
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ليهنــكَ يــا بيــلُ الجلالُ وعــزةٌ
يكـادُ لهـا القلـبُ الكسـيرُ يطيـرُ
ملكـتَ علـى الزهـدِ الأُلـوفَ وكلُّنـا
إلــى قَطــرةٍ ممــا ملكــتَ فقيـرُ
إذا كـان هـذا الطوقُ كالتَّاج قيمةً
فــأنتَ بألقــابِ الملــوك جــديرُ
وما المالُ إلا آيةُ الجاهِ في الوَرى
فحيـــثُ تــراهُ فالمقــامُ خطيــرُ
ولـو كـان بين الفضلِ والجاهِ نسبةٌ
لزالـــت عـــروشٌ جمّـــةٌ وقصــورُ
فيــا بيــلُ لا تجــزَع فَـرُبَّ مُتَـوَّجٍ
شــــبيهُكَ إلا منــــبرٌ وســــريرُ
ومـا أنـت فـي جهـلِ المقادير آيةٌ
فمثلُــك بيــن النــاطقين كــثيرُ
لئن فاتـك النطـقُ الفصيحُ كما تَرى
فســهمُك مــن نُطـقِ الفـؤادِ وفيـرُ
وفيــتَ بعهــدٍ للصـديق ومـا وَفَـى
بعهـــدِ صـــديقٍ جـــرولٌ وجَريــرُ
فعـش صـامِتاً واقنَـع بحظِّـك واغتبط
فمـــا النطــقُ إلا آفــةٌ وشــرُورُ
ضــَلالٌ يــرى الإنسـانُ فضـلاً لنفسـه
وســاعدُه فــي المَكرُمَــاتِ قصــيرُ
ومــا المــرءُ إلا صــِدقُه ووفـاؤُه
وكـــلُّ كـــبيرٍ بعــد ذاك صــغير
ومـاذا يفيـد المـرء حسـن بيـانه
إذاعــي بــالنطق الفصــيح ضـميرُ
مــدحتُك يــا بيــلٌ لأنــي شــاعرٌ
وأنــت علــى حسـن الجـزاءِ قـديرُ
ولـو كنـتَ تـدري ما أقولُ لقمت لي
بمــا لــم يقـم للمـادحين أميـرُ
مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي المنفلوطي.نابغة في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته وكتبه، له شعر جيد فيه رقة وعذوبة، ولد في منفلوط من الوجه القبلي لمصر من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم نبغ فيها، من نحو مئتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء أشراف، تعلم في الأزهر واتصل بالشيخ محمد عبده اتصالاً وثيقاً وسجن بسببه ستة أشهر، لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي، وقد عاد من سفر، وكان على خلاف مع محمد عبده مطلعها:قدوم ولكن لا أقول سعيد وعود ولكن لا أقول حميدوابتدأت شهرته تعلو منذ سنة 1907 بما كان ينشره في جريدة المؤيد من المقالات الأسبوعية تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف سنة 1909 ووزارة الحقانية 1910 وسكرتارية الجمعية التشريعية 1913 وأخيراً في سكرتارية مجالس النواب، واستمر إلى أن توفي.له من الكتب (النظرات - ط)، و(في سبيل التاج-ط)، و(العبرات-ط)، و(مختارات المنفلوطي-ط) الجزء الأول، وبين كتبه ما هو مترجم عن الفرنسية، ولم يكن يحسنها وإنما كان بعض العارفين بها يترجم له القصة إلى العربية، فيتولى هو وضعها بقالبه الإنشائي، وينشرها باسمه.