
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَجَـل أَيُّهـا الرَبـعُ الَّـذي خَفَّ آهِلُه
لَقَـد أَدرَكَـت فيكَ النَوى ما تُحاوِلُه
وَقَفــتُ وَأَحشــائي مَنــازِلُ لِلأَســى
بِـهِ وَهـوَ قَفـرٌ قَـد تَعَفَّـت مَنـازِلُه
أُســائِلُكُم مـا بـالُهُ حَكَـمَ البِلـى
عَلَيـــهِ وَإِلّا فَــاِترُكوني أُســائِلُه
لَقَـد أَحسـَنَ الدَمعُ المُحاماةَ بَعدَما
أَسـاءَ الأَسـى إِذ جاوَرَ القَلبَ داخِلُه
دَعـا شـَوقُهُ يـا ناصـِرَ الشَوقِ دَعوَةً
فَلَبّـاهُ طَـلُّ الـدَمعِ يَجـري وَوابِلُـه
بِيَـومٍ تُريـكَ المَوتَ في صورَةِ النَوى
أَواخِــرُهُ مِــن حَســرَةٍ وَأَوائِلُــه
وَقَفنــا عَلـى جَمـرِ الـوَداعِ عَشـِيَّةً
وَلا قَلــبَ إِلّا وَهــوَ تَغلـي مَراجِلُـه
وَفـي الكِلَّـةِ الصـَفراءِ جُـؤذَرُ رَملَةٍ
غَــدا مُســتَقِلّاً وَالفِــراقُ مُعـادِلُه
تَيَقَّنـــتُ أَنَّ البَيـــنَ أَوَّلُ فاتِــكٍ
بِـهِ مُـذ رَأَيـتُ الهَجـرَ وَهوَ يُغازِلُه
يُعَنِّفُنــي أَن ضــِقتُ ذَرعــاً بِنَـأيِهِ
وَيَجــزَعُ أَن ضــاقَت عَلَيــهِ خَلاخِلُـهُ
أَتَتـكَ أَميـرَ المُـؤمِنينَ وَقَـد أَتـى
عَلَيهــا المَلا أَدمــاثُهُ وَجَراوِلُــه
وَصـَلنَ السـُرى بِالوَخـدِ في كُلِّ صَحصَحٍ
وَبِالسـُهُدِ المَوصـولِ وَالنَـومُ خاذِلُه
رَواحِلُنـا قَـد بَزَّنـا الهَـمُّ أَمرَهـا
إِلــى أَن حَســِبنا أَنَّهُــنَّ رَواحِلُـه
إِذا خَلَـعَ اللَيـلُ النَهـارَ رَأَيتَهـا
بِإِرقالِهــا مِـن كُـلِّ وَجـهٍ تُقـابِلُه
إِلـى قُطُـبِ الـدُنيا الَّذي لَو بِفَضلِهِ
مَـدَحتُ بَنـي الـدُنيا كَفَتهُم فَضائِلُه
مَنِ البَأسُ وَالمَعروفُ وَالجودُ وَالتُقى
عِيـــالٌ عَلَيــهِ رِزقُهُــنَّ شــَمائِلُه
جَلا ظُلُمــاتِ الظُلـمِ عَـن وَجـهِ أُمَّـةٍ
أَضـاءَ لَهـا مِـن كَـوكَبِ الحَـقِّ آفِلهُ
وَلاذَت بِحُقــوَيهِ الخِلافَــةُ وَاِلتَقَــت
عَلــى خِــدرِها أَرمــاحُهُ وَمَناصـِلُه
أَتَتــهُ مُغِــذّاً قَـد أَتاهـا كَأَنَّهـا
وَلا شــَكَّ كــانَت قَبـلَ ذاكَ تُراسـِلُه
بِمُعتَصــِمٍ بِــاللَهِ قَــد عُصـِمَت بِـهِ
عُـرى الـدينِ وَاِلتَفَّت عَلَيها وَسائِلُه
رَعــى اللَــهُ فيـهِ لِلرَعِيَّـةِ رَأفَـةً
تُزايِلُــهُ الـدُنيا وَلَيسـَت تُزايِلُـه
