
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
منــعَ النفــس أن تنـالَ مناهـا
ســيرُ تلـك الآجـال طـوعَ قضـاها
تشتهي النفسُ أن تعيشَ مدى الدهرِ
وتـــأبى الأقـــدارُ إلا فناهــا
تتمنــى لـو نـالت السـعد لكـن
كتـب اللَـه فـي الكتـاب شـقاها
أي نفــسٍ مــرزوءةٍ مثــل نفــسٍ
ســلبتها أيـدي المنـونِ أخاهـا
يا أخا الروح ها هي الروحُ أضحت
مــن عِـدادِ الأرواحِ ممـا دهاهـا
كنــتَ للعيــن قــرةً ثـم أمسـَت
بعــدَكَ اليـومَ لا يراهـا كراهـا
لا سـَقَت بعـدكَ السـماءُ بسـاطَ ال
أرض غيثــاً حتّــى يجــف ثراهـا
لهفــي والســقامُ أذبـل مـن رَو
ضــِكَ أغصــانك اللذيــذ جَنَاهـا
لهفـي والطـبيب قـد عـادَ يُنـبى
أن تِلــكَ الــداءَاتِ عـزَّ دَوَاهـا
لَهفــي والنفــوسُ بـاتَت حَيـارى
ووفــودُ العُــوَّادِ خــابَ رَجَاهـا
يـا فقيـداً نـأى وغـادر فـي أح
شــاي نـارَ الغضـى يَشـُبُّ لظاهـا
لـك أشـكو لـو كنـتَ تسـمعُ شكوا
ي فآهـا لـو تَنفـعُ اليـومَ آهـا
فَحنانيـك أيُّهـا المـوتُ كـم تَـه
تِــكُ مـن حُرمَـةِ العِبَـادِ حِمَاهـا
هَبـك أَمعَنتَ في البَرايا افتِراساً
ثــم لــم تُبـقَ أرضـها وسـماها
فنجيــبٌ ذو حرمـةٍ فـي البرايـا
هــي أحــرى يـاموتُ أن ترعاهـا
مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي المنفلوطي.نابغة في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته وكتبه، له شعر جيد فيه رقة وعذوبة، ولد في منفلوط من الوجه القبلي لمصر من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم نبغ فيها، من نحو مئتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء أشراف، تعلم في الأزهر واتصل بالشيخ محمد عبده اتصالاً وثيقاً وسجن بسببه ستة أشهر، لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي، وقد عاد من سفر، وكان على خلاف مع محمد عبده مطلعها:قدوم ولكن لا أقول سعيد وعود ولكن لا أقول حميدوابتدأت شهرته تعلو منذ سنة 1907 بما كان ينشره في جريدة المؤيد من المقالات الأسبوعية تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف سنة 1909 ووزارة الحقانية 1910 وسكرتارية الجمعية التشريعية 1913 وأخيراً في سكرتارية مجالس النواب، واستمر إلى أن توفي.له من الكتب (النظرات - ط)، و(في سبيل التاج-ط)، و(العبرات-ط)، و(مختارات المنفلوطي-ط) الجزء الأول، وبين كتبه ما هو مترجم عن الفرنسية، ولم يكن يحسنها وإنما كان بعض العارفين بها يترجم له القصة إلى العربية، فيتولى هو وضعها بقالبه الإنشائي، وينشرها باسمه.