
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا أُخـتَ غُصـنِ البانـةِ الميـاسِ
تَختــالُ عُجبــا فــي ريــاضِ الآسِ
وشــبيهةَ الظبيـاتِ فـي نظراتهـا
مــا بيــن ذاتِ خِبـاً وذاتِ كِنَـاسِ
وكــثيرةَ الفتكـاتِ فـي ألحاظِهـا
وشـــديدةَ الحُجَّـــابِ والحُـــرَّاسِ
هــل تَحفَظــى وُدى فلســتُ مُضـيعاً
أو تــذكرى عَهــدي فلسـتُ بِناسـي
أيــامَ أغصــانِ الوِصــَالِ نَواضـِرٌ
غَنَّـــاءُ فــي رَوضٍ مــن الإِينــاسِ
وجنـاتُ حُسـنُكِ رَوضـَتي وريـاضُ خَـدِّ
كِ جَنَّــتي ورحيــقُ ثَغــركِ كاســي
مـاذا عليـكِ لـو انتظـرتِ مُتَيّمـاً
يـــومَ النــوى بــالأربعِ الأدراسِ
أحســبتِ بأسـاً فـي وقُوفِـك سـاعة
مــا فـي وقوفـكِ سـاعةً مـن بـاسِ
وارحمتــاهُ لمهجــتي مــن غـادةٍ
لــم تُبــقِ غيــرَ تـردُّدِ الأنفـاس
تســبى النُّهــى بنــواظرٍ فتانـةٍ
تــدعُ المــتيمَ فاقــدَ الإحســاسِ
تســطُو بهــا لكــن بغيـرِ مُهنَّـدٍ
وتغضـــُّها لكـــن بغيــرِ نُعــاس
شــمسٌ تَهَــادى بيـن أتـرابٍ لهـا
فـــإذا جلســـنَ فزينـــةُ الجلاسِ
مشــــغوفةٌ بهـــواى إلا أنهـــا
مشــــغوفةٌ بتمنــــعٍ وشــــُماسِ
لـم آل جهـداً فـي اختلاسِ فؤادِهـا
حــتى أطــاعت بعــدَ طـولِ مِـرَاسِ
أتظــنُ أنــي لا أتيـه كمـا تـتي
هُ أو اننـــي مُستَســـِلمٌ لليــاسِ
وعلامَ تُبــدى تِيهَهَــا هـل شـاهدت
يــومَ الوصــولِ شــمائِلَ العبـاسِ
مِلكــق تـودُّ النيـراتُ لـو انهـا
تحكيــه فــي بِشــرٍ وفـي إِينـاسِ
ملــكٌ يسـيرُ السـعدُ حـولَ رِكـابهِ
فكـــأنَّه مـــن جُملــةِ الحُــرّاسِ
يحكـى ليُـوثَ الغـابِ فـي وَثَباتِها
وثباتِهـــا لكــن بغيــرِ قِيــاسِ
وإذا دَجَـت ظُلَـمُ الخطـوبِ أنارَهـا
برويّـــةٍ تحكـــي ذكــاءَ إيــاسِ
وسياســــةٍ وفَراســـةٍ وكياســـةٍ
عَظُمَــت علــى الحُكمـاءِ والسـُوَّاسِ
سـَهلُ الخليقـةِ فـي جليـلِ مهابـةٍ
ثَبـتِ العزيمـةِ فـي احتدامِ الباسِ
وأكــادُ لـولا عَزمُـه يـومَ الـوغى
أدعُـــوه بالبســـامِ لا العبّــاس
يا ابنَ الأُولى غَرسُوا حدائِقَ مجدِهم
كــي تجتَنــى منهــا أجـلَّ غِـراس
بَلَّغــتَ مصــرَ مَرامَهــا وكسـَوتها
مــن فيضـِكَ المَـأمُولِ خَيـرَ لِبـاسِ
وأقمــتَ للملــكِ الرفيـعِ عمـادَه
عَـــدلاً فأصـــبحَ ثــابتَ الآســاس
وجريـتَ فـي نهـجِ الهدايـةِ مِثلما
تُجــرى نظــامَ المُلـكِ بالقِسـطاسِ
دُم يـا ابـن توفيـقٍ لمصـرَ مُوفَّقاً
حتَّـــى تُطهرَهـــا مــن الأدنــاسِ
وأَحِلَّهـا المهـدَ الـوثيرَ ودَاوِهـا
مِمّـــا بهـــا فَلأنــتَ أحكــمُ آسِ
فَلَمِصــرُ مِصـرُكَ عـن أبيـك وِرَاثـةً
وافتــه عــن أجــدادِك الأكيــاسِ
لِلَّــهِ يــومَ بــدا هِلالُـكَ سـَاطِعاً
فِيهــا فأغناهــا عــن النِّـبراسِ
وافـترَّ ثَغـرُ الثَّغـرِ مُبتسـماً وغُص
نُ الرمــل مــالَ بِعِطفِـهِ الميّـاس
ولســـانُ أفئدةِ الوفــودِ مُرَتِــلٌ
آيَ الهَنَــا مــن ســائرِ الأجنـاسِ
لا غــروَ أن رَقَصـَت بـذاكَ قلـوبُهم
وأدارُ كاســاتِ الســرورِ الحاسـي
فهلالُ وجهِــك يـوم هَـلَّ أقـامَ بَـي
نَ قلــوبهم عُرســاً مــن الأعـراسِ
لِــمَ لا يُسـَرُّ النـاسُ يـومَ يرونَـه
وهلالُ وجهِــــكِ رحمـــةٌ للنَّـــاسِ
مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي المنفلوطي.نابغة في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته وكتبه، له شعر جيد فيه رقة وعذوبة، ولد في منفلوط من الوجه القبلي لمصر من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم نبغ فيها، من نحو مئتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء أشراف، تعلم في الأزهر واتصل بالشيخ محمد عبده اتصالاً وثيقاً وسجن بسببه ستة أشهر، لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي، وقد عاد من سفر، وكان على خلاف مع محمد عبده مطلعها:قدوم ولكن لا أقول سعيد وعود ولكن لا أقول حميدوابتدأت شهرته تعلو منذ سنة 1907 بما كان ينشره في جريدة المؤيد من المقالات الأسبوعية تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف سنة 1909 ووزارة الحقانية 1910 وسكرتارية الجمعية التشريعية 1913 وأخيراً في سكرتارية مجالس النواب، واستمر إلى أن توفي.له من الكتب (النظرات - ط)، و(في سبيل التاج-ط)، و(العبرات-ط)، و(مختارات المنفلوطي-ط) الجزء الأول، وبين كتبه ما هو مترجم عن الفرنسية، ولم يكن يحسنها وإنما كان بعض العارفين بها يترجم له القصة إلى العربية، فيتولى هو وضعها بقالبه الإنشائي، وينشرها باسمه.