فَأَضـحَوا وَقَـد فاضـَت إِلَيـهِ قُلوبُهُم
وَرَحمَتُــهُ فيهِــم تَفيــضُ وَنــائِلُه
وَقـامَ فَقـامَ العَـدلُ فـي كُـلِّ بَلدَةٍ
خَطيبـاً وَأَضـحى المُلكُ قَد شَقَّ بازِلُه
وَجَــرَّدَ ســَيفَ الحَــقِّ حَتّــى كَـأَنَّهُ
مِــنَ الســَلِّ مـودٍ غِمـدُهُ وَحَمـائِلُه
رَضـينا عَلـى رَغـمِ اللَيـالي بِحُكمِهِ
وَهَـل دافِـعٌ أَمراً وَذو العَرشِ قائِلُه
لَقَـد حـانَ مَـن يُهـدي سُوَيداءَ قَلبِهِ
لِحَـدِّ سـِنانٍ فـي يَـدِ اللَـهِ عـامِلُه
وَكَـم نـاكِثٍ لِلعَهـدِ قَـد نَكَثَـت بِـهِ
أَمــانيهِ وَاِســتَخذى لِحَقِّـكَ بـاطِلُه
فَــأَمكَنتَهُ مِـن رُمَّـةِ العَفـوِ رَأفَـةً
وَمَغفِـــرَةً إِذ أَمكَنَتـــكَ مَقــاتِلُه
وَحـاطَ لَـهُ الإِقـرارُ بِالـذَنبِ روحَـهُ
وَجُثمــانَهُ إِذ لَــم تَحُطـهُ قَبـائِلُه
إِذا مــارِقٌ بِالغَــدرِ حـاوَلَ غَـدرَةً
فَـــذاكَ حَــرِيٌّ أَن تَئيــمَ حَلائِلُــه
فَـإِن باشـَرَ الإِصحارَ فَالبيضُ وَالقَنا
قِــراهُ وَأَحـواضُ المَنايـا مَنـاهِلُه
وَإِن يَبــنِ حيطانــاً عَلَيـهِ فَإِنَّمـا
أُولَئِكَ عُقّـــــالاتُهُ لا مَعـــــاقِلُه
وَإِلّا فَــــأَعلِمهُ بِأَنَّــــكَ ســـاخِطٌ
وَدَعــهُ فَـإِنَّ الخَـوفَ لا شـَكَّ قـاتِلُه
بِيُمـنِ أَبـي إِسـحاقَ طالَت يَدُ العُلى
وَقـامَت قَنـاةُ الـدينِ وَاِشتَدَّ كاهِلُه
هُـوَ اليَـمُّ مِـن أَيِّ النَـواحي أَتَيتَهُ
فَلُجَّتُــهُ المَعـروفُ وَالجـودُ سـاحِلُه
تَعَــوَّدَ بَسـطَ الكَـفِّ حَتّـى لَـو أَنَّـهُ
ثَناهــا لِقَبـضٍ لَـم تُجِبـهُ أَنـامِلُه
وَلَـو لَـم يَكُـن فـي كَفِّـهِ غَيرُ روحِهِ
لَجــادَ بِهـا فَليَتَّـقِ اللَـهَ سـائِلُه
عَطـاءٌ لَـوِ اِسـطاعَ الَّـذي يَسـتَميحُهُ
لَأَصـبَحَ مِـن بَيـنِ الـوَرى وَهوَ عاذِلُه
إِذا آمِـلٌ سـاماهُ قَرطَـسَ فـي المُنى
مَـــواهِبَهُ حَتّـــى يُؤَمِّـــلَ آمِلُــه
لُهـىً تَسـتَثيرُ القَلـبَ لَولا اِتِّصالُها
بِحُســنِ دِفـاعِ اللَـهِ وُسـوِسَ سـائِلُه
إِمـامَ الهُـدى وَاِبنَ الهُدى أَيُّ فَرحَةٍ
تَعَجَّلَهــا فيــكَ القَريــضُ وَقـائِلُه
رَجـاؤُكَ لِلبـاغي الغِنى عاجِلُ الغِنى
وَأَوَّلُ يَـــومٍ مِــن لِقــائِكَ آجِلُــه
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.