
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَقَّـت حَواشـي الدَهرُ فَهيَ تَمَرمَرُ
وَغَـدا الثَـرى فـي حَليِهِ يَتَكَسَّرُ
نَزَلَـت مُقَدِّمَـةُ المَصـيفِ حَميـدَةً
وَيَـدُ الشـِتاءِ جَديـدَةٌ لا تُكفَـرُ
لَـولا الَّـذي غَـرَسَ الشِتاءُ بِكَفِّهِ
لاقـى المَصـيفُ هَشـائِماً لا تُثمِرُ
كَـم لَيلَـةٍ آسـى البِلادَ بِنَفسـِهِ
فيهــا وَيَــومٍ وَبلُـهُ مُثعَنجِـرُ
مَطَـرٌ يَـذوبُ الصـَحوُ مِنهُ وَبَعدَهُ
صـَحوٌ يَكـادُ مِـنَ الغَضارَةِ يُمطِرُ
غَيثــانِ فَـالأَنواءُ غَيـثٌ ظـاهِرٌ
لَـكَ وَجهُـهُ وَالصـَحوُ غَيـثٌ مُضمَرُ
وَنَدىً إِذا اِدَّهَنَت بِهِ لِمَمُ الثَرى
خِلـتَ السـِحابَ أَتـاهُ وَهُوَ مُعَذِّرُ
أَرَبَيعَنـا فـي تِسـعَ عَشـرَةَ حِجَّةً
حَقّــاً لَهِنَّــكَ لَلرَبيـعُ الأَزهَـرُ
مـا كـانَتِ الأَيّـامُ تُسـلَب بَهجَةً
لَـو أَنَّ حُسـنَ الـرَوضِ كانَ يُعَمَّرُ
أَوَلا تَـرى الأَشـياءَ إِن هِيَ غُيِّرَت
سـَمُجَت وَحُسـنُ الأَرضِ حيـنَ تُغَيَّـرُ
يــا صـاحِبَيَّ تَقَصـَّيا نَظَرَيكُمـا
تَرَيـا وُجـوهَ الأَرضِ كَيـفَ تَصـَوَّرُ
تَرَيـا نَهـاراً مُشمِسـاً قَد شابَهُ
زَهـرُ الرُبـا فَكَأَنَّمـا هُوَ مُقمِرُ
دُنيـا مَعـاشٌ لِلـوَرى حَتّـى إِذا
جُلِـيَ الرَبيـعُ فَإِنَّمـا هِيَ مَنظَرُ
أَضـحَت تَصـوغُ بُطونُهـا لِظُهورِها
نَـوراً تَكـادُ لَـهُ القُلوبُ تُنَوِّرُ
مِـن كُـلِّ زائِرَةٍ تَرَقـرَقُ بِالنَدى
فَكَأَنَّهــا عَيــنٌ عَلَيــهِ تَحَـدَّرُ
تَبـدو وَيَحجُبُهـا الجَميمُ كَأَنَّها
عَــذراءُ تَبــدو تـارَةً وَتَخَفَّـرُ
حَتّـى غَـدَت وَهَـداتُها وَنِجادُهـا
فِئَتَيـنِ فـي خِلَعِ الرَبيعِ تَبَختَرُ
مُصـــفَرَّةً مُحمَـــرَّةً فَكَأَنَّهـــا
عُصـَبٌ تَيَمَـنَّ فـي الوَغـا وَتَمَضَّرُ
مِـن فـاقِعٍ غَـضِّ النَبـاتِ كَـأَنَّهُ
دُرُّ يُشــَقَّقُ قَبــلُ ثُــمَّ يُزَعفَـرُ
أَو سـاطِعٍ فـي حُمـرَةٍ فَكَـأَنَّ ما
يَـدنو إِلَيـهِ مِنَ الهَواءِ مُعَصفَرُ
صـُنعُ الَّـذي لَـولا بَـدائِعُ صُنعِهِ
مـا عادَ أَصفَرَ بَعدَ إِذ هُوَ أَخضَرُ
خُلُـقٌ أَطَـلَّ مِـنَ الرَبيـعِ كَـأَنَّهُ
خُلُـقُ الإِمـامِ وَهَـديُهُ المُتَيَسـِّرُ
فـي الأَرضِ مِن عَدلِ الإِمامِ وَجودِهِ
وَمِـنَ النَبـاتِ الغَـضِّ سُرجٌ تَزهَرُ
تُنسـى الرِيـاضُ وَما يُرَوَّضُ فِعلُهُ
أَبَـداً عَلـى مَـرِّ اللَيالي يُذكَرُ
إِنَّ الخَليفَـةَ حيـنَ يُظلِـمُ حادِثٌ
عَيـنُ الهُـدى وَلَهُ الخِلافَةُ مَحجَرُ
كَثُـرَت بِـهِ حَرَكاتُهـا وَلَقَد تُرى
مِــن فَــترَةٍ وَكَأَنَّهــا تَتَفَكَّـرُ
مـا زِلـتُ أَعلَمُ أَنَّ عُقدَةَ أَمرِها
فــي كَفِّــهِ مُـذ خُلِّيَـت تَتَخَيَّـرُ
سـَكَنَ الزَمـانُ فَلا يَـدٌ مَذمومَـةٌ
لِلحادِثــاتِ وَلا ســَوامٌ يُــذعَرُ
نَظَــمَ البِلادَ فَأَصـبَحَت وَكَأَنَّهـا
عِقـدٌ كَـأَنَّ العَـدلَ فيـهِ جَـوهَرُ
لَـم يَبـقَ مَبدىً موحِشٌ إِلّا اِرتَوى
مِـن ذِكـرِهِ فَكَأَنَّمـا هُـوَ مَحضـَرُ
مَلِـكٌ يَضـِلُّ الفَخـرُ فـي أَيّـامِهِ
وَيَقِـلُّ فـي نَفَحـاتِهِ مـا يَكثُـرُ
فَليَعسـُرَنَّ عَلـى اللَيـالي بَعدَهُ
أَن يُبتَلــى بِصـُروفِهِنَّ المُعسـِرُ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.