
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لامَتــهُ لامَ عَشــيرُها وَحَميمُهـا
مِنهـا خَلائِقُ قَـد أَبَـنَّ ذَميمُهـا
لَـم تَدرِ كَم مِن لَيلَةٍ قَد خاضَها
لَيلاءَ وَهــيَ تَنامُهـا وَتُنيمُهـا
نَكِـرَت فَـتىً أَذرى بِنَضـرَةِ وَجهِهِ
وَبِمـائِهِ نَكَـدُ الخُطـوبِ وَلومُها
لا تُنكِــري هَمّــي فَـإِنّي زائِدي
حَزمـاً حِضـارُ النائِباتِ وَشومُها
فَلَقَبـلُ أَظهَـرَ صـَقلُ سـَيفٍ أَثرَهُ
فَبَـدا وَهَـذَّبَتِ القُلـوبَ هُمومُها
وَالحادِثـاتُ وَإِن أَصـابَكَ بوسُها
فَهـوَ الَّـذي أَنباكَ كَيفَ نَعيمُها
أَوَ مـا رَأَيتَ مَنازِلَ اِبنَةِ مالِكٍ
رَسـَمَت لَـهُ كَيفَ الزَفيرُ رُسومُها
آناؤُهــا وَطُلولُهــا وَنِجادُهـا
وَوِهادُهــا وَحَــدِثُها وَقَـديمُها
تَغـدو الرِياحُ سَوافِياً وَعَوافِياً
فَتُضـيمُ مَغناهـا وَلَيـسَ يَضيمُها
وَكَأَنَّمـا أَلقى عَصاهُ بِها النَوى
مِـن شـَقَّةٍ قَـذَفٍ فَلَيـسَ يَريمُهـا
إِنّــي كَشــَفتُكِ أَزمَــةً بِـأَعِزَّةٍ
غُـرٍّ إِذا غَمَـرَ الأُمـورَ بَهيمُهـا
بِثَلاثَـةٍ كَثَلاثَـةِ الـراحِ اِسـتَوى
لَـكَ لَونُهـا وَمَـذاقُها وَشَميمُها
وَثَلاثَـةِ الشـَجَرِ الجَنِـيِّ تَكافَأَت
أَفنانُهــا وَثِمارُهـا وَأَرومُهـا
وَثَلاثَـةِ الـدَلوِ اِسـتُجيدَ لِماتِحٍ
أَعوادُهــا وَرِشـاؤُها وَأَديمُهـا
وَثَلاثَـةِ القِـدرِ اللَواتي أَشكَلَت
أَأَخيَرُها ذو العِبءِ أَم قَيدومُها
وَإِذا عَلـوقُ الحـاجِ يَوماً سُكِّنَت
بِهِـمُ فَقَـد رَئِمَتـكَ حينَ تَرومُها
عَبدُ الحَميدِ لَها وَلِلفَضلِ الرُبا
فيهـا وَمِثـلُ السَيفِ إِبراهيمُها
جـازوا خَلائِقَ قَـد تَيَقَّنَتِ العُلى
كُــلَّ التَيَقُّــنِ أَنَّهُـنَّ نُجومُهـا
لَـو أَنَّ بـاقِلاً المُفَهَّـهِ يَنبَـري
فـي مَـدحِها سَهُلَت عَلَيهِ حُزومُها
وَلَـو أَنَّ سـَحبانَ المُفَوَّهَ يَنتَحي
فـي ذَمِّهـا لَم يَدرِ كَيفَ يَذيمُها
إِنّــا أَتَينـاكُم نَصـونُ مَآرِبـاً
يَستَصـغِرُ الحَدَثَ العَظيمَ عَظيمُها
بِـالعيسِ قاسـَمنا الفَلا أَشلاءَها
وَالبيدُ لا يُعطى السَواءَ قَسيمُها
فَلَنـا أَميـنُ فُصوصـِها وَشُخوصِها
وَلَهــا وَرِيُّ سـَديفِها وَلُحومُهـا
أَخَـذَت مَحالَتَها السُهوبُ وَبَدءَها
فَالبُعـدُ يَعـذِرها وَنَحنُ نَلومُها
صـُفُحٌ عَـنِ النَبـآتِ لَيسَ يَؤودُها
جَـرسُ الـدُجى مَكّاؤُهـا وَنَئيمُها
لَيلِيَّــةٌ قَــد وَقَّـرَت هاماتِهـا
مِـن قَبـلُ أَصداءُ الفَلاةِ وَبومُها
مَهرِيَّـةٌ بَلَـغَ الكِرايَـةَ رَكبُهـا
مِنهـا وَغـابَ مُريحُهـا وَمُسيمُها
فَعَنيقُهــا يَعضـيدُها وَوَسـيجُها
ســَعدانُها وَذَميلُهــا تَنّومُهـا
مَلَـكَ الكِلالُ رِقابَهـا وَأُنوفَهـا
فَنُعوبُهـا ديـنٌ لَهـا وَسـُعومُها
فَكَــأَنَّ مُهمَلَهـا مُخَيَّـسُ غَيرِهـا
وَكَأَنَّمــا مَخلوعُهــا مَخطومُهـا
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.