
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
العيـدُ أقبَـلَ باسـِمَ الثغر
ومُنـاهُ أن تحيا مدى الدهرِ
حتَّــى تعيـشَ بغبطَـةٍ أبـداً
ويُعــدَّ مــن أيامِـك الغُـرِّ
فاهنـأ بـه واسـعد بطالِعه
ماضـي العزيمـةِ نافذَ الأمر
وافـاك يحمـلُ فـي بشـائِرِه
مـا شـِئتَ مـن عِـزٍّ ومِن عُمر
والوفدُ يتلو الوفدَ مُستَبِقاً
أم العطـاشُ مواقِـعَ القَطـرِ
والسـاحةُ الفَيحـاءُ مزدَحَـمٌ
كالموجِ يلقى الموجَ في بحرِ
وكأنمـا القصرُ المُنيرُ وقد
أشـرقتَ فيـه هالـةُ البَـدر
فـإذا طلعـتَ وضاءَ بدرُك في
أُفـقِ الأَريكـةِ وافِـرَ البِشر
يجدُونَ مِن رُحماكَ ما يجد ال
إِبـنُ الوَحيـدُ مِنَ الأبِ البَرِّ
ويَـرونَ كـلَّ النـاسِ في مُلِك
وَيَـرَونَ كـل الأرضِ فـي قَصـرِ
عبـاسُ يا أغلى الملوكِ يَداً
وأعزَّهـم فـي مَوقـفِ الفَخـر
لـم يَبـقَ قلـبٌ ما حَلَلتَ بهِ
وســكنتَ مِنـهُ مَوضـِعَ السـِّرِّ
والحـبُّ ليـس بصـادقٍ أبـداً
إن لم يكن في السرِّ كالجَهرِ
فســلمتَ للعليـاءِ تحرسـُها
وتصـونُها مـن أعيـنِ الدهرِ
وبقيــتَ للنعمـاءِ تمنحُهـا
وبقيــتَ للإحســانِ والــبرِّ
أو ليتنـي مـا كنـت آملُـه
وحبـوتَني بالنـائل الغَمـرِ
وعفــوتَ عنـي عفـوَ مقتـدرٍ
والـذنبُ فوقَ العَفوِ والغُفرِ
والصـفح أجملُ ما يكونُ إذا
مـا الذنبُ جَلَّ وضاقَ عن عُذرِ
فمـتى أقومُ بشكرِ أنعُمِكَ ال
جُلـى وقـد جلـت عـن الشكرِ
مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي المنفلوطي.نابغة في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته وكتبه، له شعر جيد فيه رقة وعذوبة، ولد في منفلوط من الوجه القبلي لمصر من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم نبغ فيها، من نحو مئتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء أشراف، تعلم في الأزهر واتصل بالشيخ محمد عبده اتصالاً وثيقاً وسجن بسببه ستة أشهر، لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي، وقد عاد من سفر، وكان على خلاف مع محمد عبده مطلعها:قدوم ولكن لا أقول سعيد وعود ولكن لا أقول حميدوابتدأت شهرته تعلو منذ سنة 1907 بما كان ينشره في جريدة المؤيد من المقالات الأسبوعية تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف سنة 1909 ووزارة الحقانية 1910 وسكرتارية الجمعية التشريعية 1913 وأخيراً في سكرتارية مجالس النواب، واستمر إلى أن توفي.له من الكتب (النظرات - ط)، و(في سبيل التاج-ط)، و(العبرات-ط)، و(مختارات المنفلوطي-ط) الجزء الأول، وبين كتبه ما هو مترجم عن الفرنسية، ولم يكن يحسنها وإنما كان بعض العارفين بها يترجم له القصة إلى العربية، فيتولى هو وضعها بقالبه الإنشائي، وينشرها باسمه.