
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا دارُ دارَ عَلَيـكِ إِرهامُ النَدى
وَاِهتَـزَّ رَوضـُكِ فـي الثَـرى فَتَرأَّدَ
وَكُسـيتِ مِـن خِلَـعِ الحَيا مُستَأسِداً
أُنُفــاً يُغــادِرُ وَحشـُهُ مُستَأسـِدا
طَلَــلٌ عَكَفـتُ عَلَيـهِ أَسـأَلُهُ إِلـى
أَن كـادَ يُصـبِحُ رَبعُـهُ لِـيَ مَسجِدا
وَظَلِلــتُ أُنشــِدُهُ وَأَنشــُدُ أَهلَـهُ
وَالحُـزنُ خِـدني ناشـِداً أَو مُنشِدا
سـَقياً لِمَعهَـدِكَ الَّـذي لَو لَم يَكُن
مـا كـانَ قَلـبي لِلصـَبابَةِ مَعهِدا
لَـم يُعـطِ نازِلَةَ الهَوى حَقَّ الهَوى
دَنِـفٌ أَطـافَ بِـهِ الهَـوى فَتَجَلَّـدا
صــَبٌّ تَواعَــدَتِ الهُمــومُ فُـؤادَهُ
إِن أَنتُـــمُ أَخلَفتُمــوهُ مَوعِــدا
لِـم تُنكِريـنَ مَـعَ الفِـراقِ تَبَلُّدي
وَبَراعَــةُ المُشــتاقِ أَن يَتَبَلَّـدا
يـا صـاحِبي بِدِمِشـقَ لَسـتَ بِصاحِبي
إِن لَــم تُمَهِّــد لِلهُمـومِ مُمَهَّـدا
أَدنِ المُعَبَّــدَةَ السـِنادَ وَأَنئِهـا
بِالسـَيرِ مـا دامَ الطَريـقُ مُعَبَّدا
وَإِلـى بَنـي عَبـدِ الكَريمِ تَواهَقَت
رَتـكَ النَعـامِ رَأى الظَلامَ فَخَـوَّدا
كَـم أَنجَمـوا قَمَـراً حَمـى بِفِعالِهِ
قَمَـراً وَمَكرُمَـةً تُنـاغي الفَرقَـدا
مُتَهَلِّلاً فـــي الـــرَوعِ مُنهَلّاً إِذا
مـا زَنَّـدَ اللِحِـزُ الشـَحيحُ وَصَرَّدا
مَـن كـانَ أَحمَـدَ مَرتَعـاً أَو ذَمَّـهُ
فَـاللَهَ أَحمَـدُ ثُـمَّ أَحمَـدُ أَحمَـدا
أَضــحى عَـدُوّاً لِلصـَديقِ إِذا غَـدا
فـي الحَمـدِ يَعـذُلُهُ صَديقاً لِلعِدا
أَفنَيـتُ مِنـهُ الشـِعرَ فـي مُتَمَـدِّحٍ
قَـد سـادَ حَتّى كادَ يُفني السُؤدُدا
عَضبُ العَزيمَةِ في المَكارِمِ لَم يَدَع
فــي يَـومِهِ شـَرَفاً يُطـالِبُهُ غَـدا
بَـرَّزتَ فـي طَلَـبِ المَعـالي واحِداً
فيهــا تَسـيرُ مُغَـوِّراً أَو مُنجِـدا
عَجَبــاً بِأَنَّــكَ سـالِمٌ مِـن وَحشـَةٍ
فـي غايَـةٍ مـا زِلـتَ فيها مُفرَدا
وَأَنا الفِداءُ إِذا الرِماحُ تَشاجَرَت
لَكَ وَالرِماحُ مِنَ الرِماحِ لَكَ الفِدا
وَســَلِمتَ أَنّــا لا تَـزالُ سـَوالِماً
آمالُنـا بِـكَ مـا سَلِمتَ مِنَ الرَدى
كَـم جِئتَ فـي الهَيجـا بِيَومٍ أَبيَضٍ
وَالحَـربُ قَـد جـاءَت بِيَـومٍ أَسوَدا
أَقـدَمتَ لَـم تُـرِكَ الحَمِيَّـةُ مَصدَراً
عَنهـا وَلَـم يَـرَ فيكَ قِرنُكَ مَورِدا
لِـمَ تُغمِـدِ السـَيفَ الَّـذي قُلِّـدتَهُ
حَتّــى تَمَنّــى نَصــلُهُ أَن يُغمَـدا
هَيهـاتَ لا يَنـأى الفَخارُ وَإِن نَأى
عَـن طـالِبٍ سـيما مَطِيَّتُـهُ النَـدى
أَنّــى يَفوتُـكَ مـا طَلَبـتَ وَإِنَّمـا
وَطَـراكَ أَن تُعطـي الجَزيلَ وَتُحمَدا
لَمّـا زَهِـدتَ زَهِـدتَ في جَمعِ الغِنى
وَلَقَـد رَغِبـتَ فَكُنـتَ فيـهِ أَزهَـدا
فَالمـالُ أَنّـي مِلـتَ لَيـسَ بِسـالِمٍ
مِـن بَطـشِ جـودِكَ مُصلِحاً أَو مُفسِدا
وَلَأَنـتَ أَكـرَمُ مِـن نَوالِـكَ مَحتِـدا
وَنَـداكَ أَكـرَمُ مِـن عَـدُوِّكَ مَحتِـدا
لا تَعــــدِمَنَّكَ طَيِّـــئٌ فَلَقَلَّمـــا
عَـدِمَت عَشـيرَتُكَ الجَـوادَ السـَيِّدا
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.