
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وداعـا يـا ديـار العـز حـتى
أعـود إليـك فـي أهنـا نهـار
إذا مــا نحـو قطـرك مـد خـط
حديــدي إلــى تلــك القفـار
ونـور الكهربـاء أتـاك يسـعى
وقيـل الماء في البيداء جاري
وطهــرت العيــون وقـام حـزب
بمعــدنك النفيــس وبالاثــار
وشــيدت المــدارس واسـتقامت
رجالـك واكتسـت ثـوب الفخـار
وخــاطب فيــك بـالتلفون خـل
يريـد البحـث عـن حال التجار
وحــررت الجــرائد واســتعدت
مطابعهــا الـى نشـر القـرار
ورقيــت الصــنائع واسـتفاقت
شــبيبتك الحليفــة للــديار
وجـاب الشـهم منها الارض علما
وخــاض بحزمــه لــج البحـار
وجـاري في السياسة من أوروبا
رجــالا زاحمـوا قطـب المـدار
وأبــدى الكـد مخترعـا مجـداً
يجـر النفـع مـن تحـت الستار
هنـاك تكـون يـا وطن المعالي
غزيـر العلـم مجتمـع النضـار
يسـود المـرء فيـك ينـال عزا
يحــوز الأمـن يطمـع بانتصـار
رزقــت بدولــة تسـعى دوامـا
لتهـذيب الكبـار مـع الصـغار
وما نجع الدواء وما استفاقوا
لحبهـم الـدمار علـى العمـار
الا يـا قـوم قـد نمتـم طويلا
وهمتـم بالجهالـة في البراري
فهــل مـن يقظـة تشـفي غليلا
وتمحـو مـا استوى من سحب عار
فهمـوا واصـدقوا فالصدق فيكم
عريــق واحفظـوا حـق الـديار
وإلا فـــالوداع وكـــل قطــر
بــه الإســلام يصــلح للقـرار
سليمان باشا بن عبد الله بن يحيى الباروني الطرابلسي.زعيم سياسي مجاهد، ولد في (كاباو) من بلاد طرابلس الغرب، وتعلم في تونس والجزائر ومصر، وعاد إلى وطنه، فانتقد سياسة الدولة العثمانية، وكانت طرابلس تابعة لها فأبعد منها، فقصد مصر، وأقام إلى أن أعلن الدستور العثماني (سنة 1908م) فاختير نائباً عن طرابلس في (مجلس المبعوثين) بالأستانة فاستمر إلى أن اعتدى الطليان على طرابلس سنة 1911 م، فعاد إليها مجاهداً، وظل إلى أن أبرم الصلح بين تركيا وإيطاليا، فأبى الاعتراف به، وواصل مقاومة المحتلين مدة، ثم انصرف إلى تونس، ومنها ركب باخرة إلى الأستانة، فجعل فيها من أعضاء مجلس الأعيان، ونشبت الحرب العامة الأولى (سنة 1914 م) فوجهته حكومة الأستانة قائداً لمنطقة طرابلس الغرب، فقصدها في غواصة ألمانية، وباشر القتال إلى أن أكرهت تركيا العثمانية على التخلي عن طرابلس، بعد هدنة 1918 م، وعقد الطرابلسيون صلحاً مع إيطاليا سنة 1919 م، كانت له يد فيه، فرحل إلى اوروبا، وحج سنة 1924 م، وذهب إلى مسقط ثم إلى عمان وكان إباضي المذهب، فجعله سلطان مسقط مستشاراً لحكومته (سنة 1935 م) فأقام عامين، ومرض فذهب إلى بومباي مستشفياً، فتوفي فيها، له (الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية - ط)، و(ديوان شعر - ط).