
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيهـا الفاتـكُ الأثيـمُ رويـداً
كـل يـومٍ تكيـدُ للتـاج كيـدا
لا أرى التـاجَ فـي البرية إلا
فلكـــاً دائراً وأخـــذاً وردا
يتخطـى الـرءوس رأسـاً فرأسـا
ماشـياً في العُصورِ عهداً فعهدا
فمحـالٌ أن يهـدِمَ المـرءُ صَرحاً
أعجـزَ الـدهرَ بأسـه أن يهـدا
عبثــاً تقتـلُ الملـوكَ وعُـذراً
لـك فيهـم لـو كنت تحمِلُ حِقدا
آفـةُ العَقلِ أن يرى الحمدَ ذَماً
ويـرى الخُطَّـةَ الـدنيئة حمـدا
لا يبـالي بالموت من عرفَ المو
تَ ومَـن لا يـرى مـن الموتِ بدا
غيــرَ أن الآجـالَ فينـا حـدودٌ
كــلُّ حــيٍّ تــراهُ يَطلُـبُ حَـدَّا
أي جفــنٍ أجريـتَ منـهُ دموعـاً
كـان لـولاكَ في السماكين بُعدا
أي رَوعٍ أســكنته فــي فــؤادٍ
كـان فـي فـادحِ الحوادثِ جَلدا
ما بكى الفونس خشيةً بل غراماً
ودمــوعُ الغـرامِ أَشـرفُ قَصـدا
إنَّ قلـبَ الجبـانِ يَخفـق رُعبـاً
غيـرَ قلـبِ المحـبِّ يخفُـقُ وَجدا
كـان بيـن الحياةِ والموتِ شبرٌ
بُـدِّل النحـسُ فـي مجارِيهِ سعدا
فرأينـا القتيـل يَعمُـر قصـراً
وغريــمَ القتيـلِ يَعمُـر لَحـدا
أَنـت تقضـى واللـه يقضى بعدلٍ
فـي البرايا والله أكبر أيدا
جَمــرةٌ أطفـأَ القضـاءُ لظاهـا
فغــدا جمرُهــا سـلاماً وبـردا
إنَّ للمالِــك الكريــم قلوبـاً
وقفــت بينــه وبينــكَ ســدا
فافتــدته فكــنَّ خيــرَ فِـداءٍ
لمليــكِ وكــان نعـمَ المُفـدى
مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي المنفلوطي.نابغة في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته وكتبه، له شعر جيد فيه رقة وعذوبة، ولد في منفلوط من الوجه القبلي لمصر من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم نبغ فيها، من نحو مئتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء أشراف، تعلم في الأزهر واتصل بالشيخ محمد عبده اتصالاً وثيقاً وسجن بسببه ستة أشهر، لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي، وقد عاد من سفر، وكان على خلاف مع محمد عبده مطلعها:قدوم ولكن لا أقول سعيد وعود ولكن لا أقول حميدوابتدأت شهرته تعلو منذ سنة 1907 بما كان ينشره في جريدة المؤيد من المقالات الأسبوعية تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف سنة 1909 ووزارة الحقانية 1910 وسكرتارية الجمعية التشريعية 1913 وأخيراً في سكرتارية مجالس النواب، واستمر إلى أن توفي.له من الكتب (النظرات - ط)، و(في سبيل التاج-ط)، و(العبرات-ط)، و(مختارات المنفلوطي-ط) الجزء الأول، وبين كتبه ما هو مترجم عن الفرنسية، ولم يكن يحسنها وإنما كان بعض العارفين بها يترجم له القصة إلى العربية، فيتولى هو وضعها بقالبه الإنشائي، وينشرها باسمه.