
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا أيهـا المغـرور قد لبستا
زيّـا بـه علـى الـورى لبّسـتا
عمامــة بيضــاء فـوق الهـام
وجبــــة واســـعة الأكمـــام
وكتـــب مرصوصـــة الصـــفوف
علىالكتــابي وعلــى الرفـوف
حظــك منهـا أن تقلـب الـورق
ولــم للحــم فيهــا المــرق
العلـم مـن رب العلـى عنايـة
ولـم يكـن عـن كـثرة الرواية
العلـم مـن رب العلـى عنايـة
ومثلــه فــي ذلــك الولايــة
بــالعلم تعلـو شـرفاً وقـدرا
بــه تكــون حيـث كنـت صـدرا
لكـــن بشـــرط كــونه للــه
لا للممـــاراة ولا التبـــاهي
طــــالبه لــــوجهه يعـــان
ولغيــــر وجهــــه يهــــان
العلـم نـور فـي القلوب يقذف
وليـس مـن كـرم الكتـاب يقطف
وليــس فــي لقلقــة اللسـان
مـا العلـم إلا خشـية الرحمـن
ابليــس كــان عالمـاُ كـبيرا
وقــد أضــل عالمــاً كــثيرا
فحامــل العلــم بلا اعتبــار
مثلــــه كمثــــل الحمـــار
يحمــل مـا يحمـل مـن أسـفار
ومــا بهــا ليــس لـه بـدار
أو شــــجر ثمـــره يـــأكله
ســـواه وهــو مــدة يحملــه
وبعـــده يوقـــده إذا يبــس
فيصــطلي بــه ومنــه يقتبـس
أو شـــمعة بضــوئها يرتفــق
وإنهــا فــي نفســها تحـترق
أو إبـرة تكسـو عـراة النـاس
مــا خيطــت وهــي بلا لبــاس
إذا صــحبت فاصــحب الصـوفية
طريقهـــم قويمـــة مرضـــية
كـن خادمـاً لهـم بصـدق النية
تبلــغ بــذاك الأمـن والأنيـة
واحــذر هـديت صـحبة القـراء
جـــداول الجــدال والمــراء
صـــــــــحبتهم داء وأي داء
أكـــثرهم منـــافق مـــرائي
لا خيـر فـي صـحبة شـخص لا يرى
لــك حقــاً مثلمـا أنـت تـرى
فاصـحب ذوي الفضل وأهل الدين
فـالمرء منسـوب إلـى القريـن
واعلــم بــأن صـحبة الأشـرار
تــورث ســوء الظـن بالأخيـار
وصـــحبة الكــرام والأخيــار
تــورث حســن الظـن بالأشـرار
الزهد في الدنيا يريح البدنا
والقلـب حـتى لا يرى فيها عنا
والحــرص فيهـا مقلـق ومتعـب
جسـماً وقلبـاً فانظروا وجربوا
هـذا هـوالعلم المفيد النافع
ومــا ســواه فهـو سـم نـاقع
عبد القادر بن محمد بن حسين القصاب، أبو المعالي الدير عطاني.أديب شاعر، وعالم أزهري ورع، ولد في ديرعطية من ريف دمشق، رحل إلى دمشق وتتلمذ على يد شيخها الشيخ عبد القادر بن صالح الخطيب في مدرسة الخياطين لمدة سنتين، ثم رحل إلى مصر لطلب العلم في الأزهر الشريف عام 1288هـ، مكث في الأزهر سبعة وعشرين عاماً متعلماً ومعلماً وأستاذاً، عاد إلى بلدته عام 1315هـ وأقام معهداً شرعياً في بلدته على غرار الأزهر درس فيه كل مواده وانتفع به خلق كثير، وأقام الجمعية الخيرية الدينية. انتقل إلى رحمته تعالى في ديرعطية ودفن به عام 1360هـ.من آثاره: (رسالة في التوحيد والحض على على طلب العلم) و(رسالة في الحكم والأمثال)، و(رسالة في النحو، و(نظم متن الدليل في فروع الفقه الحنبلي).