
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وبعــد فــالعلم عظيـم المنزلـه
جـــاءت بفضــله نصــوص منزلــه
كقـــوله وقـــد أتــى موزونــا
هــل يســتوي الــذين يعلمونــا
وقـــوله قــل رب زدنــي علمــا
وزد فــؤادي مــن لــدنك حلمــا
كــم آيــة دلــت علــى تفضـيله
فاســتنهض الهمــة فــي تحصـيله
إذ كــل مــن بغيــر علـم يعمـل
أعمــــاله مـــردودة لا تقبـــل
والعلــم لا ينفـع مـن غيـر عمـل
صــاحبه قــالوا حمــار أو جمـل
يحمـــل كتبــاً لا وربــك الأجــل
يــدري لجهلــه لمعنـى مـا حمـل
خلاف هـــــذا مــــاله مثــــال
فاعمـل بعلـم واسـتمع مـا قالوا
علــــم بغيـــر عمـــل وبـــال
وعمــــــل بـــــدونه ضـــــلال
فـاقتبس العلـم وجـدَّ فـي الطلـب
والبــس لـه تـاج الوقـار والأدب
وحثحـــث المطـــي فـــي طلابــه
وادخــل إليـه راغبـاً مـن بـابه
وارحـل إلـى مـن يسـتحق الرحلـه
خلــف الفــرات أو وراء الـدجله
إن رمــت أن تكــون فــي تحصـين
فــاطلب العلــم ولــو بالصــين
طـــالبه فـــي حصــنه الحصــين
مــا زال والــدي بــه يوصــيني
حيــث انتهــت أخبــاره إليكــا
فقصـــــده محتـــــم عليكــــا
لا يــدرك العلــوم شــخص قصــَّرا
لا والـــذي فــي نفســه تكــبرا
فـاطرح رداء الكـبر عـن عطفيكـا
وقــل لـداعي العلـم يـا لبيكـا
واحرص على التحصيل في حال الصبا
ولا تكــن تلعــب مــع مـن لعبـا
فـان مـا يحفـظ فـي حـال الصـغر
يثبـت فـي النفـس كنقش في الحجر
ولا تضـــع وقتــا وعــذ بــالله
مـــن كـــل بطـــال كســـول لاه
لا فـــي معـــاش دنيــوي يســعى
ولا بمــــرج أخــــروي يرعــــى
فغيـــره أولــى وأحــرى وأحــب
لأهلـــه منـــه حمــار ذو ذنــب
ومحِّــــض القصـــد بـــه للـــه
لا للمـــــاراة أو التبـــــاهي
فــإن مــن يقصــد غيــر اللــه
فــي كــل شــيء كـان فـي تلاهـي
اللـــه فاقصـــدنه عـــز وجــل
واحـذر مـن الريـاء فـي كـل عمل
فعمـــــل يصـــــحبه ريـــــاء
فمـــا علـــى صـــاحبه ضـــياء
فليـــس يرضـــي ربنــا عبــاده
أشـــركت فيهـــا معــه عبــاده
والنـــاس منهــم محســن أميــن
وظـــــالم لنفســـــه مــــبين
الحـــق فيهــم لا يكــاد يــذكر
كـــأنه أمـــر فظيـــع منكـــر
لــم تلـف فيهـم مؤمنـا مأمونـا
أكــــثرهم للحــــق كارهونـــا
أكــــثرهم عـــن الصـــواب زور
دعـــــــواهم باطلــــــة وزور
النـاس أصـناف وشـتى فـي الشـيم
يجمعهـــم نوعــان عــرب وعجــم
النـــاس فـــي شــيمهم أجنــاس
لكـــن كـــثير منهـــم أنجــاس
قــد جبلــوا علــى الأذى جبلــه
ومــن وفــى منهــم وفــى لعلـه
إن يصـــحبوكم يصــحبوكم لغــرض
منـــافقون فــي قلــوبهم مــرض
تراهــم تحــت الـبرود الضـافية
كــأنهم طلــس الـذئاب الضـاريه
