسـتَرفِدِ
صــَدَمَت مَــواهِبُهُ النَـوائِبَ صـَدمَةً
شـَغَبَت عَلـى شـَغَبِ الزَمـانِ الأَنكَـدِ
وَطِئَت حُــزونَ الأَرضِ حَتّــى خِلتَهــا
فَجَـرَت عُيونـاً فـي مُتـونِ الجَلمَـدِ
وَأَرى الأُمــورَ المُشــكِلاتِ تَمَزَّقَــت
ظُلُماتُهــا عَــن رَأيِــكَ المُتَوَقِّـدِ
عَــن مِثــلِ نَصـلِ السـَيفِ إِلّا أَنَّـهُ
مُــذ ســُلَّ أَوَّلَ ســَلَّةٍ لَــم يُغمَـدِ
فَبَســَطتَ أَزهَرَهــا بِــوَجهٍ أَزهَــرٍ
وَقَبَضــتَ أَربَــدَها بِــوَجهٍ أَربَــدِ
مـازِلتَ تَرغَـبُ فـي العُلى حَتّى بَدَت
لِلراغِــبينَ زَهــادَةٌ فـي العَسـجَدِ
لَو يَعلَمُ العافونَ كَم لَكَ في النَدى
مِــن لَــذَّةٍ وَقَريحَــةٍ لَــم تُحمَـدِ
وَكَأَنَّمـــا نافَســتَ قَــدرَكَ حَظَّــهُ
وَحَسـَدتَ نَفسـَكَ حيـنَ أَن لَـم تُحسـَدِ
فَـإِذا بَنَيـتَ بِجـودِ يَومِـكَ مَفخَـراً
عَصــَفَت بِـهِ أَرواحُ جـودِكَ فـي غَـدِ
وَبَلَغـــتَ مَجهــودَ الخَلائِقِ آخِــذاً
فيهــا بِشــَأوِ خَلائِقٍ لَــم تُجهَــدِ
فَلَـوَيتَ بِـالمَوعودِ أَعنـاقَ الـوَرى
وَحَطَمــتَ بِالإِنجــازِ ظَهـرَ المَوعِـدِ
خـابَ اِمـرُؤٌ نَحِـسَ الزَمـانُ بِسـَعيِهِ
فَأَقــامَ عَنـكَ وَأَنـتَ سـَعدُ الأَسـعَدِ
ذاكَ الَّــذي قَرِحَــت بُطـونُ جُفـونِهِ
مَرَهــاً وَتُربَــةُ أَرضـِهِ مِـن إِثمِـدِ
هَــذا أَميــنَ اللَــهِ آخِـرُ مَصـدَرٍ
شــَجِيَ الظَمــاءُ بِــهِ وَأَوَّلُ مَـورِدِ
وَوَســيلَتي فيهــا إِلَيــكَ طَريفَـةٌ
شـــامٍ يَـــدينُ بِحُــبِّ آلِ مُحَمَّــدِ
نيطَــــت قَلائِدُ عَزمِـــهِ بِمُحَبِّـــرٍ
مُتَكَــــوِّفٍ مُتَدَمشــــِقٍ مُتَبَغـــدِدِ
حَتّــى لَقَــد ظَـنَّ الغُـواةُ وَباطِـلٌ
أَن قَــد تَجَســّمَ فِــيَّ روحُ السـَيِّدِ
وَمُزَحزَحـــاتي عَــن ذَراكِ عَــوائِقٌ
أَصــحَرنَ بــي لِلعَنقَفيـرِ المُؤيِـدِ
وَمَـتى يُخَيِّـم فـي اللِقـاءِ عَناؤُها
فَعَناؤُهـا يَطـوي المَراحِلَ في اليَدِ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.