
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زَاحفــتُ أيـامي وزاحفننـي
دهـراً فلـم أنكل ولم تنكل
لا عزمهــا واهٍ ولا عزمــتي
تصــادَمَ الجنـدلُ بالجنـدلِ
رمـت فلـم تُبـقِ علـى مفصِلٍ
لكنَّهـا طاشـَت عـن المقتـلِ
وليتَهـا أصـْمَتْ فمـا أبتغي
مـن عيشها إن أنا لم أقتلِ
لا خيـر في الصبر على غمرَةٍ
لا يأمَـلُ الصـابِرُ أن تنجلي
صبرتُ في البأساءِ صَبرَ الذي
قِيـدَ إلـى القتل فلم يحفِل
لا فضـلَ فـي الصبرِ لمستسلمٍ
عـي عـن الفعـلِ فلـم يفعَلِ
عِشـرونَ عاماً لم تَحُل حالتي
مــا أشــبه الآخـرَ بـالأَوّلِ
أغـدُو إلى المَعمل في شَملَةٍ
خَرقَـاءَ لـم تَكـسُ ولَم تَشمَل
تنـمُّ عـن جِسـمي كما نَمّ عَن
نَفسـِي غزيرُ المدمَع المُرسَلِ
كأنَّهـــا بُرقـــعُ مِصــريةٍ
لا يَحجُـبُ الوجه عن المُجتلى
يميـلُ بي الهمُّ مَمِيلَ النَّقَا
بيـن جنـوبِ الرّيح والشَمأَل
فمـن رآنِـي ظـنَّ بـي نشـوةً
أجلْ: بكأسِ الحُزنِ لا السّلسَل
أَقضـى نهـاري مُقبلاً مُـدبراً
كـأنَّني الآلـةُ فـي المَعمـل
وصــاحبُ المَعمـل لا يرتَضـي
منِّـي بِغَيـرِ الفادِح المُثقِل
فـإِن شـكوتُ النَّزر مِن أُجرةٍ
بـرَّح بـي شـتما ولـم يَجمُل
حتَّـى إذا عـدتُ إلـى مِنزلي
وجدتُ سوءَ العَيشِ في المنزلِ
أرى أيـامي يَشـتكينَ الطَّوى
إلــى يتــامى جُــوَّعٍ نُحَّـلِ
أبيـتُ والأجفـانُ فـي سُهدها
كأنَّمــا شــُدَّت إلـى يَـذبُلِ
بيـن صـغارٍ سـُهَّدٍ في الدجى
يُـذرون دمع الثاكِل المُرمِل
بيـن ضعيفِ الخطوِ لم يَعتَمد
وشـاخص فـي المهد لم يحول
يــدعون أمـا تتلظـى أسـى
حـذارَ يـوم الحادث المثكل
ووالــداً عيــا بإسـعافهم
في العيش عي الفارس الأعزلِ
ما زال ريب الدهر ينتابني
بالمعضـل الفـادح فالمعضلِ
حـتى رمـاني بالتي لم تدع
إلا بقايـا الـروح في هيكَلِ
فها أنا اليومَ طريحُ الضنى
وليـس غيـرَ الصبر من معقل
فـي لفحـةِ الرمضاءِ لا أتقي
وهبــةِ النكبـاءِ لا أصـطلي
هـذا هو البؤسُ فهل من فتىً
تـم له في البؤس ما تم لي
فيـا قريـر العين في دهره
عـش ناعمـاً في جدكِ المُقبلِ
واســقِ مـواتي قطـرةً فَـذَّةً
من بينِ ذاك العارضِ المُسبلِ
وارحـم صغاراً كفراخ القطا
مـن نـادِبٍ حـولي ومن مُعوِلِ
أحسـِن إليهـم بحيـاتي وفُز
فيهـم بأجر المنعم المفضِلِ
قـد بح صوتي وانقضى خاطري
ونـالَ ذاك النحسُ من مقولي
مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي المنفلوطي.نابغة في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته وكتبه، له شعر جيد فيه رقة وعذوبة، ولد في منفلوط من الوجه القبلي لمصر من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم نبغ فيها، من نحو مئتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء أشراف، تعلم في الأزهر واتصل بالشيخ محمد عبده اتصالاً وثيقاً وسجن بسببه ستة أشهر، لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي، وقد عاد من سفر، وكان على خلاف مع محمد عبده مطلعها:قدوم ولكن لا أقول سعيد وعود ولكن لا أقول حميدوابتدأت شهرته تعلو منذ سنة 1907 بما كان ينشره في جريدة المؤيد من المقالات الأسبوعية تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف سنة 1909 ووزارة الحقانية 1910 وسكرتارية الجمعية التشريعية 1913 وأخيراً في سكرتارية مجالس النواب، واستمر إلى أن توفي.له من الكتب (النظرات - ط)، و(في سبيل التاج-ط)، و(العبرات-ط)، و(مختارات المنفلوطي-ط) الجزء الأول، وبين كتبه ما هو مترجم عن الفرنسية، ولم يكن يحسنها وإنما كان بعض العارفين بها يترجم له القصة إلى العربية، فيتولى هو وضعها بقالبه الإنشائي، وينشرها باسمه.