يســـعون بالغيبـــة والنميمــه
ويخلقـــون الفتـــن العظيمـــه
وبعضـــهم يقتــل بعضــاً ظلمــا
ولا يخــــاف حرجـــاً أو اثمـــا
حرصـاَ علـى الـدنيا التي لا تبقى
يســـتبقون المنكـــرات ســـبقا
لا يفعلــون مــا بـه اللـه حكـم
وليــس يرضــون بكــل مــا حكـم
لا يفعلــون مــا بـه اللـه أمـر
لجهلهــم والجهــل أدهــى وأمـر
دينهــــــم الخلاف والعنـــــاد
لا يفعلـــون غيـــر مــا أرادوا
دينهــــــم الخلاف والعنـــــاد
كالجمـــل المصـــعب لا ينقـــاد
وغــن يكــن مـن بعضـهم مصـافحه
تظنهـــا مــن الجفــا منــاطحه
فخلهـــم أخــا الهــدى ومــاهم
عليــه قــد يئســت مــن هـداهم
ولتشــتغل عنهــم بمــا يعنيكـا
مــن علــم او معيشــة تغنيكــا
ورجـــح العلــم علــى المعــاش
تكــن بنـور العلـم فـي انتعـاش
واســـمع وع ولا تكـــن بــاللاهي
بــالعلم فــأنس وبــذكر اللــه
ولا تكـــن مستأنســـاً بالنـــاس
الأنــــس بالنـــاس مـــن الافلاس
واتـرك حـديث النـاس عنـد الناس
ولاتكـــن عــن كتمــه بالناســي
حظــك منــه قــدر مــا تجتهــد
ولا ينــال العلــم جمعــاً أحــد
العلــــم إن طلبتــــه كـــثير
والعمـــر فــي تحصــيله قصــير
ولا تضــع وقتــا وكـن علـى هـدى
فمفلــس مــن وقتــه يمضـي سـدى
قــد قعـدت عـن كـل علـم الهمـم
فقـــدم الأهـــم منـــه فــالأهم
فقـــدم العلــم بأصــل الــدين
مــع الــدليل الواضــح المـبين
وبعـد أصـل الـدين فقـه المـذهب
فــاعكف عليــه وإليــه فــاذهب
وافعــل مــن الأمـور مـا تيسـرا
ودع مـــن الأمــور مــن تعســرا
فعلـم أصـل الـدين مشـهور الشرف
وبحـــره الزاخــر مــاله طــرف
شـــــرفه بشــــرف المعلــــوم
فصـــار حفظـــه مــن المحتــوم
وقـــد جمعـــت جملـــة يســيره
مـــن كتـــب صـــحيحة شـــهيره
مشــــطراً لبعضــــها مضــــمنا
لبعضــــها موضــــحاً مبينــــا
واللـه أرجـو فـي القبول والرضا
والعفــو عمّــا كـان منـي ومضـى
عبد القادر بن محمد بن حسين القصاب، أبو المعالي الدير عطاني.أديب شاعر، وعالم أزهري ورع، ولد في ديرعطية من ريف دمشق، رحل إلى دمشق وتتلمذ على يد شيخها الشيخ عبد القادر بن صالح الخطيب في مدرسة الخياطين لمدة سنتين، ثم رحل إلى مصر لطلب العلم في الأزهر الشريف عام 1288هـ، مكث في الأزهر سبعة وعشرين عاماً متعلماً ومعلماً وأستاذاً، عاد إلى بلدته عام 1315هـ وأقام معهداً شرعياً في بلدته على غرار الأزهر درس فيه كل مواده وانتفع به خلق كثير، وأقام الجمعية الخيرية الدينية. انتقل إلى رحمته تعالى في ديرعطية ودفن به عام 1360هـ.من آثاره: (رسالة في التوحيد والحض على على طلب العلم) و(رسالة في الحكم والأمثال)، و(رسالة في النحو، و(نظم متن الدليل في فروع الفقه الحنبلي).